مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في اللقاء الأممي العشرين للأحزاب الشيوعية والعمالية المنعقد في العاصمة اليونانية أثينا24/11/2018

السبت 24/11/2018 م …




الأردن العربي –

الرفاق الأعزاء، تحية ثورية بولشفية،
بدايةً نتوجه بالشكر الجزيل للرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني على دعوة حزبنا الشيوعي الفلسطيني لهذا اللقاء الهام، وعلى تنظيم هذا اللقاء الاممي، ونثمن جهودهم في تنظيم فعاليات ونشاطات هذا اللقاء ونتمنى لهم مزيدا من التقدم والانتصار لحزبهم المجيد في كفاحه لبناء صرح الاشتراكية العلمية في بلدهم العظيم اليونان.
كما نعبر في هذه المناسبة عن تهانينا القلبية للرفاق الحزب الشيوعي اليوناني بمناسبة مرور 100عام على تأسيسه.
إن الطبقة العاملة هذه الأيام تعاني من القهر والعوز حيث انخفض مستوى المعيشة إلى ما دون خط الفقر، كما وتواجه الطبقة العاملة أشكالاً متعددة من الاضطهاد والاستغلال نتيجة التحولات الاقتصادية في العالم التي حدّت من انتاج البضائع المتعارف عليها في المجتمع الرأسمالي وحولته إلى انتاج خدماتي يلعب العامل دوراً ثانويا فيه. فالتقدم العلمي والتكنلوجي أطاح بمعادلة الإنتاج الرأسمالي ” نقد- بضاعة-نقد” مما أدى إلى تغيير في طرق تراكم الأرباح. كما أن التقدم العلمي والتكنلوجي الذي أسس للإنتاج الخدماتي في المجتمعات أدى إلى تناقص حجم الطبقة العاملة في هذه المجتمعات.
إن من أولى اهتمامات رأس المال هو زيادة تراكمه، وأما اهتمامه بالطبقة العاملة لا يتجاوز اهتمامه بالآلات في مصنعه والحفاظ على هذه الآلات فاعلة ومنتجة، وما القوى العاملة إلا جزءٌ مكمل لوسائل انتاجه التي تحتاج لصيانة دورية للحفاظ عليها قادرة على الإنتاج وعلى التكاثر لزيادة الطبقة العاملة وليبقى هناك جيش اطياطي كبير من العمال في خدمة الصناعة دائماً.
لذلك يجب العمل للإرتقاء بوضع الطبقة العاملة وعياً وفهماً وتنظيماً لدورها الطبقي. وهذه المسؤولية تقع على عاتق الأحزاب الشيوعية والعمالية، الطليعة الثورية للطبقة العاملة.
ففي بعض الدول انتزع العمال حقهم في الاضراب والاحتجاج والمطالبة بحقوقهم العادلة، وفي بلدان أخرى يقمع العمال في حال مطالبتهم بأدنى حق لهم. وتكشف البرجوازية المتحكمة بسلطة رأس المال والسلطة السياسية عن أنيابها في الكثير من البلدان وتضرب بيد من حديد ضد أي تحرك نقابي أو سياسي يقوم به العمال للمطالبة بحقوقهم. وعندما يحتدم الصراع إلى هذا الحد بين الطبقة العاملة وطبقة رأس المال المتحكمة بجميع مرافق الحياة يجب أن تكون الطبقة العاملة واعية ومنظمة ومنضبطة وقويه فكرياً وسياسياً وهذا ما يؤهلها للصمود في وجه مستغليهم ومجابهة نفوذ رأس المال والسلطة السياسية الداعمة لها. فالطبقة العاملة هي المنتجة للخيرات المادية في المجتمع ومنتجة القيمة الزائدة التي يقتنصها البرجوازي لإثراء نفسه وزيادة ثرائه ورأسماله وهي العنصر الأساسي في الإنتاج.
