الزعيم الوطني .. والنفوذ الاسرائيلي / عبدالحفيظ ابوقاعود
عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الإثنين 29/6/2015 م …
• صحافي وناشط سياسي …
النظام العربي الاقليمي نتاج سايكس بيكو، تعرض للسيطرة الأجنبية المباشره وغير المباشره ردحا من الزمن ،لتنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وبات اليوم يترنح وبلغ حالة من الضعف والهوان جعلته معرضا للنفوذ الاسرائيلي والاختراق الأجنبي معا بدرجة كبيره،واصبح لديه قابلية الخضوع والسيطرة والتحكم من قبل الاجنبي والاسرائيلي في عصر الربيع العربي المزعوم. الضعف العربي ظاهرللعيان وتبلور في صور متنوعة،أهمها ضعف البنى الاجتماعية والسياسية،والاقتصادية،وضعف من نوع اخر تمثل في عدم ألقدرة على إدارة الصراعات مع الاخر،وبناء توجهات وسياسات واستراتيجيات لبناء مجتمع ودولة مدنية ديمقراطية فاعلة في عالم لا يضع وزنا للضعفاء فحسب،بل يحترم الاقوياء. البنية الفكرية الضعيفه للنظام العربي لإدارة الصراعات مع الاخر،اوجدت ثغرات متعددة في الجدارالعربي ،إتسعت في أبعادها الكمية والاعماق النوعية، بحيث سمحت بهوامش واسعة من التدخلات الخارجية المباشرة ،على اختلاف مواقفها؛من العداء الكامل إلى عداء نسبي إلى منافسة جيويوليتكية ذات طابع صراعي،إلى صداقة فموالاة ، كما هو الحال في منظومة التحالف الامني الاقليمي . البلاد العربية منذ سقوط بغداد 1258؛أصبحت خارج التاريخ والحضارة الانسانية ،وانضوت في فترة لاحقة تحت هيمنة السلطنة العثمانية لقرابة (400) سنة أعادتها الى ظلمة القرون الوسطى التي كانت سائدة في اوروبا، لكنها بلغت درجة من الضعف في مطلع العصورالحديثه ،أغرت الدول الأوروبية القوية الطامعة باستضعافها وإخضاعها.وهذا هو التفسيرالمنطقي للسيطرة والهيمنة الاستعمارية على مقدراتها ونهب ثرواتها خلال الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية في منطقة “المشرق العربي والخليج العربي “. منطقة الخليج والمشرق العربي تعاني من خلل بنيوي وتركيبي جوهري للكيانات السياسية بفعل التجزئة الاستعمارية الحديثة للمنطقة، ،جعلها في حالة “قابلية دائمة” للخضوع،واشتد مفعول هذه الحالة في ارض الرافدين وبلاد الشام، حيث تتسم بالهشاشة الجيويوليتكية العميقة. وقد تولى الحكم في هذه البلاد، لفترات متفاوتة، أنظمة استبدادية ودكتاتورية الطابع،متسمة بالإخفاق التاريخي المزمن في إدارة الصراعات مع الاخر، وضعف في بناء التوجهات والسياسات وتحديد الأولويات،برغم امتلاكها لمشروع نهضوي عربي؛منها من وقع في اخطاء كبرى” خطيئة جسيمة ” في كل من التوجهات الداخلية والخارجية، فتحت المجال واسعا لثغرات متعددة، ولدت القابلية للاختراق الاجنبي والنفوذ الاسرائيلي ، فحدث التدخل الاستعماري على أوسع نطاق وبأعمق ما يمكن،وعبرالمكان و الزمان، ما أدى في نهاية المطاف إلى احتلال أجنبي لبعض البلاد العربية ،كما حدث في العراق 2003،وإلى التدخل العسكري السافرفي ليبيا 2011،ومؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية 2011 ـ 2015،وتكالب بعض القوى الاقليمية المجاورة والقوى العالمية المهيمنة على اليمن 2015. الوهن والضعف الذي أصاب أرض الرافدين وبلاد الشام خلال الاعوام الاخيرة مثل تطوراً نوعيا غير مسبوق جاء عبر تيار “الإسلام السياسي، الى ان استوى عوده كجناح دموي سعى لامتلاك دولة في المشرق العربي بفعل ظروف متعددة معقدة،تفاعل فيها العاملان الداخلي والخارجي للوصول الحالة الراهنة في ارض الرافدين وبلاد الشام. لكن على الصعيد الداخلي، نجد بأن هناك بيئة ثقافية حاضنة قائمة على الفهم والتفهم العربي الواسع للاسلام كمرجعية دينية لدولة مدنية ديمقراطية ،ورافعة للحضارة العربية الإسلامية ومولدة للقومية العربية، وفي المقابل ـ داخليا دائما ـ وجدت أنظمة سياسية تسلطية استبدادية استعانت بالتيار الإسلامي تارة، عادته بعنف ً تارة أخرى،وكان للجناح الدموي ما أراد في الحالتين:توسع وازدهر تدريجيا وعميقا الى اعلان دولة” الدواعش “في العراق والشام .