نظرية التمدّد.. ليست أردنية / أ.د محمد المصالحة
أ.د محمد المصالحة ( الأردن ) الجمعة 26/6/2015 م …
التمدد اصطلاحاً هو تعبير عن النمو والتوسع خارج الحيز المحدّد للكيان/ الذات ، وفي المدّلول السياسي هو انتشار الدولة خارج حدودها القانونية، وإذا كانت منطقة الشرق الاوسط قد شهدت نماذج على تمدد دول إقليمية بعينها في المنطقة أو قوى وتنظيمات حزبية ومليشيات سياسية مسلحة في دول عربية إنتشرت بقوة السلاحخارج الحيز الجغرافي لها، فإن الاردن ما كان ولن يكون من هذه النماذج التي تبحث من خلالها الجهات المتمددة عن النفوذ والاستحواذ على السلطة والبطش بالآخرين أو إقصائهم .
ورد هذا المصطلح في أحد المقالات المنشورة مؤخراً يغمز فيها كاتبها من قناة الاردن في سياسته الاحترازية لحماية حدوده شرقاً وشمالاً، حيث الاخطار تتزاحم على تخومه، ويتساءل الكاتب عمّا إذا كان هناك نوايا أو خططاً اردنية تجاه الأنبار أو شرق سوريا وهي أجزاء عزيزة من أراضي جارين وقطرين شقيقين للأردن ، عصفت بهما الآنواءوأعملت فيهما قوى من الداخل والخارج تمزيقاً وتدّميراً على مدى سنوات .
الأردن يواجه أخطاراً حقيقية من خارج حدوده سيما وأن الحدود الشرقية والشمالية تتأكل منعتها على الجانب الآخر مما يزيد العبء على الجانب الأردني لصون هذه الحدود وعدم إختراقها .
آجل … إلى أي حدٍ في مثل هذه الأجواء الأقليمية المتفجرة من حولنا ، تتوخى منابر الاعلام والسادة الكتّاب والمعلقون الدّقة في إطلاق الاوصاف واالتعبيرات التي تسئ لمقاصد السياسة الاردنية في حماية الامن الوطني أولاً ، وأخيراً وقبل أن تُداهمنا – لا قدّر الله – في حمى ديارنا، وألا يحمّلوها ما لا تحتمل وبصورة تستعدي الآخرين وتستفزهم.
تساءلوا هل الاردن ينوي التمدد ؟! وهو تساءل غير برئ، عبارة تبعث على السخرية والاشمئزاز ، إذ لم ينطوي قاموس السياسة الاردنية في مجال الخطاب السياسي أو الممارسة الفعلية على أن يتورط كالأخرين في شؤون أقطار شقيقة وغيرها ، لكن حاضرنا اليوم وواقع المنطقة جعل مساحات شاسعة من أراضي الاقطار العربية المجاورة محكومة بقوى التطرف والارهاب … وتهدد الجميع بالخراب والموت !!
وما يسعى إليه الاردن إنما هو تعزيز صمود المناطق العربية المجاورة في وجه الارهاب وتمكينهم من الدفاع عن أرضهم وعرضهم سيما وأن أبناء هذه المناطق قد ذاقوا خسف العذاب والقتل جرّاء غياب الادوار الرسمية وضعف الامكانات التسليحية والاستفراد بمدنهم وقراهم وعشائرهم من قِبل قوى الظلام والدمار .
التعليقات مغلقة.