انتهاء الجفاء السياسي بين الاردن وسورية / د. محمد كامل القرعان

د. محمد كامل القرعان ( الأردن ) الإثنين 26/11/2018 م …



لن نقف عند رسمية او عدم رسمية الزيارة المباركة للوفد البرلماني برئاسة النائب عبد الكريم الدغمي للجمهورية العربية السورية، بقدر ما ساعدت بوضع حد (للجفاء السياسي والقطيعة الاقتصادية ” دامت لاكثر من اربعة سنوات بين الاردن وسوريا.

ولربما هذه المبادرة لجس نبض أوضاع ( سوريا العروبة) ، ليصار مستقبلا وفي الوقت القريب البناء عليها بعد عملية العبور إلى صورة أشمل واعم للمشهد السياسي المبني على تغيير المواقف وكذلك طمانة مزاج الرأي العام ؛ لأن هذا الأمر سيكون مهما لسد التكهنات والتحليلات الخاطئة المتوفرة والتي لاتعطي الصورة الحقيقية عن العلاقة الصحيحة بين الشقيقتين.
واعتقد أن هذه الزيارة للوفد مباركة من الدولة الأردنية وعلى المستويات كافة ، ما يعني أنه يمكن أن تكون مثل هذه الوفود جسورا مبدئية لإعادة الحوار والعلاقات الدبلوماسية والشعبية ومد جسور الثقة وتعزيزها ، كما حمل الوفد رسائل متبادلة بين الجانبين .
و بشرت هذه الزيارة في فتح صفحة جديدة من العلاقات الاخوية القائمة على الاحترام المتبادل واستئناف حركة التجارة و تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية.
أن عودة فتح المعابر بين البلدين حتما انعكس ايجابا على الحركة التجارية لا سيما خفض تكلفة التجارة والنقل البري ، إذ بلغ حجم التجارة بينهما قبل عام 2011 نحو مليار دولار سنوياً.
كما بددت الزيارة المخاوف من ملفات شغلت بال المواطن الاردني فيما يتعلق بقائمة المطلوبين بل وتبادر سوريا العربية لاطلاق سراح مواطنين اردنيين كانوا محتجزين لديها كبادرة حسن نوايا وتكريما للاردنيين وللوفد الضيف لديها.
كما ابدت القيادة السورية رغبتها الاكيدة لطي صفحة الماضي وما شابها من مساجلات وملاسنات سياسية فرضتها حالة الظروف انذاك.
أن سوريا كما الاردن بلدان عربيات شقيقان عرفا ببعدهم العروبي والانساني والسياسي العميق والثابتة تجاه كثير من ملفات المنقطة والقضايا الدولية ، وكان لهذه النوايا الطيبة باعادة توطيد العلاقات بينهما وترجمة هذه الرغبة في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بفتح معبر “جابر- نصيب” الحدودي ، بعد إغلاق دام 3 سنوات ليتدفق عبرها بعفوية مئات الاف الاردنيين معبرين عن تضامنهم ودعمهم وحبهم وشوقهم للشام واهل وعروبة وصمود الشام.
يعنينا في هذه الزيارة للبرلمانيين (لسوريا العروبة ) حقائق على ارض الواقع وكدليل على احترام سوريا وتقديرها للوفد استقبلوا بحفاوة كبيرة من الرئيس بشار الاسد شخصيا وعددًا من مسؤوليه.
ولن نخوض في موضوعات هامشية تفقد الزيارة قيمتها بقدر ما نتناول النتائج التي حققتها واهمها كسر الجمود بين الشقيقتين واماطة للثام عن الغموض وعدم الارتياح التي كانت سائدة بينهما ليبدي كل طرف وعلى اعلى المستويات رغبتها باستئنافها وعودة المياه الى مجاريها.
كما من الصعب ان تكون هنالك زيارة لوفد برلماني يمثل احد السلطات الثلاث دون المرور بالقنوات الدبلوماسية الرسمية للبلدين من خلال وزارة الخارجية.
وكان من عوامل نجاح وتوفيق هذه الزيارة باعتقادي باختيار عبد الكريم الدغمي الشخصية الوطنية الاردنية لما لها من باع طويل في العمل وخبرة وحنكة سياسية كما لها حضور وقامة عشائرية تحترم وتقدر في الوسط الاردني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.