إن تحول المجتمع الرأسمالي الإنتاجي الذي ينتج السلعة للتبادل إلى مجتمع استهلاكي نظراً لتطور العلوم والتكنلوجيا قلل من استعمال اليد العاملة في الصناعة مما أدى إلى تناقص عدد العمال في المجتمعات الصناعية وزاد من نسب البطالة والبؤس والحرمان بينهم. فنجد الكثير من العمال في البلدان الصناعية وفي المدن الكبرى ينامون في الشوارع صيفا شتاءً لعدم وجود المسكن لهم ولعدم وجود ضمان اجتماعي وتأمين صحي.
لذلك يجب على الطبقة العاملة أن توحد جهودها وتتكاتف من أجل دحر الطبقة البرجوازية التي تستغلها، كما ويجب عليها تكوين نقابات عمالية تدافع عن مصالهم على أن تكون هذه الننقابات حقيقية وتعمل لمصلحة العمال وليست معينة وتعمل لصالح السلطة الحاكمة كما هو الحال في معظم دول العالم الثالث ومنها فلسطين المحتلة.
وإن دور الأحزاب الشيوعية هو دور طليعي في هذا النضال، حيث تقوم الأحزاب الشيوعية بقيادة نضال الطبقة العاملة من أجل تحقيق حقوقها ومطالبها العادلة، وتقود الطبقة العاملة إلى النصر ضد البرجوازية الوضيعة التي تستغلها. أما عندنا في فلسطين فالعمل النقابي معطل بسبب المحاصصة في تشكيل المؤسسات النقابية والتي تعمل كغطاء لصالح الكمبرادور الفلسطيني بدلاً من العمل لصالح حقوق وقضايا العمال العادلة والملحة، وبناءً على ما تقدم فإن الهمات الملحة أمام حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني والأحزاب العمالية الأخرى في فلسطين المحتلة، هو إعادة تشكيل نقابات عمالية حقيقة تدافع قولا وفعلا عن العمال وليس نقابات صفراء هدفها خدمة مصالح الكمبرادور الفلسطيني والتغطية على سياستهم العدائية ضد الطبقة العاملة في فلسطين المحتلة.
وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة تسليح الطبقة العاملة بالفكر الماركسي اللينيني وتثقفها لادارة دفة الصراع الطبقي لجعلها قادرة على النضال والكفاح للتصدي ولمواجهة سلطة رأس المال والبرجوازية للقضاء عليها وبناء مجتمع اشتراكي تنعم فيه البشرية بالعدالة وعدم استغلال الانسان لأخيه الانسان، وللوصول إلى هذه المرحلة لا بد من تكثيف نضال الطبقة وفي طليعتها الأحزاب الشيوعية “الماركسية اللينينية” وتنظيمها في أممية جديدة تضم جميع الأحزاب الشيوعية والعمالية “الماركسية اللينينية.
ومن المهام الملحة والأساسية لحزبنا أيضا مقاومة الاحتلال وذيوله من اتفاقيات مجحفة ومذلة، وتنظيم الطبقة العاملة لمواجهة البرجوازية الفلسطينية، وانشاء جبهة وطنية عريضة من كافة القوى الوطنية المعادية للاحتلال واتفاق أوسلو الذي كبل الشعب الفلسطيني بقيود زادته فقرا وعوزا.
الرفاق الاعزاء، من منطلق الروح الرفاقية، ووحدة الفكر والهدف فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني سنحاول بإيجاز أن نضع أمامكم ما تعرض ويتعرض له شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، هذه القضية التي هي جزء لا يتجزأ من قضايا العدل الإنساني، والتي هي تعبير مكثف عن وحشية احتلال نازي لأرضنا الفلسطينية (احتلال كولونيالي) والذي شكل على مدار العقود الماضية الانياب الدامية للوحش الامبريالي في قهر ونهب شعوب العالم، هذا الوحش الذي تُشكل دولة الكيان الصهيوني أداته التنفيذية بالمنطقة وواجب التصدي له والوقوف بوجهه هي مهمة كل أحرار العالم وبمقدمتهم الشيوعيين كرأس حربة في وجه الامبريالية العالمية وتغولها العالمي.