نتيجة إفلاس النخب السياسية العربية ،سواء منها النخب ذات المرجعيات الليبرالية أوالإسلامية أو اليسارية الاشتراكية أو القومية العربية. وجاء إفلاس النخب الإسلامية التي تسيدت الساحة العقائدية العربية طوال الأربعين عاماً الأخيرة،لانها لم تفلح في إنتاج ارضية للإيدلوجيات السياسية الإسلامية وتقديمهما لقادة الرأي ثم للرأي العام؛الاخوان المسلمين والوهابية السلفيه،مما جعل الابواب مشرعة أمام الهجوم الارهابي التكفيري لينتج ظاهرة “الدواعش” في ارض الرافدين وبلاد الشام على الصعيد الداخلي ، وعلى الصعيد الخارجي، تمكن الغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من الاختراق والسيطرة على مقدرات “الامة والمله”،والتحالف مع بعض التيارات الإسلامية وخاصة منذ الدخول السوفياتي في أفغانستان عام 1979،عبر التشجيع تارة، والاحتواء تارة أخرى، والعداء العنيف تارة ثالثة.ومن خلال تلاقي وتزاوج العاملين الداخلي والخارجي،يمكن فهم استلاد “الدواعش” من رحم التيار الإسلام السياسي حول العالم. النفوذ الإسرائيلي المتعاظم في المنطقة والإقليم،أصبح يغذي المافيا السياسية والاقتصادية الافسادية، وينشرها بأدوات التخريب وتدمير الأصول والبنى الإنتاجية وإفقارألبلاد والعباد،ونشرالارهاب التكفيري، ويعمم ثقافة التسوية والاستسلام ويتصدى لمحور المقاومة العربي الاسلامي لتفكيكه لاجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل والانضواء في منظومة التحالف الامني الاقليمي. هل تحتاج المرحلة التأريخية الراهنه الى مخطط إستراتيجي” مايسيترو” لرسم مستقبل “الأمة والملة” في هذه المرحلة بعد أفول نجم الزعامة الوطنية والقائد التاريخي ل”الامة والملة” في عصر النفوذ الاسرائيلي في العالم “العلو الكبير” ؟!!!. ان المافيا السياسية والاقتصاديةإلأفسادية في البلاد التي أوجدتها إسرائيل لها أجندتها الخارجية والخاصة،ولها سدنتها،تغلغلت في جسد الامة والملة،لتنفيذ خدمات مطلوبة ومخططات وسيناريوهات مرسومة وجاهزه من قبل أرباب هذه الأجندة، عززت النفوذ الاسرائيلي في “الامة والمالة”،لان الوصفات الإرشادية جاهزة للصرف في المكان والزمان في زمن نظام دولي احادي القطبية . هل إحياء دورالمخطط الاستراتيجي “المايسترو” لمستقبل الأمة العربية والاسلامية،ضرورة حتمية لإيجاد توازنات مطلوبة بين مكونات النسيج الاجتماعي،لتشكل في مجموعها عناصرالاتفاق العام في بلاد الشام وارض الرافدين؟!!!. لقد بلغت البلاد العربية منعطفاً تاريخيا حاداً،نتيجة لعوامل داخلية اوجدها النظام العربي الاقليمي وقرينه من”الدواعش” الحركات الارهابية التكفيرية” الدواعش” المستولدة من رحم الاسلام السياسي ،وفتحت من الثغرات أمام القوى الخارجية، إقليمية وعالمية، ما لم يكن يخطر على بال بشر منذ ربع قرن . دور ومهمة”المايسترو” العربي المنتظر كبيرة وعظيمة في مرحلة النفوذ والعلو الاسرائيليين،والاختراق الاجنبي للامة والملة ليتولى إدارة الاركسترا السياسية في البلاد العربية في عصرما يسمى الربيع العربي للتحول نحونظام ديمقراطي ودولة مدنية وتتناوب مكوناتها السلطة سلميا. غياب وتغيب ووأد دورومهمة”ألمايستر”؛مسألة باتت تشكل خللا ظاهرا للعيان ،وفي غاية الخطورة،ومؤشرا واضحاً لسيطرة تحكم فئات” البرنس والإقطاع السياسي”على المقدرات الوطنية والثروات القومية،وطغيان السلطة في البلاد،والارتهان الاقتصادي للاجنبي ومخططاته لاجراء مصالحة مكشوفه مع إسرائيل،والانضمام الى منظومة التحالف الامني الاقليمي الذي تشرف عليع الةلايات المتحدة الامريكية . البحث عن زعيم وطني وقائد تاريخي ل”الامة والملة”،بعد ان فقدت زعامتها الوطنية التاريخية لقيادتها لعصر التنويرالعربي ؛ضرورة حتمية تمليها طبيعة المرحلة التاريخية للامساك بالايقاع الموسيقي للمشهد السياسي طوال الوقت بهدف الثصدي للنفوذ الاسرائيلي المتعاظم في البلاد العربية والاسلامية،والاختراق الاجنبي لنهب ثروات “الامة والملة”،وهندسة مرحلة التحول نحو مرحلة التناوب السلمي على السلطة في دولة مدنية ديمقراطية اتحادية ،وتحرير الارض والانسان.للبحث صلة
التعليقات مغلقة.