ألإستراتيجية الأمريكية لحماية إسرائيل .. (2/2) / عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود

عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود* ( الأردن ) السبت 24/11/2018 م …




*صحافي ومحلل سياسي / رئيس تحرير ” الأردن العربي “

أفول نجم”الكابوي الامريكي” في السيطرة على العالم ونهب ثرواته، بإنهيارتحالفه ألاستراتيجي مع “منظومة التحالف الامني الاقليمي “و”المشروع التكفيري” في المنطقة والاقليم،وتعاظم عناصر زوال إسرائيل بالحسم ألاستراتيجي في الميدان العسكري في سورية، ونتائج الصراع الامريكي – الروسي على أوكرانيا، وعلى مناطق نفوذ جديدة حول العالم ،دلالة كبرى،بان مرحلة تاريخية في الكون في طورالتكوين والبناء لصعود الدب الروسي قيادة  العالم ،ولولوج الامة الدورة الحضارية الانسانية الثالثة!!!.

الرسائل التي بعث بها القيصر الروسي الجديد الى إدارات  الامريكية والغرب الاستعماري المتصهين عبر وقوف روسيا بكل أمكانياتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد في مواجهة المشروع التكفيري الارهابي،الذي تديره الادارة الامريكية بالتعاون والتنسيق مع حلفائها الدوليين والاقليميين،وأستعادة شبه جزيرة القرم الى حضن الاتحاد الروسي لها دلالات متعددة ،منها؛

–        انتهاء عصر القطبية الاحادية في العالم .

–        التفاهم على تقاسم مناطق النفوذ الدولي من جديد.

–        القوة العسكرية الروسية في خدمة السلام العالمي .

–   سورية المتجددة بيكار المعادلة الدولية .

–  مجموعة دول البريكس نواة لنظام دولي عادل متعدد الاقطاب .

–  محور المقاومة العربي الاسلامي حليف أستراتيجي لروسيا في مكافحة الارهاب الدولي.

“إلادارة الامريكية ” لم تستوعب دروس صعود الشجرة والنزول آلامن منها،ولم تحلل مضامين هذه الرسائل ودلالاتها الى الان،وتمادت في غييها بانها الامبراطورية الامبريالية القائمة بالوصاية على الدول والافراد وصيانة السلام العالمي ،لكنها لم تحفظ الجميل للقيصر بحمايتها من مخاطرصعوده الشجرة السورية،فجأت الضربات الروسية – الصينية الموجعة للولايات المتحدة وحلفائها في التصويت ضد مشاريع القرارات ضد سورية في مجلس الامن الدولي،وفي اكروانيا ؛ قاتلة بالتلازم مع الحسم الاستراتيجي في سورية.

أن ما يجري في سورية واكروانيا حاليا،وماجرى سابقا في مفاصل جغرافيا أخرى من العالم يعيد الى الاذهان العديد من النظريات الجيو – سياسية أقتصادية حول ألاهمية ألاستراتيجية لبعض المناطق الجغرافيا في أعادة رسم خرائط دول بعينها وتطبيق سياسات دولية كبرى ومدى تأثيرها على السيادة الوطنية والمكونات  الاجتماعية  في هذه البقع الجغرافيا في بناء نظام دولي عادل متعدد الاقطاب والثقافات.

لقد جاء التفاهم الامريكي–الايراني على البرنامج النووي الايراني السلمي في سياق تحولات في العالم لتفاهمات دولية لتقاسم مناطق النفوذ ، ومقدمة لأحتواء الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحورها المقاوم في اطار الصراع معهما لتحويلها من “دولة ثورة “لها مشروعها النهضوي الى دولة عادية حليفة للولايات المتحدة الامريكية بالقوة الناعمة مدعومة بالقوه الصلبة بالقضاءعلى رأس محورالمقاومة العربي الاسلامي في مواجهة إسرائيل؛سورية نموذ جا في المرحلة الاولى ،وحزب الله تاليا!!!.

لكن هذا التفاهم لم يصمد طويلا بمجئ ترامب الى البيت الابيض،سرعان ما نهار في جرف هار، وتعود العقوبات الاقتصادية لان المارد الايراني لم تستجب الى الاملاءات الامريكية الثلاث ،وراح يطالب بتعديل للاتفاق وبالتالي الانسحاب من جانب واحد ،لانه لم يشمل برنامج الصواريخ بعيدة المدى والنفوذ الايراني في الاقليم ودعم قوى المقاومة .

