ألإستراتيجية الأمريكية لحماية إسرائيل .. ( 1 من 2 ) / عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود




  عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود * ( الأردن ) الإثنين 19/11/2018 م …

*     صحافي ومحلل سياسي / رئيس تحرير ” الأردن العربي ” …

محاولة البحث وفهم عناصر ومرتكزات الإستراتيجية الأمريكية الجديدة،وساحات عملياتها العسكرية، بعد فشل سياسة الردع والاحتواء وتغييرطرق المواجهه في الصراع الدائر حول العالم على مستقبل الوطن العربي والعالم الإسلامي،بعد تعاظم الدورالروسي حول العالم ؛يحتاج الى تحليل عناصرها واهدافها وأدواتها في المدى القصيروألمتوسط والبعيد ،ونحن نعيش الذكرى الخامسة والعشرين لوعد اوسلو.

تنفيذ المشروع السياسي– الإستراتيجي،الذي يروج له ساسة ورجال دولة في الحزب الجمهوري واليمين المسيحي المتصهين،بأن الألفية الجديدة عصر”أمريكي خالص” للسيطرة على العالم ونشر الديمقراطية عبر البوارج الحربية،يتطلب الغوص في اتفاقيات الحماية الامنية لمجلس التعاون الخليجي وتفاهمات التعاون العسكري مع دول محورية في الاقليم واتفاقية التعاون الاستراتيجي مع إسرائيل .

لابد من أستعراض الاتفاقيات الإستراتيجية التي عقدتها الولايات المتحدة الامريكية مع دول المنطقة، ودراستها بعمق مع اجراء مقارنة للاتفاقيات المعقودة بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وبين جمهورية مصر العربية،للوصول إلى قناعات مشتركة لدى العرب والمسلمين،بأن الولايات المتحدة الامريكية ،هي ؛الدولة الارهابية الاولى في العالم بتفريخها الارهاب ورعايته حول العالم ، خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة بالتحالف مع المشروع الارهابي التكفيري ،وهي عدوة البشرية ، وناهبة ثروات الشعوب وتروجها  للثقافة والقيم الامريكية في السيطرة على العالم،وان المسار الاستلامي الساداتي جاء في اطرهذه الاستراتيجية ومعادي للمسار الطبيعي للصراع العربي – الاسرائيلي ،والى أين تسير في العالم الى حرب عالمية ثالثة ، أم الى نظام دولي عادل متعدد الاقطاب؟!!!،والى الانتهاء إلى مجموعة من الاستنتاجات والفرضيات المحتملة بعد الحسم الاستراتيجي في كل من سورية وأكراونيا،لتوضيح مسار الحضارة الانسانية في الالفية الجديدة .

أن ممارسة السياسة عبر البوارج الحربية وليس الايدولوجية، وفق أعلى درجات التحكم والسيطرة بمقدرات الشعوب وحقوقها في الاعتناق والتفكيروالحلم، هي هدف أساس وركيزة رئيسية في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة– القديمة في الصراع الدائر عبر العالم -الحروب على الإرهاب – حول مستقبل العالم الإسلامي وتصفية قضية فلسطين.

لقد أستهدفت الإستراتيجية الأمريكية الجديدة؛ عدم نمو تيار إيديولوجي او محور عسكري متشدد في الشرق،يمتلك الخيار السوقي الشامل قادر ومقتدرعلى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .

ولتكريس الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب، وتعميم ثقافتها السياسية عبر العالم، ورسم قواعد مختلفة للتعاملات الدولية، في إطار سعيها لاستكمال تكوين نظام عالمي جديد، يفرض القيم الأمريكية ويتجاوز المجتمع الدولي والركوب فوقه والانقضاض على مبدأ السيادة الوطنية،والتحرك ضد الأخطارالجديدة قبل ان تتحول إلى أخطار كامنة،وإرغام الدول على تحمل مسؤولياتها السيادية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب،وتربية جيل في الدول العربية والإسلامية وفق الثقافة والقيم الأمريكية،كشرط مطلوب من قطاع التربية والتعليم بالتقليل من التعليم الإسلامي والإكثار من التعليم باللغة الانجليزية في سبيل تحقيق هدف صياغة مستقبل «العالم الإسلامي» دون قيمه وثقافته الإسلامية. بهدف كسب الحرب على الإرهاب.

