اليمنيون بين ابداع العالم ورقدة أهل الكهف! / احمد الشاوش
احمد الشاوش ( اليمن ) الأحد 25/11/2018 م …
كثيرة هي الاختراعات العظيمة والاكتشافات المذهلة والإنجازات الكبيرة التي حققها مئات من عباقرة ومبدعي ورواد دول الشرق والغرب في مجالات الفضاء والطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والانترنت والاتصالات والكهرباء بقلم / احمد الشاوش –
كثيرة هي الاختراعات العظيمة والاكتشافات المذهلة والإنجازات الكبيرة التي حققها مئات من عباقرة ومبدعي ورواد دول الشرق والغرب في مجالات الفضاء والطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والانترنت والاتصالات والكهرباء وشبكات الطرق ،، التي أدت الى ثورة علمية وقفزة نوعية قدمت خلالها خدمة جليلة للبشرية ماجعل أولئك المبرزين جديرين بالاحترام بعد ان ساهموا في رفد الحضارة الإنسانية وعظمة بلدانهم ، ورغم تلك القفزة إلا ان العرب والمسلمين في القرون السابقة أبدعوا في الطب والفلك والكيماء والفيزياء والحساب ، كالرازي ، وبن حيان والزهراوي، وابن الهيثم وابن سينا ، والجزري ، وبن فرناس ،،، بينما فضل اليمنيون رقدة اهل الكهف علمياً ، وان صحو من سباتهم انطلقوا الى ساحات المعارك العبثية والتاريخ خير شاهد .
ومن المذهل حقاً أننا نسمع في كل ثانية تسجيل مئات الاختراعات ، ونقرأ في كل دقيقة الإعلان عن كم هائل من الاختراعات والاكتشافات الفريدة التي تُسد عجزنا وترضي أذواقنا وتأسر ميولنا وتحقق رغباتنا وتجعلنا نحن العرب وفي مقدمتهم اليمنيين عالة على الشعوب المنتجة.
لقد استطاعت كوكبة من العلماء المبدعين عبر تاريخنا الإنساني اكتشاف “النار ” ، والكتابة واختراع القلم ، والبوصلة ، والكهرباء ، والمصباح ، والورق ، والمطبعة ، والتليفون ، والبارود والحاسوب ، والتلسكوب ، وسك النقود ، والاهتداء الى الساعة ، والقطار البخاري ، والسفينة وبناء برج باريس ، وبيزا بإيطاليا ، وتمثال الحرية بإمريكا ، والاهرامات بمصر ، وعمليات التحنيط ، وسور الصين العظيم ، واختراع الادوية ، والعقاقير والبنج وتحديد العامل الوراثي د ن ا ، واكتشاف الانسولين ، والسل ، والتهاب فيروس الكبد بي، والسرطان ، ولقاح داء الكلب ، والبسترة وصناعة الراديو ، والتلفزيون ، والصواريخ قصيرة وبعيدة المدى ، والطائرات النفاذة ، والطائرة بدون طيار ، والجاذبية الارضية ، وتفسير التفاعلات النووية ، واختراع النيترون والقنبلة الذرية والهيدروجينية ، والصعود الى القمر ، واطلاق الأقمار الاصطناعية ، واختراع القلب الصناعي ، ومكائن الخياطة ودينمو رفع الماء ، والألواح الشمسية ، والانترنت ومحرك قوقل وإقامة اول مزرعة في العالم على الشمس ومياه البحر في صحراء استراليا ،وتحويل الفضلات البشرية الى وقود ، وصناعة روبوت على شكل ثعبان ينزلق عبر الفم لأجراء العملية الجراحية ، وروبوت آخر يقوم بإجراء اول عملية للعيون في أكسفورد وابتكار بطارية نووية تعمل أكثر من 100 عام ، وابتكار أو شاحنة يمكن طيها ، وابتكار اول نانو في العالم ينقل الدواء داخل جسم الانسان وغيرها من الهواتف والسيارات والمكيفات والأجهزة الطبية والهندسية التي تعتبر قطرة في محيط الفكر الإنساني الخلاق.
وبينما مدارس ومعاهد وجامعات العالم تحتضن المبدعين والاذكياء منذ الطفولة وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم وميولهم وتهيئة الجو المناسب وتوفير متطلباتهم واطلاق العنان لأفكارهم وتكريمهم ، اذا بناء معشر اليمنيين نصادر طفولة أبنائنا واحلامهم ونقمع مواهبهم واذا أرسلنا أطفالنا الى المدارس الحكومية غاب المدرس المؤدلج منعدم الضمير تحت ايقاعات لا دراسة ولاتدريس حتى يسقط الرئيس سابقاً وتعلق الدراسة وتنعدم الكُتب ويبحث الفقير حالياً عن اللقمة والدفاتر والزي المدرسي في غياب الرواتب وقطع الارزاق والمناسبات والشعارات البراقة ، كما يجد الكتاب في السوق السوداء كالغاز المنزلي ويتسرب الطلاب الى الشوارع ويجدون ضالتهم في ساحات الانحراف او القتال.
بينما يتواصل مسلسل عدم الشعور بالمسؤولية لدى الجهات المختصة في عموم اليمن بالمبدعين دون تشجيع أوتقديم أي دعم مادي أوتقدير انساني ، إلا اذا تم إعادة صناعة وإنتاج وتسويق المبدع اليمني في الخارج ، وهي حالات فردية ونادرة كما حصل مع بعض المخترعين اليمنيين المشاركين في دول عربية وغربية واسيوية في مجالات التكنولوجيا والطب أو الذين شاركوا في مسابقات بعض القنوات الفضائية في مجال الغناء والشعر بينما يفوز ” الاغبياء” من المؤدلجين وأبناء المسؤولين وانسابهم ورؤوس الأموال بالمال والبنون وزينة الحياة الدنيا !!؟.
مازلنا معشر اليمنيين بحاجه ماسه الى الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والقانونية وايقاظ الضمير بدلاً من التسلح بثقافة الجهل والتجهيل المتعمد والفيد والثأر والانتقام ، وسنظل نفتقد الى القائد والمدرس والمعلم والأستاذ القدوة والعالم الجليل والسياسي الموزون والمثقف المتوازن والموظف الكفؤ والحزبي العاقل والجندي المنضبط والقاضي العادل والتاجر الصادق ،،، بينما العالم تجاوز الخرافات والاساطير وأساليب الغش والتدليس والتزييف والاحتكار.
وأخيراً .. بعد كل هذه المعارك والدماء والدمار والحقد والكراهية والانتقام والمستقبل المخيف لابد للكبار من إعادة التفكير في استحضار قيم التسامح والتعايش والمضي في السلام والشروع في بناء ” الدولة” اليمنية التي يعيش تحت سقفها الجميع بعيداً عن الجنون والسلاح والاستقواء بالخارج ، فهل من رجل رشيد؟
التعليقات مغلقة.