إلى أمانة عمان الكبرى ووزارة الأشغال العامة ومن يعنيهم الأمر المطبَّات المُقامة على شوارعنا تُهَدِّد سلامة الناس وتُخرب مركباتهم!/ حنا ميخائيل سلامة نعمان
حنا ميخائيل سلامة ( الأردن ) الجمعة 23/11/2018 م …
والشاهد على هذا، أنّ هناك معايير دولية ومحلية وقواعد لوضع وتثبيت المطبَّات على الشوارع لكن يجب الإعتراف أنه لا يتمُّ تطبيقها ولا التقيد فيها في أغلب الحالات عندنا! فالمطبَّات المُقامة على شوارعنا منها ما يرتفعُ دونما ضرورة ارتفاعاً مخالفاً للمعايير الدولية والمحلية، يُضاف إلى هذا أنَّها ولرداءَة تصميمها نجدها تُسبِّب حوادث للمركبات وإيذاءَات جسدية للرًكَّاب. لذا بات من الضرورة بمكانٍ كبيرٍ أن يُصار من خلال أمانة عمان الكبرى ووزارة الأشغال العامة ومن يعنيهم الأمر إلى إزالتها وإعادة تصميمها بتتخفيض إرتفاعها مع ما يلزم من تجهيزات تتماشى والضوابط المرورية المعروفة. كذلك يجدر طِلاء جميع المطبات بأنواع من الطِلاء الخاص عالي الجودة وليس من الأنواع الآنيَّة التي يتمُّ استخدامها ولا تدوم سوى أيام معدودة أو تمَّحِي مع أول زخَّةِ مَطرٍ! مع ضرورة وضع العواكس الأرضية الفوسفورية ليستطيع السائق أن يلاحظها مِن على بُعدٍ ليلاً، يرافق هذا تثبيت شاخصات مرورية تُفيد بوجود المطبات جميعها بما في ذلك على الشوارع الفرعية وأن تكون واضحة للعيان وغير مختفية على جوانب الأرصفة وبين أغصانِ أشجار ٍتُخفي معالمها!
إن تفاجأ السواقين بالمطبَّات” الأسفلتية ” المنتشرة على أغلب شوارعنا الرئيسية والفرعية والتي لا يُميزها السائق كونها أقيمت من مادة “الأسفلت” وهي المادة نفسها التي تُعبَّد منها الشوارع، ودون علاماتٍ أو طِلاء فوسفوري يلفت الأبصار إليها وانعدام الشاخصات التحذيرية أيضا، يُسَبِّبُ باستمرارٍ حوادث وارتجاجات قد تكون محصلتها الموت حتى وإن كانت السواقين ضمن المسموح بها!
وبجرأة نقول لو كانت السلامة المرورية مِن الأولويات فِعلاً كما نسمع باستمرار.. لتمَّت إزالة المطبات التي قام كثيرون بوضعها بقرارات مزاجية مِنهم لتخدم مصالح أبنيتهم ومحلاتهم ومؤسساتهم دون موافقة رسمية من أصحاب الشان، بل ودون التقيد بارتفاعات حسب الأصول وما يتبع ذلك من شروطٍ لإنشائها. لذا وللمصلحة العامة وسَلامة الناس فإن الضرورة تقتضي أن تتوجه طواقم هندسية مختصة في جولة ميدانية للإطلاع بأمِّ العين على وضع تلك المطبات واتخاذ الاجراءَات اللازمة بحق من وضعها وثبَّتَها مُسبباً إيذاءات جسدية للناس وتخريب لمركباتهم ثم العمل على إزالتها !
ولا بُد من الإشارة، إلى أن الكثير مِن الطرق الخارجية والداخلية تفتقر إلى العلامات والخطوط الأرضية والجانبية التي تُبيِّن المسارات والاتجاهات وحَواف الشوارع، هذه الخطوط بالغة الأهمية يفترض أن تكون من الأنواع الثابتة المتعارف على نوعيتها عالمياً وليس على النمط المعمول به على بعض شوارعنا حيث تذهب معالمها بعد أسبوع من تخطيطها فتذهب كلفة ذلك هدراً! كذلك إعادة النظر بالإشارات واللوحات والشاخصات المرورية والتحذيرية والإرشادية التي منها ما يحتاج إلى إعادة تغيير موقعه ومنها ما يحتاج إلى صيانة وطلاء فوسفوري ليكون عوناً للسائقين مع حلول الظلام، حسبَ رؤية هندسية متطورة ولا نظن هذا بالأمر الصعب مع توفر كوادر هندسية عندنا صاحبة كفاءَة وخبرة.
وهناك ملاحظة تتعلق بقيام أصحابِ أبنيةٍ سكنيةٍ وتجاريةٍ بحجز أجزاء من الشوارع قُبالتها ووضع حواجز مختلفة وكأنها صارت ضمن ملكيتهم في تمادٍ واضحٍ على القوانين والأنظمة. هذا الأمر له مضاعفاته على السلامة المرورية وحركة الإنسياب على الشوارع وغير ذلك. وفوق هذا يُعد إستقواءً على القوانين وعلى الجهات المعنية بالمتابعة والمحاسبة!
واخيراً نتمنى تفعيل مقولة أن السلامة المرورية من الأولويات.. فما نراه ونتابعه على أرض الواقع يختلف عما يقال ويتم التصريح به والشواهد متوفرة.
*كاتب وباحث
التعليقات مغلقة.