مقال هام … حروب الطقس وسيول الأردن / فهد الطاهر

فهد الطاهر ( الأردن ) الأربعاء 21/11/2018 م …




بدأ الكثير من الناس بتناقل أخبار تجارب لهندسة تعديل الطقس (Weather Modification) بأنها سبب لكثرة السيول و هذا العدد الكبير من الضحايا بالأردن، أي أن الأردن كان حقل للتجارب بالأيام السابقة.

الكاتب / فهد الطاهر

بهذا المقال، سأقوم بتفنيد هذه الأخبار لمن يهمة الأمر.

بالقرن السابع عشر، خصوصاً بعد حرب الأعوام السبعة (وهي حرب عالمية في ذلك الوقت) وحروب نابليون بالقرن الثامن عشر و الحرب الأهلية الأمريكية. قام عدد من الضباط بكتابة تقارير ومذكرات، فبعد جمعها ودراستها – وجدوا بأن هناك هطول غزير للأمطار بعد كل معركة كبيرة. فقامت وزارة الحرب الأمريكية بالقرن التاسع عشر بشراء ما يعادل تسعة عشر ألف دولار من ملح البارود و المتفجرات وقاموا بتفجيرها بولاية تكساس، بقصد التجربة وهذه أول عملية لمحاولة تعديل الطقس بالتاريخ.

المهم هنا بهذه اللمحة التاريخية البسيطة بأن التجارب تجري منذ زمن بعيد جداً، فكانت أوائل التجارب الناجحة بخمسينيات القرن الماضي، وكان أول نجاح لهندسة الطقس للإستخدام الحربي في فيتنام بعملية قام بها الأمريكيين، من خلال سرب إستطلاع الطقس الرابع والخمسون، بدأت بالعشرين من مارس بالعام  1967إلى العام 1972 وأُطلق على العملية إسم (إصنع طيناً وليس حرباً). وكانت هذه خلاصة تجارب مايسمى بـ (Operation Popeye).

فمن الأهداف العسكرية لهذه العملية هي:

  1.     ترقيق الطرقات بسبب الهطول الغزير للمطر
  2. إحداث إنهيارات طينية من الجبال على الطرقات الرئيسية
  3. تدمير جسور العبور على الأنهار بسبب السيول
  4. الإبقاء على التربة بحالتها الطينية لإعاقة تحركات قطاعات المشاة وحركة العربات لتأخير إمدادات الثوار الفيتناميين أو إعاقتها بالكامل.

لمن أراد الإستزادة عن هذا الجزء من التاريخ، يمكنه البحث أكثر.

فما يهمنا هنا بالأدن أن نعلمّ بأنه لا يوجد هدف حربي لأي جهة معادية لنا “الأن” من صرف خمسمائة إلى ثمان مائة دولار أمريكي للكيلوجرام الواحد من “يوديد الفضة” لإستزراعها بالسحب و القيام بعمليات الإستمطار لتخريب بنيتنا التحتية وقتل أبنائنا.

وللمعلومة، عند نثر مادة يوديد الفضة على السُحب الركامية، التي تحتوي أصلاً على بخار ماء بكمية كبيرة بقصد إثقالها لتصبح أكبر وزناً وتسقط على الأرض: هذا هو الإستمطار.

تحدث أخي الدكتور سفيان التل بمقابلة له منذ بضعة أيام على قناة الحرة بأن الأردن ليس فقير بالماء، بل يهطل على الأردن بالسنة ثمان مليارات متر مكعب وحاجتنا من المياه هي واحد ونصف مليار، ومازلنا لانستطيع أن نوفر إحتياجاتنا منها. فهناك فشل إداري بامتياز، بالإضافة للبنية التحتية المهترئة التي تحتاج لإعادة بناء وتجديد، و أترك تفصيلات البنية التحتية للمختصين للبت بأمرها.

أما بالنسبة لبرنامج بحث تأثير الترددات العالية النشطة أو ما يعرف إصطلاحاً بـِ هارب  (HAARP)، (The HighFrequency Active Auroral Research Program). فهو أمر مختلف تقنياُ وعملياً.

يإختصار شديد، هناك عدة طبقات للجو، هذا البرنامج تحديداً يبحث بالتأثيرات المصاحبة لتغيير إرتفاع الطبقة الأيونية “Ionosphere” التي تمتد من ثمانين إلى سبع مائة كيلومتر عن سطح الأرض. وذلك من خلال تسليط ترددات كهرومغناطيسية تسمى الترددات الشديدة الإنخفاض أو ما تعرف إصطلاحاً بِـ (Extremely Low Frequency “ELF”) بشكل مباشر عليها.

لتوضيح الصورة:

منظومة هارب تتكون من مائة و ثمانين برج إرسال، يبلغ طول كل برج إرسال حوالي الإثنان وعشرون متراً تعمل كمنظومة متزامنة قابلة للتوجيه لترسل ثلاثة ملايين و ستمائة الف وات من الطاقة لإرتفاع مائة وخمسة وأربعين كيلومتر، بقطر 19 كيلومتر. أي، تخيلوا ما يعادل الإثنان وسبعين ألف محطة راديو (AM) ترسل ذبذباتها إلى نقطة واحدة بالسماء دفعة واحدة.

