اعلاميون وسياسيون وأحزاب للبيع بسعرٍ مغرٍ / محمد داودية

 

 

محمد داودية* ( الأردن ) الجمعة 26/6/2015 م …

*وزير سابق

نشر جوليان اسانج على موقعه الشهير ويكيليكس نحو 60000 وثيقة سرية وسرية للغاية، هي مراسلات بين المؤسسات السعودية الداخلية والخارجية ومع مؤسسات دولية وعلى وعد منه بنشر نحو 500000 وثيقة سعودية سرية أخرى. ما يهمنا هنا هو الأردن، علاوة على التعرف أكثر على كيفية إدارة الحكم في السعودية، ومنسوب هيمنة المركز، وطبيعة هذه الهيمنة، فقد بينت الوثائق المسربة أن الصحافة والفضائيات والإذاعات والمواقع الالكترونية والأحزاب العربية وغير العربية “تقبض” من السعودية من اجل صورة السعودية ولمحاربة خصومها وتحديدا إيران وتحديدا في لبنان ومصر.

سبق أن تمت إماطة السرية عن وثائق تكشف السياسيين والأحزاب والوجهاء والإعلاميين الذين للبيع والإيجار و”قبضوا” من صدّام حسين كوبونات نفط ومزارع وأندية ليلية في بغداد والبصرة. وسبق أن تم الكشف عن سياسيين ووجهاء ورجال دين وصحافيين قبضوا من شاه إيران في السبعينيات سجادا وكريستالا ومغلفات، وسبق الكشف عن آخرين قبضوا في الثمانينيات من العقيد القذافي ومن منظمة التحرير الفلسطينية، وتم الكشف عن مواقع الكترونية وإعلاميين وصحافيين “قبضوا” من وليد الكردي ومن محمد الذهبي، شيكات وسيارات وشقق ولم يتم التحقيق في كل تلك “المقبوضات”.

اكتفت “الأجهزة” في كل تلك الحالات برمي تلك الحثالات المرتشية إلى الرأي العام الأردني الذي فيه “نعمة” النسيان وخصلة “الغفران” فلم تتضرر سمعة احد منهم طويلا حتى أن بعض هؤلاء الأوباش أصبحوا وزراء في موزمبيق!.

ذهب وليد أبو ظهر مالك وناشر مجلة “الوطن العربي” الأسبوعية المشهورة التي تصدر في باريس إلى بغداد لقبض الدفعة نصف السنوية المقدرة بمليون دولار (منَحَهُ العراقيون مزارع وأندية ليلية في العراق)، ولما تأخر وزير الإعلام الجديد في صرف “المعلوم” غادر أبو ظهر بغداد ولم ينشر إشادته الأسبوعية بالعراق فاستدعى صدامُ وزيرَ إعلامه وسأله:

صدام: كم هي كلفة الدبابة الروسية ت72علينا؟

وزير الإعلام: 10 ملايين دولار.

صدام: كم تصمد الدبابة تحت القصف؟

وزير الإعلام: بضع ثوانٍ.

صدام: أيهما اشد تأثيرا، الدبابة أم المجلة الأسبوعية؟

وزير الإعلام: المجلة الأسبوعية.

صدام: إذن اعطِ ذلك المرتزق ما يمنعه من شتمنا ومدح خصومنا.

ولما وجد أعطية اكبر سرعان ما انقلب أبو ظهر ومجلته إلى الخندق السعودي ضد العراق.

الإعلام العربي كله يشتغل على الطريقة اللبنانية وسنرى بعد نشر بقية الوثائق السعودية إن كانت عدوى الإعلام اللبناني المشينة قد أصابت الإعلام الأردني أم لم تخطئه!

وللموضوع بقايا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.