ما ذا يخفي الغرب وراء ” تعاطفه المفاجئ” مع مأساة شعب اليمن؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 2/11/2018 م …
للتذكير فقط عندما نشبت الحرب بين العراق وايران في الثمانينات كانوا يطلقون عليها في بداية الامر ” القادسية” او حربا لحماية البوابة الشرقية” للوطن العربي ومع تواصل الحرب لسنوات ثمان اخذ العالم يطلق عليها حربا ليست ذات معنى” وبعد ان انتعشت اسواق بيع الاسلحة في الغرب جراء تلك الحرب ولم يبق بلد الا واستثمرها لبيع ” حتى الخردة” من اجل ان تتواصل.
شعر الغرب المستفيد من تلك الحرب ان الاهداف من وراء استمرارها هو تدمير البلدين وهو ما تحقق لكن حلم اسقاط النظام في ايران قد تبدد وان البوابة الشرقية اصبحت ” مشرعة ” للقاصي والداني و بدا الحديث عن وقف الحرب واجراء مفاوضات بين الجانبين لكن بعد ” خراب البصرة” .
المهم لقد تم تدمير البلدين ارضاء لنزوات انظمة خليجية فاسدة كانت تشجع على استمرار تلك الحرب بين البلدين الجارين و التي كان بالامكان تجاوزها من قبل العراق كما حصل مع شاده ايران عندما وقعت بغداد اتفاقية الجزائر عام 1975 عاد الغرب بعد ان ايقن انه حقق جزءا من مشروعه التدميري اخذ يتحدث عن دور للامم المتحدة ووقف الحرب ينما كان في بداية الامر يحث على استمرارها مثلما كانت تشجع صدام على ذلك انظمة معروفة .
التاريخ يعيد نفسه الان في اليمن لنسمع ذات النغمة بعد ان شن التحالف السعودي الحرب على اليمن المجاور وتواصلت الفاجعة لسنوات دون ان تخضع اليمن جراء صمود اليمنيين الاسطوري وبطولاتهم وبسالتهم اما م هذا التحالف المدعوم امريكيا باعتراف المسؤولين الامريكيين انفسهم وكذلك بقية الدول الغربية مثل فرنسا بدد هذا الصمود كل الاحلام الاستعمارية لاخضاع اليمن وشعبها الاصيل لتتردد ذات الدعوات التي سمعناها عن وقف الحرب العراقية الايرانية لكن هذه المرة في اليمن.
بعد اكثر من ثلاث سنوات من الموت والدمار والقصف باشد الاسلحة فتكا تلك التي تقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وحتى بريطانيا استيقظ ضمير هذه الدول وبقية الدول التي تشارك في العدوان على اليمن سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة بتقديم الدعم اللوجستي للمعتدين استيقظ هذا الضميرليعلن ” من واشنطن ” حان الوقت لانها ءالصراع في اليمن وبدء مفاوضات برعاية اممية.
وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان يدعوان إلى وقف إطلاق النار في اليمن وبدء مفاوضات برعاية أممية تبدأ في شهر تشرين الثاني” نوفمبر ” للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
بومبيو ” قال على التحالف السعودي وقف الغارات الجوية ضد كافة المناطق الأهلة بالسكان
وعلى كافة الأطراف دعم مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والتوصل إلى حل سلمي للصراع في اليمن.
جيمس ماتيس وزير الدفاع الامريكي هو الاخر” ارتفعت غيرته” على اطفال اليمن من الضحايا و لم يبخل ضميره بالعطف على ماساة شعب اليمن.
وبالتزامن مع دعوة بومبيو ، دعا إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات برعاية أممية.
وقال ماتيس في ندوة للمعهد الأميركي للسلام في واشنطن “ينبغي علينا اتخاذ موقف إزاء اليمن في الثلاثين يوماً المقبلة.
ماتيس اعترف أن الولايات المتحدة تزود طيران التحالف السعودي بأقل من 20% من احتياجاتها من الوقود في حملتها على اليمن..
فرنسا: هي الاخرى صعدت الحرارة الى” ضميرها الميت ” نحو اليمن بعد ان كان مركونا في ” الرفوف العالية ” لتعلن على لسان وزيرة الدفاع فلورنس بارلي بان الوقت قد حان لتتوقف الحرب على اليمن
بارلي قالت في لقاء مع تلفزيون “بي أف أم” الفرنسي إن “باريس تضغط للتوصل إلى حل سياسي لأن الوضع العسكري في اليمن لا مخرج له..
ان هذه المواقف الامريكية الفرنسية لم تات اعتباطا بل ان الشعب اليمني بتضحياته وبدماء ابنائه التي قدمها دفاعا عن بلاده فرض على هذه الدول ان تعلن عن مبادرتها التي لن تخلو بالطبع من تامر وخداع على اليمن هكذا عودتنا هذه الدول الاستعمارية ولابد ان يكون اليمن شعبا وقيادة مدركا وواعيا لذلك خاصة وان وزير الدفاع الامريكي اضاف الى” المبادرة الامريكية” مشروعا خطيرا يصب في خانة اهداف واشنطن ومشاريعها في المنطقة الا وهو اقامة ” مناطق حكم ذاتي” وكأن شعب اليمن يتكون من ” 1000″ قومية وليس قومية واحدة
بالطبع الجانب اليمني يدرك اهداف الولايات المتحدة الخفية و التي تشارك في العدوان ضد اليمن وصمتت طيلة السنوات الماضية على الجرائم التي تفوق جرائم النازي في الحرب العالمية الثانية والمح الى انه في حالة عدم الاستجابة لمطالبات الشعب اليمني لاتوجد هناك ضمانة لتنفيذ ماترغب به الولايات المتحدة .
هكذا جاء الرد الذي يعكس وعيا وصمودا قل نظيره عندما نقارن امكانات شعب اليمن العسكرية بقدرات المعتدين الذين جندوا حتى مرتزقة القارة الافريقية وهم يعدون العدة لشن عدوان على الحديدية وسط ” دعوات واشنطن” لوقف الحرب من اجل تحقيق بعض المكاسب على الارض .
لقد شعر اولئك الذين كانوا يحلمون باحتلال اليمن مع اول عملية قصف جوي ان امالهم خابت وهاهم يبحثون عن من يحفظ لهم ماء وجوههم فكانت واشنطن واعقبتها باريس وهللت للمبادرة الامريكية عواصم الغرب الاخرى التي صمتت طيلة سنوات القتل والدمار الذي تشهده البلاد .
شعب اليمن بهذه الارادة حافظ على عزته وكرامته وقدم تضحيات جسام سوف ينتصر في السلم كما بدد احلام الغزاة في حربهم ” ليست ذات معنى” التي ارادوا من خلالها ان يركعوا شعبا عربيا اصيلا مستخدمين شتى الوسائل الطائفية والاثنية لكنهم لم ينجحوا في تمرير ذلك على اليمن منبع الحضارة العربية والاسلامية .
التعليقات مغلقة.