بيان الرئيس الامريكي بين الفتحة والسكون: هُبَل (بضم الهاء وفتح الباء) وهُبل (بضم الهاء وتسكين الباء)! هل انت هُبَل (بضم الهاء وفتح الباء)، و هل هم مجموعة هُبل (بضم الهاء وتسكين الباء)!؟
ديانا فاخوري ( الأردن ) الخميس 22/11/2018 م …
هل انت هُبَل (بضم الهاء وفتح الباء)، و هل هم مجموعة هُبل (بضم الهاء وتسكين الباء)!؟
من أعطاك هذا الحق؟ من سماك بأسماء الله الحسنى؟ كيف اغتصبتها فتأخذ ما تشاء وتمنع ما تشاء!؟
هل غدوت الرحمن على العرش استوى تقبض وتبسط وتلعن وتبارك .. تعز من تشاء وتذل من تشاء .. تدين من تشاء وتسامح من تشاء؟! “من نصبك (بالشدة وبدونها) “هُبَلا” بفتح الباء على مجموعة “هُبل” بتسكين الباء كما يبدو من بيانك الأخير الذي ينوء بما يحمله من إشارات التعجب وعلامات الاستغراب؟!
يبدأ الرئيس الأميركي بيانه حول الموقف من “العربية السعودية” وينهيه بالكليشية المبتذلة: “أمريكا اولا”، وبعد مطالعة ممجوجة ضد ايران و حزب الله دون ان ينسى الرئيس “الدكتاتور بشار الأسد” بالاسم، لا يفوته التطرق في الفقرة الثالثة الى “الجزية” ثمرة زيارته الميمونة للعربية السعودية:
“This – $450 billion – is a record amount of money” ذاكرا اسماء بعض الشركات المستفيدة.
ويخصص البيان الفقرات الرابعة والخامسة والسادسة للجريمة المروعة واصفا الخاشقجي ب “عدو الدولة” مشيرا الى ارتباطه بجماعة الاخوان المسلمين ليخلص بمنح “Pass” للعربية السعودية رغم تقارير الوكالات الاستخبارية الموثوقة والمراكز المعتمدة .. وقد أكد نوايا الولايات المتحدة في الإبقاء على شراكة ثابتة لا تتزحزح مع العربية السعودية لتأمين مصالح البلد (أمريكا) وإسرائيل والشركاء الآخرين في الإقليم. وينسجم هذا تماماً مع الشروط الأميركية لرفع العقوبات عن ايران، وعددها 12، فهي لا تهدف الا لحماية اسرائيل و”صيانة” النكبة الفلسطينية!
ومن نافل القول ان هذا الموقف قوبل بموجة غضب عارمة في الداخل والخارج فاعتبرت سامنثا باور مثلا، وهي عضو الحزب الديمقراطي والمندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، بيان الرئيس دونالد ترامب بشأن العربية السعودية بمثابة “ضوء أخضر” للقتلة في الدول التي يظن أنه يحتاج إليها .. كما ووصفت البيان، مساء الثلاثاء، في تغريدة عبر “تويتر” بأنه “بغيض” .. وقالت إن بيان الرئيس الأمريكي “يحدد مدى الجهل والفساد والتهور لهذه الرئاسة”، وأضافت أن هذا الموقف “سيجعل العالم أكثر شرا”! .. ثم كيف للشراكة الثابتة التي لا تتزحزح مع العربية السعودية ان تضمن مصالح اسرائيل .. هل انت حقا “هُبَل”
ونحن فرقة هُبل!؟ وهل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب – بالأذن من مظفر النواب؟ ماذا يدعى دفع الجزية في القرن الحادي والعشرين؟! ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام صفقة القرن او صفعة العصر وشرب الانتخاب مع النتن ياهو!؟ ماذا يدعى قصف التحالف الصهيواعروبيكي على اليمن؟ ماذا تدعى تبرئة المرتكب الذبح وبالمنشار؟! ماذا يعني الا تتورع العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي عن فرض عقوبات على من يلتزم بقرارات المجلس نفسه، وهو المجلس الذي كان قد اقر التفاهم النووي مع ايران بالإجماع!؟ .. اي رسالة مارقة هذه: يعاقب من ينفذ القرارات الأممية!! .. ماذا يعني ان يتعلم النيجيريون من ترامب أصول القمع والذبح .. ماذا يعني ان يحاكي الغاصبون في فلسطين النموذج الامريكي فيصادق الكنيست الصهيونيّ على “قانون القوميّة”، مثلا!؟
وحِّدنا بمعجزةٍ فلسطينيةٍ .. لا تصالحْ ولو منحوك الذهب .. لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ .. أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ وهل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟! ان سهما أتاني من الخلف سوف يجئك من الف خلف .. لا تصالح الى ان يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم لميقاتها، والطيور لاصواتها، والرمال لذراتها، والشهيد لطفلته الناظرة ..
يرمي حجراً .. يبدأ وجه فلسطينٍ يتشكل مثل قصيدة شعر.. يرمي الحجر الثاني تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر.. يرمي الحجر الثالث تطلع رام الله بنفسجةً من ليل القهر .. يرمي الحجر العاشر حتى يظهر وجه الله.. ويظهر نور الفجر.. يرمي حجر الثورة حتى يسقط آخر فاشستي من فاشست العصر يرمي.. يرمي.. يرمي.. حتى يقلع نجمة داوودٍ بيديه، ويرميها في البحر!
“ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار” – إبراهيم:42!
من محمود درويش ومظهر النواب الى أمل دنقل ونزار قباني فأحمد مطر – بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجاره.. وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشاره .. قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا.. وعادوا .. هم رجال الله في الميدان، وهم فاتحة القرآن، وهم خاتمة الأحزان!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية
الله اكبر ..الله اكبر..احجارنا تتكلم وتنشد وتغني وترقص..بين يدي اطفالنا اطفال الحجارة والحق بيد كاتبتنا حجرا يصدح ويغني ويرقص ويطلق النار رشا كالبصاق..عالوجوه والصدور والاكتاف .
ايها الهبل لا ترتاحوا …اجيالنا تتالى ولا تلين كل جيل اصعب ممن سبقه وانتم غدا الضعف والوهن باد عليكم…ونحن قادمون وستسمعوا صراخنا مو خلف التلال ومن بين الاشجار وعبر البوادي والانهار والبخار والفيافي والقفار …الله اكبر .. احيالنا يعود لحضن فلسطين.
سيدتي منحتني شحنة امل وقوة …شكرا لقلمك المناضل ابدا.