لبنان بلد الأرز ولؤلؤة الشرق / الأب : نادرسليم ساووق

نتيجة بحث الصور عن الأب : نادرسليم ساووق

    الأب : نادرسليم ساووق ( الأردن ) الثلاثاء 20/11/2018 م …




–  مِن حُروفٍ خمسة مضيئة ، يتكون اسم لبنان الوطن ورقم خمسة يرمز إلى القوة ، فلبنان العزيز على القلوب قويّ برسالة شعبه وإيمان أبنائه . لبنان يعني : لقاء الحضارات – بلد الأرز – نور الرسالة – أرض القداسة – نسيج إجتماعي واحد . كل هذه المعاني تجعل من لبنان الحبيب ، أرضاً مقدّسة ومنارة مشعّة ، تشع إيماناً وجمالاً وتاريخاً وحضارة .

أولاً : لقاء الحضارات

للبنان دور حضاري متميزّ عمره ستة آلاف سنة ، وبالتالي يتميز هذا البلد الغالي على قلوبنا بحضاراته المتراكمة  والتي جاءت واحدة تِلَو أخرى منذ عهد الفينقيين …  وهذه الحضارات المتنوعة أعطته هذا الغنى والتمّيز . ومن هنا نعتبُر لبنان أنموذجاً في تلاقي الحضارات التي أسهمت في مسيرة البشرية وتطورها ، كما نعتبره رائداً ومثالاً حياً للحوار الحقيقي العملي بين كافة أطيافه ومكوناته المجتمعية .

يقول الفيلسوف الفرنسي باسكال :” إن زيارة بلاد جديدة ، تعني الحصول على عيون جديدة ”

وما يقدمه لبنان – بلد الأرز – لزائريه يفوق كل التوقعات ، لأنه يفتح القلب على روعة الآثار وجمالها ، كما يفتح الأعين على روعة أرض تحكي تاريخاً مجيداً  وتراثاً أصيلاً زاهراً .

ثانياُ : بلد الأرز

ليس من قبيل الصّدفة إطلاق اسم ” بلد الأرز ” على لبنان   ، ” مجدُه آرزه رمزه للخلود ”

( النشيد الوطني اللبناني ) ، فهذه الشجرة المباركة بشموخها وصمودها ، تتشابك مع هوّية اللبنانيين ، والذين اعتادوا رؤيتها على امتداد خريطة الوطن ، وعلى راية لبنان الخفاقة وعلى كل وثيقة رسمية .

أجل ، إن كل لبناني صامد ومتجدرٌ في تراب وطنه كشجرة الأرز ، وكأنّك تراه متجاوزاً الصعوبات والأزمات على اختلافها ، كالأرز العصيّة على تقلبات المناخ والعواصف العاتيّة.

ثالثاً : نور الرسالة

في الإرشاد الرسولي ” رجاءٌ جديد للبنان ” ، الصادر عام 1997 ، قال البابا القديس يوحّنا بولس الثاني ” دعوة لبنان بأن يكون نوراً لشعوب المنطقة ، وعلامة للسلام الآتي من الله”

( رقم 125)  ويُضيف قائلاً : ” إن لبنان هو أكثر من وطن إنه رسالة حريّة ونموذج تعددية للشرق كما للغرب ” . إذاً بتلاقي اللبنانيين وعيشهم المشترك ، وتعاونهم وتضامنهم ، سوف يبقى لبنان وطناً للرسالة .

رابعاً : أرض القداسة

كلما أذِنت لي الظروف أن أشُد الرحال إلى لبنان ، أشعر بأنني أحُجّ إلى أرض مقدّسة  ، فلبنان وطن القديسين . أحجّ إلى الأرض التي وطئتها قَدمي السيد المسيح ، (إنجيل متى 15 : 21 ، مرقس 3 : 8 ) ، أسكن القديسون لبنان في قلوبهم ورفعوا الصلوات من أجله ، وقد تركوا بصمتهم على حجارة الكنائس والأديرة ، والشاهد على ذلك وادي قاديشا أو الوادي المقدّس ( شمال لبنان ) ، وهو من أعمق وديان لبنان ومن أبرز معالمه الدينية .

إن عطر القداسة يفوح من هذه الأرض المباركة ، وهذا ما يؤكد على أن أرض لبنان ليست للحرب والمنازعات ، بل أرض سلام ومحبة .

خامساً : نسيج واحد

لقد اقترن بناء دولة لبنان بمشروع حضاريّ على ميثاق العيش المشترك ، وعلى ثوابت ثلاثة : الحرية ، والمُساواة في المشاركة ، وحفظ التعدّدية والتنوع ، فلبنان الرسالة وإن كان صغيراً بمساحته ، فهو كبيرٌ بتعاضد أبنائه ومحبتهم ، ولوعيهم نبذوا العصبيات المتطرفة والفكر الظلامي ، إذ يجمعهم الوطن على المحبة والوئام ، وبناء مجتمعٍ راقٍ حضاري .

وفي الختام ، وبمناسبة الذكرى 75 لاستقلال لبنان ، نطلب إلى الله  العليّ القدير ، وبشفاعة سيدتنا مريم العذراء ( سيدة لبنان ) أن يحفظ لبنان و شعبه العظيم ،  وطناً مميزاً بتنوعه ورمزاً للتآخي والإنفتاح  ومقصداً لكل محبيّه وأشقائه العرب ، وأخصّ الأردن الغالي حيث نسعى معاً لخير الإنسان وتقدمه وأمنهِ ورفعته ، عشتم وعاش لبنان ، وكل عام وأنتم بألف خير

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.