ونجد ان نتائج الصراع الأميركي ـ الروسي على مناطق نفوذ في الشرق داخل مجموعتين من الدول،جرت تقسيمهما من خلال مدى أهميتهما للجمهوية الاسلامية الايرانية ،ومدى أرتباطاهما في الصراع العربي – الاسرائيلي وهما؛

المجموعة الأولى:- تضم العراق وسوريا ولبنان واليمن.

المجموعة الثانية:- تضم مصر،و”الضفة الغربية “وغزة، وأفغانستان ودول مجلس التعاون الخليجي والاردن.

إن الهدف المرحلي من هذه الاستراتيجيا ألأمريكية ألخاصة،هو؛ تحويل ألجمهورية الاسلامية الايرانية من” دولة ثورية”الى دولة علمانية عادية ،بألغاء” المرجعية الدينية “ل”ألنظام الثوري ألاسلامي”في إيران ،فيقلص بالنتيجة التهديد الإيراني لاسرائيل بعد دخول الادارة الامريكية عبرعمليات مدروسة لأحتواء سورية الاسد وحزب الله،ويحول ديناميكيات العلاقات بينهما الى تعاون اقتصادي، وبالتالي الى تفاهمات مع مملكة ال سعود .

فالاستراتيجية الامريكية – إلاسرائيلية المشتركة تجاه الدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة؛ تستهدف ثلاثة شروط متلازمة غير معلنة،هي ؛

الاول :- التعاون الامني والاقتصادي مع الولايات المتحدة الامريكية.

الثاني :- تجفيف العداء التأريخي مع اسرائيل ، علاقات مكشوفة معها.

الثالث :- تفاهم مسبق مع مملكة ال سعود حول ترتيبات أمنية في الاقليم والمنطقة.

أدوات ووسائل ألاستراتيجية الامريكية تجاه الدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة في مرحلة الصمود الاسطوري لمحورالمقاومة في التصدي لمؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية تحويلها من قوة صلبة الى قوة ناعمة، فكان التفاهم الايراني مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الايراني  في عهد ادارة اوباما. لكن المنطوق الامريكي الغربي المتصهين لاستكمال هذا التفاهم ،يطالب  ايران من تحت الطاولة ان تلبي ثلاثة شروط أمريكيةغير معلنه.

إلاستراتيجية ألاميركية لمواجهةالجمهورية الاسلامية الايرانية، بعد هزيمة مشروعها التكفيري الارهابي في سورية؛تمحورت حول الترويج لمنهج القوة الناعمة وتدعمها في حال الفشل بالقوة الصلبة في أطار سياسة الاحتواء للدول المناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة لضمان أمن إسرائيل.

– جاء في أطر أهداف  الاستراتيجية الامريكية- الاسرائيلية المشتركة  في الوطن العربي وبخاصة في المشرق العربي ،والتي شكلت أحدى مرتكزاتها ألاساس؛ان تجري الدول المعادية للمشروع الصهيوني مصالحة تأريخية مكشوفة مع إسرائيل مع وقف الحالات العدائية لها، بالاضافة الى الارتهان الاقتصادي للغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية،وان تكون عدوة لايران الثورة الاسلامية،والالتزام بالسياسات الغربية المعادية لمحور المقاومة العربي الاسلامي .

ألاستنتاجات والفرضيات المحتملة؛

– هناك أستراتيجية مشتركة بين الولايات المتحدة الامريكية والدولة العبرية والصهيونية العالمية والدول الموالية للغرب في الاقليم ؛تهدف الى تدميرالمثلث العربي الذهبي ؛العراق وسورية ومصر،وكذلك معها ايران.

– ان ما جرى ويجري من أحداث وصراعات في الدول العربية الثلاث، والتهديدات ألاسرائيلية لايران والموقف من البرنامج النووي ؛يشكل الدليل الواضح بأن أهداف المخططات الامريكية والغربية ألاستعمارية تعمل بهذا الاتجاه.

– ان الهدف غيرالمعلن للاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية المشتركة،هو؛ان تجري الدول المعادي للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ؛مصالحة تأريخية مكشوفة مع إسرائيل مع وقف الحالات العدائية لها.

– فقدان الدول العربية المحورية الثلاث؛العراق وسورية ومصر لقدراتها الاقتصادية والعسكرية في زمن قياسي أراحت إسرائيل لمئة سنة مقبلة وفق محلليين أستراتيجيين!!!.

