ربيع الصهاينة / النائب طارق سامي خوري
النائب طارق سامي خوري* ( الأردن ) الأحد 28/6/2015 م …
*نائب في البرلمان الأردني …
و ما زلنا نسير خلف انفعال المصيبة و هولها و لكن للأسف كل شيئ يبدأ صغيرا و يكبر إلا المصيبة فهي تأتي بركانا ثم تتلاشى حتى تصير رمادا أو ذكرى
باﻷمس استشهد لنا شاب في مقتبل العمر بقذائف أطلقها من يسميهم البعض ثوارا
ثوار يعالجهم نتنياهو لذلك لم يضربوا قذيفتهم بذلك اﻹتجاه بل ضربوها على الرمثا كي يورطوا اﻷردن أكثر في اﻷزمة السورية و ربما كانوا يسعون بعملهم هذا لجر اﻷردن إلى ما يسمونه اليوم عاصفة الجنوب… ألم تشبعوا عواصف؟؟
و في الشهر الماضي حدث تفجيرين انتحاريين في مسجدين بالسعودية و استنكرنا و نددنا و تحدثنا بكلام منمق عن المواطنة و اﻷخوة ليومين أو ثلاثة و نسينا
باﻷمس حدث تفجير انتحاري بمسجد بالكويت راح ضحيته العشرات و عملية من ذات الهوى في تونس راح ضحيتها العشرات أيضا
و بدأ العالم بالشجب و اﻹستنكار و بدأ الكلام المنمق ذاته عن المواطنة و أخوتها و سيستمر هذا التعاطف ليومين أو ثلاثة و يعود اسلوب الكلام السابق
أنتم يا من تستنكرون تفجيرات السعودية و الكويت و تونس كيف نصدقكم قبل أن تستنكروا تفجيرات كثيرة و باﻵلاف حدثت و تحدث في العراق، العراق العظيم ينزف كل يوم بتفجيرات و مفخخات و انتحاريين!
كيف نصدقكم قبل أن تستنكروا تفجيرات و مفخخات و عمليات انتحارية تحدث في سوريا؟
كيف نصدقكم و حكومات منكم و أمام أعينها تجمع التبرعات تحت مسميات كثيرة لترسل لجماعات اﻹرهاب؟
كيف نصدقكم و بعض برلمانييكم ذهبوا و شاركوا في القتال مع تلك الجماعات اﻹرهابية و عادوا معززين مكرمين منكم؟
كيف نصدقكم و بعض رجال منكم و لكن بلحى طويلة وقفت و أمام اﻹعلام تتباهى بنحر رجل و ولده على صراخ الله أكبر و لم تحاسبوهم؟
كيف نصدقكم و أنتم تسجنون المثقف و المفكر و الطبيب من أجل تغريدة و تتجاهلون تغريدات التحريض على تكفير اﻵخر و قتل اﻵخر و تتذرعون حينها بالديموقراطية؟
من ﻻ يستنكر تفجيرات العراق و سوريا استنكاره غير صادق
و من يدعم اﻹرهابيين أو يدربهم أو يمولهم تحت أي مسمى استنكاره غير صادق
فاﻹنسانية واحدة في البحرين أو اﻷردن أو تونس أو العراق أو اليمن أو الشام.
و باﻷمس قيل عن تهديد عصابات الهاغانا الجديدة (داعش) لمسيحيي القدس يطالبونهم بالرحيل.
أقول لمن يؤيد هؤلاء هل تحتاجون دليلا أكثر من هذا على أن داعش هي صهيونية مئة بالمئة ؟
كنا نقول لو كانت داعش كما تدعي عن نفسها لحررت القدس أوﻻ و كنا نسأل لماذا لم توجه هذه الحركات بطولتها للقدس
و ها هو الجواب يأتينا فهم يريدون تحرير القدس من أهلها و لم يوجهوا كلمة واحدة ضد المحتل الغاصب و طبعا تهديدهم هذا بأمر صهيوني و ﻻ تنسوا كنيسة الطابغة التي حرقها الصهاينة منذ أيام
إلى متى سنبقى مغفلين ؟
إلى متى سنستمر في غيبوبة ؟
هل ما زال بعضكم يتحدث بربيع ؟
هذا هو ربيع الفوضى الخلاقة الذي بشرتنا به كونداليزا رايس
هذا هو ربيع الصهاينة فقط و خريف أسود على أمتنا و أحمر دام على أرواح شعوبنا
لنستيقظ…..لنفهم أن عدونا الوحيد هو محتل فلسطين و الذي يمشي في طريق تحقيق أحلامه التلمودية و بمساعدة بعضا منا بقصد أو بدون قصد،
لنستيقظ اﻵن و ليس غدا…لنراجع أفكارنا و أحكامنا على كل ما حولنا…لنعرف أن من يتحدث بسنة و شيعة و اسلام و مسيحية هو خائن لنا و لوطننا و أمتنا
قالها سعادة :
اقتتالنا على السماء أفقدنا اﻷرض
و إن لم نستيقظ سنخسر السماء و اﻷرض و اﻹنسانية.
التعليقات مغلقة.