جولة تطبيع خليجية وأول رئيس افريقي مسلم باسرائيل، فماذا بعد؟ / فادي عيد
فادي عيد ( مصر ) الثلاثاء 27/11/2018 م …
وفى صباح يوم الاحد الموافق 25 من نوفمبر الجاري وجدنا رئيس تشاد بجوار نتنياهو فى القدس المحتلة، ولسنا متعجبين من ذلك، ودعونا ندخل فى تحليل المشهد سريعا.
تشاد بحكم جغرافيتها بمنتصف دول الساحل والصحراء والبوابة الخلفية لليبيا باتت محط أنظار الجميع وهذا ليس أمر مفاجئ، فحتى توقيت تواجد وتحرك اللاعبين الإقليميين بها ذكرنا قبل أن يحدث.
اسرائيل تسعى من خلالها تثبيت الثقل فى افريقيا، والحضور فى ليبيا بعد سلسلة تحركات واجتماعات مشبوهة بمالطا وقبرص.
تركيا ستنقل من خلالها ارهابيين ادلب الذى لم تستطع شركة سادات (بلاك ووتر تركية) او الاستخبارات التركية دمجهم مع القوى الانكشارية للخليفة أردوغان الاول. (وهو أمر صرح به المتحدث بأسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري علنا أكثر من مرة)
لايفوتنا استغلال نتنياهو الامر وتصويره كمكسب سياسي امام الرأي العام الاسرائيلي بحضور رئيس دولة مسلم افريقي الى القدس المحتلة وليس بتل أبيب، بعد جولة تطبيع الخليج العلنية التى لم تتوقف عند سلطنة عمان، فالكل هناك متأزم، سواء بالمشرق أو بالمغرب، وعند الازمة لا يوجد باب للفرج غير تل أبيب.
وما هو منتظر من خروج ما كان بالكواليس بين الصهاينة وحكام ممالك الاقليم الى العلن سيكون أشد صدمة على العامة من قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس.
جدير بالذكر أن إدريس ديبي رئيس تشاد التقي بنتنياهو في القدس اليوم الأحد في أول زيارة يقوم بها رئيس البلد الأفريقي المسلم لإسرائيل منذ قطع العلاقات الثنائية بين البلدين عام 1972.
وقد ركزت الزيارة على الأمن، مضيفا أن إسرائيل أمدت جيش تشاد بالسلاح والعتاد هذا العام لمساعدته في محاربة متمردين في الشمال.
وقال مكتب نتنياهو في بيان “إنها أول زيارة يقوم بها رئيس تشادي لإسرائيل منذ تأسيس الدولة (إسرائيل). وتأتي بعد الكثير من الجهود الدبلوماسية بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو في السنوات القليلة الماضية”.
وتحرص حكومة نتنياهو على التواصل مع أفريقيا حيث ما زالت بعض البلدان الأفريقية تبقي على مسافة بينها وبين إسرائيل منذ احتلال أراض فلسطينية في حرب عام 1967.
وفي يوليوز 2016، استضاف ديبي في تشاد دوري جولد الذي كان مديرا لوزارة الخارجية الإسرائيلية حيث أجريا مباحثات بشأن تحسين العلاقات الثنائية.
وقال جولد للإذاعة الإسرائيلية اليوم الأحد إن مضيفيه في تشاد قالوا له إنهم قطعوا العلاقات مع إسرائيل قبل 44 عاما تحت ضغط من ليبيا وإن هذا السبب زال بالإطاحة بمعمر القذافي عام 2011
فادي عيد
الباحث والمحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط
التعليقات مغلقة.