الجمهورية غير الفاضلة / د. عادل الشمايلة

د. عادل يعقوب الشمايله ( الأردن ) الثلاثاء 6/11/2018 م …



كتب الفيلسوف اليوناني افلاطون قبل ميلاد المسيح باربعة قرون كتابا اشتهر بالجمهورية الفاضلة.
ولما كان لكل شئ ضده، فانه لا بد ان يكون للجمهورية الفاضلة ضد، هذا الضد يتمثل بالكيانات غير الفاضلة او الفاشلة حسب التعريف المعاصر.
معالم الجمهورية غير الفاضله:
١- عدم المساواة بين المتكافئين من المواطنين، لان المساواة ليست قيمة مطلقة وعمياء.
٢- تقديم الاقل قدرات ومؤهلات وخبرات على الاعلى .
٣- ارتفاع قيمةًالمكافأة للمنافقين لاصحاب القرار الذين يتحكمون بالمنافع.
٤- اعتماد الثقة كمؤهل رئيس لتولية الاشخاص في المناصب العليا. ومصدر الثقة هو التوارث. والتوارث المقصود هو توريث قبول الفساد والمشاركة فيه والتستر عليه من الجد الى الابن الى الحفيد. بهذا يتم التأكد ان من سيتولى المنصب مضمون. وفي حالات اخرى حين ينتفي النسب المضمون يتم اخضاع اشخاص للتجربة في المختبرات بشكل مشابه للتجارب العلمية على الفئران. فإن نجحوا يتم ضمهم لنادي المضمونين.
٥- ازدراء العلم كفضيلة وكقيمة من خلال تهميش العلماء والخبراء، وتزوير علماء وخبراء وتقريبهم كما تزور نتائج الانتخابات ليفوز من تم اعتمادهم قبل الانتخابات.
٦-تحويل مؤسسات التعليم بمستوياتها المتتالية الى معامل تجهيل. واجراء امتحانات تجهيل سنوية بصورة منهجية للتأكد من تراكم الجهل وليس تراكم المعرفه.
٧- تحويل المؤسسات الطبية الى دكاكين، ثم العمل تدريجيا على زيادة شراهة الباعة وتقليص فائدة ما يبيعون. والهدف اشغال الناس بامراضهم التي تكبر ككرة الثلج بدل ان يكون المرض مجرد شوكة يتم اقتلاعها.
٨- افقار الناس بالضرائب والرسوم المتزايدة التي تفوق قدرتهم على التحمل، لتمويل حياة الفساد واستثمارات المفسدين خارج الوطن.
٩- افقار الناس بعرقلة وتضييق مصادر العمل والاستثمار والنجاح والربح. وتصعيب الاجراءات والموافقات الحكومية حتى ولو الطلب مسموحا به قانونا.
١٠- مأسسة الافقار بتجميد رواتب واجور العاملين والمتقاعدين.
١١- افقار الناس بتقليص اعداد فرص العمل الجديدة سنويا، بسبب الانكماش الاقتصادي المصطنع بشكل ممنهج وشرير. اي زيادة نسبة البطالة.
١٢- ازدياد عدد وانواع الجرائم بمختلف انواعها بسبب الفقر والبطالة والجهل.
١٣- اشاعة او السكوت على الفتن الناجمة عن التعصب الديني والقبلي والجهوي. وتاجيج العنف ترجمة لذلك التعصب.
١٤- خلق حواجز مصطنعة بين مكونات المجتمع وتأهيلها ورعايتها لتصلح حواجز حقيقية لقطف ثمار سياسة فرق تسد.
١٥- خلق البيئة غير الامنة والخوف، بالسكوت على المشاغبين والمجرمين والمتعدين واصحاب الاسبقيات. وهذا يهدد الاستثمار المحلي والاجنبي في الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة. لأن راس المال جبان بطبعه.
١٦- خلخلة قواعد ودعائم المجتمع بالسماح لسلوكات غريبة وطارئة مدمرة بالتوطن والشيوع. ومثال ذلك المخدرات والاراقيل والتدخين وحياة الليل عموما التي حولت شهر رمضان من شهر عبادة الى ما يعاكس ذلك كلية.
١٧- التغاضي عن تفاقم امراض الكسل والاهمال واللامبالاه والغش والكذب ونقض العهود والاتفاقات. وهذه صفات الاعراب وليس المجتمعات المتمدنه.
١٨- وصول الفساد الى القضاء او ترسخ القناعة عند الناس بفساد القضاء حتى ولو لم يكن فاسدا حتى لا يصبح مقنعا كملجأ للعدالة الناجزة، وانما اخذ الحقوق او الباطل باليد.
١٩- اختراع ورعاية وتشجيع ادعياء الشيخة والعلم والصلاح واعطائهم ادوارا حساسه.
٢٠- غياب العدالة في توزيع الدخل وفي توزيع المنافع سواءا بين الافراد او بين الاقاليم والمحافظات وما بين المدن والقرى، وضياع حقوق الاغلبية واصطناع الحقوق لاقلية او اقليات.
٢١- الديكتاتورية كمنهج في الحكم واعتماد التسلط واضطهاد المواطنين كممارسة .
٢٢- سلب حقوق المواطنين في حرية التعبير والتجمع والمشاركة السياسية الفاعلة الحقيقية بتعطيل وتشويه الياتها وخاصة الاحزاب وانتخابات المجالس النيابية والبلدية والنقابات والجمعيات وسائر منظمات المجتمع المحلي.
٢٣- اهمال البيئة باعتبارها حاضنة المجتمع السليم المتنامي المزدهر وضمانة التنمية المستدامة.
٢٤- غياب المسائلة والشفافية والمصداقية في علاقة الحكومة مع الشعب.
٢٥- المركزية الشديدة لضمان علاقة التملق والتوسل والتسول والنفاق لضمان الولاء من الشعب للمسؤولين.
٢٦- افقار المجتمع من القيادات الشعبية في القرى والمدن.
٢٧- التأكد بكافة الوسائل ان الشعب عقيم. اي أنه عاجز عن انجاب وانتاج وانضاج قادة وطنيين يعتمد عليهم. حتى يظل القدر فارغا الا من بعض العظام التي يتم كسوتها باللحم حين الحاجة وللعب الادوار غير الوطنية.
-نماذج الجمهورية الفاضلة موجودة في الدول الديموقراطية فقط: اوروبا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وكندا واستراليا.
اما الكيانات التي تعبر عن الجمهورية غير الفاضلة او الفاشلة فهي تنتشر في معظم افريقيا والشرق الاوسط وامريكا الجنوبية وعدد من الدول الاسيوية. انها الدول التي يحاول ابنائها الهجرة منها والفرار من جهنمها حتى لو تعرض للغرق في البحر.
انها الدول التي لا يفكر مواطن من الدول الديموقرطية الهجره اليها مهما كان وضعه سيئا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.