إن الإحتلال الصهيوني الذي يمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني يومياً والذي لم يكتفي بتشريد شعبنا وإحلال محله عصابة من المغتصبين، هذا الإحتلال الذي يمارس بما يملكه من إعلام. أكبر حملة تزوير للتاريخ وتضليل للعالم بما يدعيه من معاهدة سلام مع الفلسطينين، والحقيقة هي ان الادراة الأمريكية وربيبتها دولة الكيان الصهيوني قد وجدت شريكا فلسطينيا نمت مصالحه على حساب الدم الفلسطيني ومعاناة الشعب المشرد ليقبل بلعب دور الشريك الذليل لدولة الاحتلال ككمبرادور.
إن ما حدث مؤخرا في الكنيست الصهيوني من إصدار قانون القومية العنصري، الذي يعني يهودية الدولة هو تحول جذري في مسار القضية الفلسطينية يستوجب تحولاً جذرياً في السياسة الفلسطينية من كافة فصائل العمل الوطني والشعب الفلسطيني بأفراده وأطيافه وأماكن تواجده كافة، إن قانون يهودية الدولة الذي صدر مؤخرا وأصبح نافذ المفعول من جهة الاحتلال، يكشف عما حاولت الصهيونية أن تخفيه طيلة أكثر من مائة عام من تضليل للرأي العام العالمي، واتخذت كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لطمس الحقائق عن العالم وعن أهداف الصهيونية الأساسية الأمر الذي انطلى على أكثر دول العالم أو تغاضت عنه بعض الدول مسايرة لأمريكا واسرائيل، إلى أن أعلنت دولة الكيان وبكل صلف أنها دولة عنصرية تبقي أهل البلاد الأصلين غرباء وأجانب عن بلادهم وليس لهم أية حقوق كحقوق اليهودي القادم إلى البلاد قبل أسبوع واحد فقط.
إن هذا القانون يقرأ نفسه بنفسه ولا يحتاج الى ايضاح أو تغيير إنه عبارة عن دولة أبارتهايد عنصرية وإعلان أنها دولة لليهود فقط، وقد ترافق ذلك مع نقل السفارة الامريكية الى القدس تماشياً مع السياسة الامريكية الفاشية الجديدة، بل واستكمل بقرار قطع المساعدات المالية عن وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الانرو” وذلك لهدف واحد وحيد وهو تصفية القضية الفلسطينية من خلال ضرب أهم ثوابتها وهما قضية القدس واللاجئين وهو ما بات يعرف الآن بصفقة القرن.
الرفاق الأعزاء، إن حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني كان قد تنبأ منذ مدة طويلة بهذه الاجرءات والخطوات التعسفية بحق أبنا شعبنا على كامل فلسطين التاريخة، وهذا دفعه الى تغيير كبير في سياسته القديمة والقائمة على حل الدولتين، ففي مؤتمر حزبنا الذي عقد في شهر شباط من عام 2016 أقر حزبنا برنامجاً سياسياً جديداً متناسباً مع الاحداث والتطورات وهو العمل من أجل حل الدولة الديمقراطية الواحدة لكافة أبنائها. رفاقنا الأعزاء أن ما جرى ويجري على ساحه الأرض المحتلة في فلسطين قد جعل من المستحيل تحقيق حل الدولتين وباعتراف القيادات الصهيونية على مختلف مشاربها، فليس هناك سلطة بمعنى سلطة وليس هناك جغرافيا متواصلة لأرض فلسطينية وأصبح عدد المغتصبات والمغتصبين يهدد فعلياً الوجود الفلسطيني وليس للفلسطيني سلطة أو قرار على الأرض أو الجو أو المعابر، إنه إحتلال بأبخس الأثمان يعفي المحتل من دفع فاتورة احتلاله وجرائمه إنها سلطة السجين إنها سلطة إدارة مدنية رفضها شعبنا منذ عقود عادت بقوة الفعل الإمبريالي وتسلطها وتحكمها بالمنطقة العربية .
رفاقنا إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني رغم حاله الجزر الذي تمر به قضيتنا سنبقى متسلحين بإراده شعبنا الصابر متسلحين بعزيمة شعب يأبى الخنوع هذا الشعب الذي يجعل من أبسط شاب فيه يتسلح بسكين ليواجه قوة أعتى جيش صهيوني بالمنطقة
إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني أيها الرفاق نطالب من رفاقنا الشيوعيين الأحرار دعم ومساندة شعبنا وحزبنا في مهامه القادمة في نضاله الانساني، هذه المهام التي تتطلب جبهة اعلامية توازي كافة أشكال النضال المنتصبة أمام شعبنا في سبيل نيل حريته والقضاء على الحركة الصهيونية كفكر وممارسة وكيان لنحيا بأرضنا كل أرض فلسطين الواحدة الديمقراطية لكافة أبنائها .

عاشت الشيوعية
عاشت الأممية البروليتارية
رفاقكم في الحزب الشيوعي الفلسطيني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.