البلطجة والتكفير في ضرب يونس قنديل / د. مهند مبيضين

د.مهند مبيضين ( الأردن ) الأحد 11/11/2018 م … 
* يونس قنديل : الأمين العام ل” مؤمنون بلا حدود” منعته السلطات الأردنية من إقامة ندوة فكرية قبل أيام …



ربما كان على يونس قنديل أن يعلن براءته من مؤسسة مؤمنون بلا حدود، حين تمّ اختطافه، وتعذيبه، وقد وصلت الرسالة من الذين أرداو من قنديل أن يكون درساً وعبرة، وهي رسالة مغلفة بالحفاظ على بيضة الإسلام والذود عنه، لكنها رسالة ثاوية في التخلف.
قبل اسابيع خرج داعية يندد بمؤسسة مؤمنون بلا حدود دون الإشارة إليها مباشرة، وقال ان هناك من ينوي الكتابة عن تاريخ الله، وللأسف اشار إلى أن من يريد فعل هذا يتلقى تمويلاً أجنبيا، وله فروع بالمغرب ودول خليجية، وبقي ان يضع نمرة القدم.
قبل ذلك منعت وزارة الداخلية بدفع وجهد نيابي اقامة مؤتمر للمؤسسة التي يمثلها قنديل، إذ جرى الترخيص أول الأمر ثم لما اعترض المعترضون، تمّ الإلغاء.
من راقب محتوى الفيسبوك، كان عليه أن يدرك بأن ثمة ضحية جديدة، لكي يتم تأديب كل من يرفع رأسه بالتفكير، بالشؤون الدينية التي لطالما بحثها فقهاء وفلاسفة الإسلام.
أنا اختلف ولا اتفق مع ما يطرحه يونس، وكذلك مع خلفيته الفكرية أيضا، لكنه يظل صوت عقل معتدل، وانسان يريد التفكير، واقام مؤسسة لها انجازها اليوم بغض النظر عن تمويلها، فكل المراكز تتمول من الخارج، وحدها الجماعات المتحالفة مع الاستبداد تتمول من الفرص المسموحة لها بالتكافل والتشافي واقامة العيادات الخيرية والمدارس والتبرعات وتحت عين الدول، وأضحك احيانا حين يدعو الدعاة من هم في فلك قنديل ومؤسسته للحوار في المؤسسة التي ينتمي إليها أولئك الدعاة، وهي ذات المؤسسات التي ترفع الدعوات على طلابها إذا فكروا في كتابة التاريخ الصحيح.
للأسف لدينا بنية متشددة تنمو، وتزاد قوة وصلابة، ولدينا رموز دينية مغلقة، وبعضهم درسوا الشريعة في جامعات الغرب وعادوا إلينا أكثر انغلاقاً وتشدداً.
لايُقر البعض بتدريس الفلسفة باعتبارها كفرا والحادا، ولدينا في الفلسفة الإسلامية جهود كبيرة في استحضار العقل، وفي مناقشة مسائل الخلق والصفات الإلهية وحدوث العالم أو قِدمه، لكن لدينا اليوم في مؤسسات بنية مغلقة ومتشددة هي اكثر طوعا مع السلطة وأكثر تطرفا ضد العقل.
اليوم حماية الفكر في الاردن، باتت مسؤولية الكل، في مواجهة طبقة وبنية صعبة تتشكل وتلقى الدعم والإسناد من عدة جهات، واليوم المواجهة ليست مع التطرف الإسلامي، بل بين كل اوجه التطرف معاً، فثمة ليبرالية ونزعة تحررية غير منضبطة متطرفة أيضا، وتخلق نزاعاها وخصومها بدون داعٍ احياناً.

هذا ما فعله الخاطفون بيونس قنديل

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.