– المأساة الكبرى من الناحية الجيو- سياسية؛فكانت معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها؛اوسلو ووداي عربة ،ومنظومة التحالف الامني الاقليمي،لادامة اسرائيل ككيان قاتل لوحدة بلاد الشام والرافدين،وكحائط يمنع التعاون والتكامل الاستراتيجي في المشرق العربي  مع نسيجه الاجتماعي في دولة عملاقة بخروج مصر والاردن من معادلة الصراع العربي الصهيوني الى زمن غير منظور.

– مصيرالمشرق العربي يتعلق بكيفية أستيعاب ومواجهة تداعيات نكبة عرب فلسطين بإقامة إسرائيل ،لاعادة إحياء المحاولات السابقة نحو الوحدة بدل القطرية في منطقة جغرافية فائقة الاهمية الاستراتيجية حول العالم .ةالتحول الاستراتيجي نحو ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية ” في دولة اتحادية مدنية عملاقة ليكون للامة مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات .

– مواجهة أهداف الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية المشتركة وادواتها الاقليمية “منظومة التحالف الامني الاقليمي” / والمشروع التكفيري/ يوجب على قيادة محور المقاومة العربي الاسلامي تبني المشروع الاستراتيجي لاتحاد بلاد الشام وارض الرافدين في مواجهة المشروع التكفيري ،وأحياء الجبهة الشرقية وفق ألاستراتيجية الدفاعية القتالية للمحوربعد أمتلاك السلاح الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل.

– عدم قبول الجمهورية الاسلامية الايرانية بالشروط الامريكية غير المعلنه للموافقة على التفاهم الايراني مع 5+1حول البرنامج النووي الايراني ، حيث جا ء التصعيد السعودي مع ايران في سياق الضغط بالقبول بالاملاءات  الامريكية غيرالمعلنة للتفاهم على تريبات امنية في المنطقة والاقليم!!!. لكن الولايات المتحدة الامريكية تفتقر لإستراتيجية منتجه في الوقت الراهن بعد الدخول الروسي على خط تقاسم النفوذ في الاقليم !!!.

– “حزب الله” تحول بفعل طبيعة دوره وعمق تأثيره في الحرب الكونية على السورية الى لاعب إقليمي بعدما كان يؤثر في ميزان القوى الإقليمي بطريقة غيرمباشرة من خلال دوره في مقاومة إسرائيل كقوة أحتلال وعدوان على فلسطين ولبنان ، وأحد ألاذرع العسكرية في مواجهة أسرائيل.

– لم تغير الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية المشتركة  في دور واستراتيجية  ” الاتحاد الروسي” الجديد  ، كلاعب دولي فاعل  في المسار الكوني في الالفية الجديدة ،فحسب؛بل بأت بالفشل في تحقيق اهدافها الرئيسية والفرعية .

– لم تتبن الادارة الامريكية أستراتيجية جديدة لاحتواء حزب الله وفق منهج القوة الناعمة وتدعمها في حال الفشل بالقوة الصلبة بعد الصمود الاسطوري للنسق السوري في مواجهة الحرب الكونية على سورية انتهت بهزيمة “منظومة التحالف الامني الاقليمي” !!!.

– النصر السوري العظيم في المواجهة الكونية ؛ افقد الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية المشتركة ؛هدفها العام لاقامة مشروع الشرق الاوسط الجديد ، واليات تنفيذها في تفتيت الجغرافيا السورية وارض الرافدين.مما خلط الاوراق لدى لمنظري السياسية الامريكية حول العالم بالترويج لصفقة القرن لتصفية قضية فلسطين .

في ضوء ذلك ، فالايام المقبلة حبلى بالمفاجأت على المستوى الدولي والاقليمي والمنطقة،وتحمل في طياتها تغييرات دراماتيكية وتغيير خرائط دول واختفاء انطمة لها وظائف اقليمية في اطار النظام الدولي القائم  ؛ لان الوقائع  والمعطيات التي افرزها المشروع التكفيري الارهابي ، تشير الى حدوث ثورة في التوازنات الدولية والاقليمية  في عام الاستدارة الكبرى في الاقليم  2019، لصالح محور المقاومة وحلفائه الدوليين، الذي استوى عوده للانتقال الى عصر الانصارات بعد ان ولى زمن الهزائم في الذكرى المئوية الاولى لسايكس بيكوئ .  


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.