علاقتي بالعشق الإلهي ومحبتي لرسول الإسلام / يارا عويس

يارا عويس ( الأردن ) الأربعاء 21/11/2018 م …



أنا ابنة الكنيسة الارثوذكسية الأردنية ملتزمة بطقوسي وصلاة كل أحد، فهل أحكمها بذكائي الاعلامي وأزيد شعبيتي التي طافت العشرون ألف بين متابع وصديق على صفحات التواصل الاجتماعي المتنوعة ومن كل دول العالم وأهنئ العالم العربي والاسلامي بعيد المولد النبوي الشريف أم أن أقول ما في قلبي وما رافقني من مشاعر صادقة رافقتني حتى قبل هذا النجاح الاجتماعي، بكل تأكيد الثانية أولى بي لما عرفتمونه عني من سلوك الطبيعة والحقيقة والشفافيه.
نشأت في أسرة أسمع فيها الحديث الشريف وأترنم بسماع القرآن فترعرعت في وجدانيتي وبرمجتي العقلية قناعات ثابته لا إنزياح لها من ثوابت العقل، بصعوبة تمكنت قبل أيام من فصل شرائط الارشيف الخاص بأبي لأجد بين ثناياها أشرطة عدة تحمل قراءة القرآن الكريم وبعض التفاسير، ناهيك عنما تضمه مكتبتنا من كتب قديمة جداً في التفاسير والاحاديث، فوجدت الاجابة على تساؤلات من حولي، أن هذه البرمجة العقلية الراسخة لم تأتي من فراغ بل متجذرة بعمق نشأتي وانخراطي في ميادين الحياة.
علمنا أبي الشاعر ادوارد عويس كيف نحمل القرآن في كفة والإنجيل في الكفة الأخرى ( بالعزمِ تزهر في معابدنا المنى .. ويرتلُ القرآن والإنجيلُ ) وهكذا كل الأسر الأردنية. وبايمان راسخ نمت وترعرعت فينا تلك القيم السامية التي لجأ لها الغرب في استنباط علم الوعي الحديث فجاء علم التنمية الذاتية وتطوير الذات من مرجعياته الاساس من الكتب السماوية وهذا باعتراف كل من يدرّب في هذه المجالات في الغرب.
في درب الوعي نتخلص كثيراً من عوالق النفس البشرية اللوامة وعوالق النفس الأمارة بالسوء، نسمو بطهارة القلب لنرتقي الى عوالم الفكر الصافي الخالي من شوائب التبعية والمحسوبية والانحياز، نسمو إلى قلبٍ لا يعرف إلا عشق الله، وأن أكون من يعمل برسالتي على هذه الارض في نشر المحبة والسلام بين الناس… وما باب الله إلا قلبك. ولأنها رسالة ذات قيمة روحانية عالية فقد سرت في دربي بهمة الشجعان، أكرر في خطواتي عبارة ( لو تخلى عني من يريد فإن الله أقرب إليّ من حبل الوريد ).
نعم، لأن الله في أعماقي وأعماق كل مؤمن تجاوز ضجيج النفس ليسمو ويرتقي بها إلى النور، فمن وهج النور أكتب إليكم لا لأتحرر من الأنا وما الأنا إلا زيفٌ عقلي باطل؛ فهويتي احملها وصلاتي كل أحد وجمعه وفي كل حين، بل لأقول لكل من عرفني أن محبتي لرسول الإسلام لأنني تعلمت من سيرته الكثير فعلقت حباً، وما أروعه من شعور.
وفي مراحل نمو وعيي كادت أن تسيطر عليّ الصوفية أو الرهبنة ودروب القداسة، إلا أنني تيقنت أن عزلتي لن تؤدي الغرض في حمل رسالتي؛ شدني جلال الدين الرومي كثيراً وتنقلت بين أوشو معلم الغرب الهندي وديباك شوبرا صاحب كتاب ( محمد رسول الإسلام) وتعلمت على أيدي مدربين كبار في الغرب والشرق، كل ما امتلك من نقود ذهب لشراء الكتب، ولا أزال أتعلم، ولكنني بعد هذه الرحلة الممتعة أختصر عليك الطريق لأقول أن ظالتك تجدها في سيرة حياة الأنبياء دون عناء أو تعب.
وهكذا نحن أسرة واحدة، تجمعنا المحبة وروابط متجذرة، وبين يديك سيرة حياة رسول الاسلام فلا تذهب إلى البعيد، تعامل بما يرضي الله واخطو بخطاً واثقة فإن الله لا يحب إلا الشجعان.
وما توفيقي إلا بالله

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.