على درب النصر … حرق “الموك” في درعا .. والنصرة ” تستسلم “
الأردن العربي ( الإثنين ) 29/6/2015 م …
نفّذ سلاح الجو السوري مساء أمس، غارة جوية استهدفت اجتماع كبير لقادة عدد من الفصائل المتشددة مع قيادات ما يسمّى “غرفة الموك” التي تتخذ من الحدود السورية الأردنية مقراً لها، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 قيادي كان بالاجتماع إضافةً إلى مقتل عشرات المسلحين الذين كانوا مكلّفين بتأمين حماية الاجتماع.
ووسط تكتّم كامل للميليشيات المسلحة في ريف درعا، تمكّن سلاح الجو بعد معلومات استخبارية، من استهداف اجتماع لكبار قادة الميليشيات التي شاركت في “عاصفة الجنوب”، وكان بين الحضور قيادي من “غرفة الموك”، كان بصدد الإشراف على إعادة هيكلة “عاصفة الجنوب” بعد الهزيمة الكبيرة التي منيت بها تلك التنظيمات، المدعومة من عدة أطراف أبرزها “السعودية – إسرائيل – أمريكا – قطر”، ما أدى إلى مقتل معظم من كان بالاجتماع الذي كان يحضر لجولة أخرى تهدف للسيطرة على مدينة درعا، بعد أن تمكن الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني من إحباط الجولة الأولى، وخروج الميليشيات المتطرفة منها محمّلةً بأكثر من 100 قتيل فيما تقاسمت مشافي الأردن وإسرائيل علاج مئات الإصابات برصاص الجيش السوري.
وضم الاجتماع قيادات من “جبهة النصرة” و”حركة المثنى” و”ألوية العز” و”الجيش الحر”، أبرز الفصائل التي شاركت في ما يسمّى “عاصفة الجنوب”، التي شارك فيها إضافة إلى ما سبق، كل الفصائل الأخرى التي تقاتل الجيش السوري في مدينة درعا، حيث تعتبر الضربة التي تعرضت لها الميليشيات أمس، قاسية جداً وتضاف إلى الضربة الأكبر عندما تمكنت وحدات الجيش السوري من صد الهجوم الأضخم التي تعرضت له المدينة والذي كان يوجّه بشكل مباشر من الأراضي الأردنية بحضور قيادات أمنية “عربية – دولية” بهدف السيطرة على مدينة درعا وإخراج المنطقة من أيدي الدولة السورية.
ورداً على الضربة الجوية أمس، أعلنت “جبهة النصرة” انسحابها من كل الالتزامات والاتفاقات مع الميليشيات الإرهابية في درعا، وذلك رداً على ما أسمته “الخيانة” التي تعرضت لها بعد انكشاف أمر الاجتماع “السري” واستهدافه من قبل سلاح الجو السوري.
وأكدت “النصرة” في بيان نشرته “المنارة البيضاء” المعنية بنشر أخبار التنظيم المتطرف، أنه “تم نقل الاجتماع إلى ثلاثة أماكن قبل أن يقرر في النعيمة وتحديداً في سجن غرز”، الذي سيطرت عليه الميليشيات في وقت سابق من العام 2014، موجّهةً اتهام مباشر إلى مندوب ما يسمّى “الجيش الأول” الذي انسحب من الاجتماع قبل “4 دقائق” فقط وذلك بسبب ظروف طارئة، ومحمّلةً إياه مقتل القادة “الخمسة”، فيما حالة الباقي خطرة. بحسب البيان.
وقال البيان: “إن ما جرى يجعلنا نقرر الانسحاب من كل الاتفاقات وغرفة العمليات وترك كافة المشاركات، والاكتفاء بالدفاع عن مقراتنا”.
الجدير بالذكر أن الفصائل المتطرفة في الجنوب السوري، أعلنت فجر الخميس الماضي ما أسمتها “عاصفة الجنوب”، والتي تهدف إلى السيطرة على مدينة درعا، إلا أن وحدات الجيش استطاعت التمسّك بخطوط دفاعها دون الاضطرار للانسحاب من أي منها، ما شكل صدمة لغرفة الموك التي كانت تتوقع سقوط المدينة بيدها خلال ساعات من بدء الهجوم، ما اضطرها بعد يوم من بدء المعركة إعلان توقفها “مؤقتاً”، بينما كشف ناشطون مؤيّدون لها أن السبب الحقيقي هو الخسائر غير المتوقعة التي منيت بها الفصائل على كافة الجبهات على الصعيدين البشري والعسكري، دون تحقيق أي تقدم.
التعليقات مغلقة.