هذه الطاقة الهائلة التي ترفع درجة حرارة الطبقة الأيونية لـ ثمان مائة و سبعين درجة في أعلى نقطة بسبب إرتطام الذرات الأيونية بالموجات الكهرومغناطيسية من جهة، وإمتصاص هذه الذرات لحرارة الشمس والإشعاعات الكونية الأخرى من جاما و إس من جهة أخرى.

فهذا الإرتطام يُحدث إنبعاجاً بالطبقة الأيونية، فترتفع الطبقات الأدنى من طبقات الجو بإرتفاع الطبقة الأيونية بالمحصلة، فبالتالي يترافق وهذا الإنبعاج تغيير بنسبة إنعكاس الإشعاعات الكونية الخارجة من الشمس وتغير ملحوظ بالمجال المغناطيسي للأرض والذي بدوره يكون مسؤولاً عن تغيير إتجاه الرياح وسرعتها، أي تسبب تغيير مباشر بتحرك بخار الماء بالجو – أي: الأمطار و الثلوج.

كما تسبب إرتفاع بدرجات الحرارة و تعطيل موجات الراديو و الإتصالات في جزء من الأرض، كما تقوم هذه الذبذبات المنعكسة على الأرض من الذرات الأيونية بطبقات الجو بالتأثير على الحركة التكتونية لصفائح الأرض مما يسبب زلازل أو إستثارة البراكين. كما تستخدم هذه الترددات بإكتشاف البنية التحت أرضية بعد قياس إنعكاسها مرة أخرى وتستخدم أيضاً للإتصال بالغواصات.

يوجد من هذه المحطات ثلاثة بالولايات المتحدة تحديداً إثنتان بألاسكا وواحدة بالبير توريكو، واحدة بأوروبا تحديداً بمدينة ثرومسو بالنرويج وواحدة بروسيا بمدينة فاسيلسورك.

للأهمية، هناك دراسات طبية تثبت بأن هذه الذبذبات تحدث تأثير مباشر بالحالة النفسية للإنسان بسبب تغييرها لكهرباء الدماغ، بل وأثبتت بعض الدراسات بأن قوة الموجة يمكن أن تتحكم بحالة الإنسان النفسية من فرح و حزن وهذا الجزء لازال تحت الدراسة.

بالنسبة لنا بالأردن، أُراقب السماء دائماً – من موقعي بعمان تحديداً ولم ألحظ أي إستخدام لهذه المنظومة بسمائنا مطلقاً. فعند حدوث ذلك، نستطيع أن نلاحظ بالعين المجردة ألواناً بالسماء شبيهة بظاهرة الشفق القطبي وذلك بسبب إرتفاع حرارة الذرات الأيونية وتوهجها بسبب إرتطام ذراتها بالموجات الكهرومغناطيسية المنعكسة.

أيضاً، لم ألحظ وجود أي إفرازات كيميائية بالجو “Chemtrails” والتي تكون على شكل خطوط سحابية بالسماء. والتي يجب أن لانخلط بينها و الـ “Contrails”.

للتوضيح:

الـ “Contrails” هي عبارة عن تكثف لبخار الماء بالجو بسبب عوادم نفاثات الطائرة، أو إرتفاع درجة الحراره عند أقصى نقطة من أجنحة الطائرة (أطراف الأجنحة). فعند طيران الطائرة بالجو، يمر الهواء من فوق و تحت الأجنحة: فعند أطراف الأجنحة يتلاقى التياران الهوائيان من أسفل ومن أعلى ويكونا حلزونة هوائية، وبسبب الإلتفاف السريع لهذان التياران عند الإلتقاء، تسخن نقطة المنصف بسبب إنخفاض الضغط فيتكثف بخار الماء الموجود بالجو لأن الحرارة تكون منخفضة جداً فى هذا الإرتفاع: فيحث ما ترون وكأنها سحابة ممتدة خلف الطائرة.

فالإفرازات الكيميائية بالجو “Chemtrails” تكون أعرض بالقطر و تبقى بالجو لفترات طويلة، يمكنكم مشاهدة الصورة المرفقة لمعرفة شكل هذه الإفرازات.

ختاماً: أنا لا أنكر أنه سلاح فتاك، ولا أنكر بأنه يمكن إستخدامه ولكن قبل إلقاء اللوم على هذه التقنيات، يجب علينا أن نعترف بسوء إدارة الدولة لكل الملفات الأمنية، والإجتماعية والسياسية كما يجب أن نلوم إبتداءً من دولة الدكتور عبدالله النسور على سوء تدبيره للمنحة الخليجية التي قال أنه أنفقها على بناء الشوارع ولا أدرى أي خمسة مليارات تم إنفاقها على هذه الشوارع المهترئة والبنية التحتية الضعيفة.

نعم! يجب أن نلوم الفساد أولاً …  نعم! الفساد منا نحن.!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.