”داعش” تهدد الرئيس عباس وتطالب ب “تطهير” القدس من المسيحيين … والمطران عطا الله حنا يردّ
الأردن العربي ( السبت ) 27/6/2015 م …
نشر البطريريك ميشيل صباح بيانا منسوبا لداعش تم توزيعه في القدس الشرقية امس ،وجاء في البيان المزعوم ان التنظيم يهدد “بتطهير” الأحياء الاسلامية في القدس من”النصارى”خلال شهر رمضان.
واشار الى انه سيبدأ بحي شعفاط وصولاً الى البلدة القديمة وكنيسة القيامة.
وأمهل داعش من اسماهم “النصارى الكفرة” طوال شهر رمضان “للرحيل” عن القدس مهدداً اياهم اذا لم يفعلوا ذلك “بالذبح مع اشراقة عيد الفطر.
ويهاجم البيان الرئيس ابو مازن بشدة ،ويعتقد من صيغة البيان حيث عُنون ب”دولة الاسلام بالعراق والشام” وهو المسمى غير المستخدم منذ فترة بعيدة بعد اطلاق اسم الدولة الاسلامية على “داعش” .
ورد البطريرك ميشيل صباح اذا كان هذا تهديدا حقيقيا من قبل من يريدون تسميتهم بـ “داعش” فأهلا وسهلا نحن باقون على ارضنا ولا نخاف ولا نريد حماية من احد اما اذا كان هذا البيان قصده تغطية على العمل الاجرامي في الطابغة فهو كلام مردود على من وراءه من جهات كانت من تكون الى جميع أبناء شعبنا المسيحي والمسلم, لا تضطربوا ولا تتبعوا الفتنة”.
ويعتقد مراقبون ان جهات مشبوهة قد تكون اسرائيلية ومجموعة من الطابور الخامس يسعون لاشعال فتنة في المدينة المقدسة والتي تتعرض للتهويد يوميا.
وقد ردّ المطران عطا الله حنا على منشور الدولة الإسلاميّة الذي نشر في القدس قائلا : سنبقى في مدينتنا ولن نرحل منها شاء من شاء وآبى من آبي
وأضاف بأن المنشور المنسوب لمنظمة الدولة الإسلاميّة الظلامية الإرهابية والذي عُمم في مدينة القدس يوم أمس إنما هو منشور مشبوه ومسيء وخطير. وقد تم تعميم هذا المنشور وبشكل متعمد على كافة رجال الدين المسيحي في مدينة القدس وعلى كافة الكنائس والرعايا المسيحية. وهنا نود توضيح ما يلي: لا نعرف الجهة التي تقف وراء هذا المنشور التي قد تكون جهة عميلة أو دخيلة أو مشبوهة هادفة إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد.
وتابع المطران عطا الله قائلاً إنّه بغض النظر عن الجهة التي قامت بتوزيع هذا المنشور وتعميمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوزيعه في بعض أحياء القدس فإننا نؤكد رفضنا وتنديدنا واستنكارنا لمضامينه جملة وتفصيلا، ونقول لمن قام بكتابة وتوزيع هذا المنشور بأن المسيحيين سيبقون في هذه الديار وخاصة في مدينة القدس، ولن يرحلوا عن مدينتهم ولن يتنازلوا عن انتماءهم لهذه الأرض ودفاعهم عن مقدساتها وبُعدها الروحي والوطني.
ولفت سيادته إلى أنّ هذا التحريض والتهديد والوعيد المنشور في هذا البيان إنما هو مرفوض من قبلنا فسنبقى صامدين في مدينتنا ولن نخرج منها لا في نهاية شهر رمضان ولا في نهاية هذا العام ولا في أي توقيت يرسمه الآخرون لنا، فنحن باقون هنا جنبًا إلى جنب مع إخوتنا المسلمين ولن نتنازل عن قيمنا المسيحية وعن وحدتنا الوطنية ورغبتنا الصادقة في ترسيخ وتدعيم الإخاء الديني الإسلامي المسيحي القائم في بلادنا منذ قرون. كما أوضح المطران حنا إنّه إذا ما كان الهدف من هذا البيان المشبوه إدخال المسيحيين في مدينة القدس في حالة من الخوف والرعب على وجودهم وبقاءهم ومستقبلهم في هذه المدينة المقدسة ، فنحن نقول بأننا لا نخاف من احد لأننا جماعة مؤمنة بقيم الإنجيل المقدس، ونحن لا نعرف الخوف وما هو عندنا المحبة التي علمنا إياها فادينا والمحبة لا تعني خوفا أو ضعفا أو تراجعا أو تخاذلا.
وأشار إلى أنّه إذا كانت الدولة الإسلاميّة تهددنا في مثلي ما تفعله في سوريّة والعراق فمرحى بالاستشهاد في سبيل الإيمان وفي سبيل القيم التي ندافع عنها، ونحن جماعة لا نخوف الموت في الدفاع عن الحقيقة والقيم الإيمانية والوطنية. وشدّدّ سيادته في معرض تعقيبه على أنّ ظاهرة الدولة الإسلاميّة وأخواتها من المنظمات الإرهابية هي صناعة استعمارية بامتياز نعرف من يقوم بتمويلها ومن يشجعها ومن يوجهها والكل يعلم بأن المستفيد الحقيقي من تدمير مجتمعاتنا العربية وإثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا، المستفيد الحقيقي هي القوى الاستعمارية التي لا تريد الخير لشعوبنا وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس، حسبما ذكر سيادته. وتابع: نقول للجهة التي عممت هذا البيان بأن كلامكم مرفوض ومردود وغير مقبول من قبل شرائح واسعة من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ينظرون إلى الدولة الإسلاميّة وغيرها من المنظمات الإرهابية على أنها ظاهرة مسيئة ليس فقط للمسيحيين وإنما للمسلمين أيضا ولكل القيم الإنسانية والحضارية.
وأكّد إنّه إذا ما كان الهدف من هذا البيان جعلنا نتقوقع وننعزل ونبتعد عن قضايانا الوطنية خدمة لأعدائنا فإننا نقول بأننا لن نتخلى عن هويتنا العربية الفلسطينية ولن نتخلى عن انتمائنا للأمة العربية التي قضاياها هي قضايانا وآلامها هي ألامنا، ناهيك عن قضية فلسطين التي هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين. وساق سيادته قائلاً إننّا نتمنى ونطالب أبنائنا أن يتعاطوا بحذر مع هذه البيانات التي هدفها الإساءة لنسيجنا الفلسطيني وتدمير قيم التعايش والتآخي الديني في بلدنا، موضحًا أنّه نقول لمن كتب هذا البيان بأن المسيحيين ليسوا نجاسة في هذه الأرض بل مصدر بركة وخير وسلام، ولن يكتمل هذا الخير وهذا السلام إلا من خلال هذه اللوحة الفسيفسائية الرائعة التي تجسدها فلسطين من خلال إخوة المسيحيين والمسلمين وتعاضدهم وتعاونهم.
وخلُص سيدة المطران حنّا إلى القول إنّه كما نناضل معا مسيحيين ومسلمين من اجل قضية شعبنا والدفاع عن مقدساتنا هكذا نحن أيضا مطالبون بالتصدي لمظاهر التطرف والعنصرية والكراهية والتحريض التي تجسدها الدولة الإسلاميّة وسواها من المنظمات الظلامية، على حدّ تعبيره.
التعليقات مغلقة.