وحينما وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في «لحظة تاريخية» غيرالمتكررة أكبر قوة إمبريالية في تاريخ البشرية، اعتمدت الإستراتيجية الناشئة/ أو التي في طور النشوء، التي تنهج سياسة «التدخل الانتقائي الشامل»، تم تطويرها في عهد ريغان، وسار عليها «جورج بوش» وكلنتون، وتبلورت في عهد بوش دبليو.

وأرتكزت الإستراتيجية الأمريكية القديمة– الجديدة إلى عناصر ومعطيات هي:

– منع أي قوة في العالم إلا من خلال صفقة مساومة سياسية وبحسابات شاقة.

– اعتبار كل عمل مسلح ضده قوة احتلال إرهابا ويحكمه عاملان هما:-

– عدم اطلاق طلقة واحدة إلا بتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

– وجوب إنهاء ظاهرة القوى الصغيرة.

– تطوير التدخل الانتقائي في الدول والمناطق المختلفة بدرجات متباينة، اعتمادا على نوع المشكلة واللحظة وما يراه الرئيس الأمريكي مناسبا.

– الانتقال من سياسة الردع والاحتواء -مبدأ ترومان- إلى سياسة التدخل الانتقائي الشامل التي طورها ريغان وسار عليها جورج بوش وكلنتون، وتبلورت عناصرها ومرتكزاتها في عهد بوش دبليو، بحيث يكون للولايات المتحدة الأمريكية دور أكبر في الكرة الأرضية.

– طبيعة الأنظمة المحافظة والإسلامية وغير الديمقراطية،التي “يحكمها طغاة “؛ تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة،لأنها قد تنتج ظواهرمماثلة لما حدث في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001،بالإضافة إلى التهديد الحقيقي،الذي شكله الدولة العراقية بقيادة صدام حسين بعد حرب الخليج الأولى على أمن إسرائيل وتهديد المصالح الامريكية في المنطقة والغاء سايكس -بيكو.

– أستخدام القوة في نقل الديمقراطية عبر العالم في زمن وجدت نفسها أقوى دولة في تاريخ البشرية.

– رؤية راسمي السياسات الأمريكية، أن هنالك فرصة تاريخية للسيطرة على العالم والانتقال من سياسة «الإدارة إلى السيطرة».

– حسم مسألة التأرجح بين الأحادية القطبية والعودة إلى مشاركة الآخرين من الحلفاء في صورتها النهائية في الإستراتيجية الجديدة.

– الخط الناظم للإستراتيجية الجديدة يستند إلى فلسفة غير مسبوقة وتتمثل في تقسيم العالم إلى محورين هما:

1- محور “الدول المارقة” الدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ؛أيران ، العراق وسورية .

2- محور «الدول الديمقراطية» على النمط الأمريكي.

فالرياح الروسية ،التي هبت في بحر سورية واكروانيا بما لا تشتهي السفن الامريكية والصهيونية،بددت أمال راسمي الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية المشتركة في تحقيق أهدافها  في تدمير رأس محور المقاومة العربي في المدى المتوسط والبعيد،ولم تمنع القيصر الروسي من الابحار علانية في محيطات النفوذ الامريكي لتقاسم النفوذ واعادة النظر في النظام الدولي احادي القطبية.

هل المشروع الأمريكي السياسي- الإستراتيجي للسيطرة على العالم في «مرحلة الفشل ،بعد نهوض المارد الروسي لاقامة نظام دولي عادل متعدد الاقطاب بعد الحسم الاستراتيجي في كل من اوكرانيا وسورية ؟!!!.

فألاجابة على هذا السؤال الموضوعي متروكا للزمن ومالات الحرب الكونية على سورية والصمود الاسطوري لمحورها المقاوم ونتأئج الصراع الروسي الامريكي على مناطق النفوذ، وعلى أمكانية تحقيق المشروع الاستراتيجي لقيام الدولة العملاقة في بلاد الشام وارض الرافين./ يتبع2/2

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.