كيري وظريف يتفقان على رفع العقوبات… لافروف: التفاهم بمتناول اليد

 

الأردن العربي – البناء ( الأربعاء ) 1/7/2015 م …

الأيام السبعة المقبلة ستكون من أطول الأيام التي ستعرفها المنطقة، فقد صار واضحاً هذه المرة أنّ التمديد حتى السابع من تموز لإنجاز التفاهم النووي الإيراني هو التمديد الأخير، وأنّ النجاح في خلق تعقيدات تحول دون توقيعه في خلال سبعة أيام قد تنجح في جعله لا يعرف طريق التوقيع أبداً. وفي المقابل فإنّ ما بعد السابع من تموز سيكون غير ما قبله سواء وقع الاتفاق أم لم يوقع، فإنْ فشل المتفاوضون في بلوغ التفاهم وإعلانه، ستدخل المنطقة ومعها العالم في انعدام الوزن حيث تصبح كلّ الاحتمالات واردة، وحيث المواجهات المفتوحة ستصبح بلا سقوف ولا ضوابط، والقوى التي تتمنى وتدعو ليل نهار لفشل المفاوضات الدائرة في فيينا، والتي أعلنت أطرافها السبعة المضيّ في التفاوض حتى صناعة الاتفاق خلال سبعة أيام، ربما تعضّ أصابعها ندماً على سعيها وتمنياتها بالفشل للمفاوضات، لخطورة ما سيحدث، ودرجة الذعر الذي تعيشه من قدومه، أما نجاح المفاوضات فسيأخذ المنطقة ومعها العالم إلى مسار لا تزول فيه الخلافات بالتأكيد، لكنه مسار مسقوف بآليات التفاوض لترصيد نتائج الحروب الصغيرة التي لن تتحوّل إلى حروب كسر عظم، وستبقى القدرة على وقف تصاعدها تحت السيطرة مع بلوغها درجة الغليان.

في فيينا كلّ شيء يقول إنّ الأمور تسير نحو التفاهم، فالمنجز من الاتفاق يزيد على الـ95 في المئة من القضايا، وصياغة النصوص بلغت مراحلها النهائية، وحازت تواقيع أولية من المتفاوضين، والاجتماع الذي ضم ّوزيري خارجية أميركا جون كيري وإيران محمد جواد ظريف، ترك أجواء من الارتياح والتفاؤل بعد تسرّب معلومات عن حلحلة نهائية لقضية رفع العقوبات التي تعتبرها إيران مفتاح الوصول إلى التفاهم وتوقيعه، وفي المقابل فإنّ وزراء خارجية مجموعة السبعة سيتناوبون على الحضور للمواكبة والاطمئنان بحيث سيكون منهم ثلاثة أو أربعة على مدار أيام التفاوض حتى يوم الجمعة المقبل، حيث سيصلون جميعاً إلى فيينا لتولي الإشراف المباشر على حلحلة ما تبقى من نقاط عالقة ومنح الدفع اللازم لإنجاز التفاهم في الموعد هذه المرة. واستبعد المتفاوضون فرضية التمديد لشهر أو لثلاثة أسابيع أو حتى لأسبوعين أو عشرة أيام، ووجدوا الأيام السبعة كافية لإنهاء التفاهم. ولو كانت التقديرات تميل إلى التشاؤم أو إلى الشعور بحجم المصاعب، لكان التأجيل لشهر هو الخيار الطبيعي والمتوقع، طالما أنّ السلوك نحو المفاوضات محكوم من الجميع بعدم استسهال إعلان الفشل، فيصير منح الفرصة الأخيرة أعلى إمكانية ممكنة لاستباق إعلان الفشل أمراً طبيعياً.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اختصر المشهد بالقول إنّ التفاهم على الملف النووي بين إيران ودول الخمسة زائداً واحداً صار في متناول اليد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.