مابعد هجوم حلب الكيماوي … أين المجتمع الدولي وماذا عن معركة ادلب !؟ / هشام الهبيشان




 دام برس : دام برس | نتنياهو في سلطنة عُمان .... لماذا الآن وأين المفاجأة ؟
هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 27/11/2018 م …
تزامناً مع الضجة العالمية “المفتعلة “ مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي والتي رافقت  الاستعدادات للمعركة الكبرى للجيش العربي السوري والحلفاء لتحرير محافظة ادلب ومحيطها ،والتي ترافقت مع  أعلان بعض الأنظمة الغربية والشريكة بمؤامرة الحرب على سورية سعيها عسكرياً لفرملة هذه العمليات للجيش تحت غطاء الملف الانساني،وهنا وربطاً مع ماجرى في حلب مؤخراً من اعتداء المجاميع الإرهابية على المناطق الأمنة غرب حلب بالقذائف المحملة بالغازات الكيماوية السامة ، وهنا يبدو بشكل واضح وصريح ان المجتمع الدولي بمجموعه يتعامى عن حقائق مايجري بداخل سورية ،فهو يتباكى على معانأة السوريين الذين هجرتهم العصابات الإرهابية المدعومة من قبل محور التأمر على سورية ويتعامى بذات الوقت عن رؤية مشاهد سقوط  عشرات الاصابات نصفهم من الأطفال بالداخل السوري،وهم حصيلة سقوط قذائف  تحمل غازات سامة اطلقتها المجاميع الإرهابية على المناطق الأمنة غرب حلب.
 
 
 
 
وهنا ، علينا أن نقرّ جميعاً وبعيداً عن الحشود الدولية ،الساعية لفرملة عمل الجيش العربي السوري وحلفائه على الارض السورية ، وليس بعيداً عن خطط المتأمرين ، أن القوى الاقليمية والدولية وخصوصاً تركيا، قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لأهدافها واستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل  اركانها، وما هذا التطور “الذي جرى غرب حلب ” إلا جزء من فصول سابقة، عملت عليها الاستخبارات الغربية منذ سنوات عدة، فهي عملت على أنشاء وتغذية وتنظيم صفوف المجاميع المسلحة المعارضة للدولة السورية وخصوصاً بشمال وشمال غربي وشمال شرقي سورية، وقد كانت الحدود التركية المحاذية للحدود السورية شمالاً، هي المنفذ الوحيد لمقاتلي هذه المجاميع، فهذه الحدود المحاذية للحدود السورية كانت وما زالت المنفذ الأكبر لتجميع وتنظيم صفوف هذه المجاميع المسلحة على اختلاف مسمياتها في سورية، وكل ذلك كان يتم بدعم استخباراتي ولوجستي أميركي – تركي.
 
 
 
ما وراء الكواليس لما جرى بحلب ،يظهر ان هناك مشروعاً  قد أقر،يستهدف القيام بدعم المجاميع المسلحة بسورية  “النصرة ومن معها ” وتسليحها باسلحة نوعية  ومحرمة دولياً ،خوفاً من انهيارها بشكل كامل بعموم مناطق الشمال السوري ، والدليل على ذلك هو تأكيد الإعلام الغربي  انه تم  رفع الحظر عن توريد السلاح لهذه المجاميع المسلحة من قبل الجانب الأمريكي ، وهذا يدلل عن أن هذه القوى الدولية والاقليمية  لم تسلم للأن بعقم الحرب على الدولة السورية ،وهنا من الواضح أن هذ الموقف التركي – الأمريكي ، يدعمه ويلتقي معه  موقف فرنسا وبريطانيا، والكثير من ساسة وجنرالات الكيان الصهيوني ،ومن الواضح مؤخراً أن تركيا بدأت تناور مجدداً بورقة الشمال السوري، وخصوصاً بعد اتضاح حقيقة أن اتفاق سوتشي  الروسي – التركي ، يعيش فترة احتضار ما قبل الوفاة والنعي الرسمي ،وتأكيد قرب العودة للحسم الميداني العسكري من قبل جميع الاطراف .
 
 
 
اليوم، وتزامناً مع الحديث عن قرب فتح معركة تحرير ادلب ، هناك معلومات موثقة تقول إنّ ادلب ومحيطها من ارياف حماه الشمالية الغربية واللاذقية الشمالية الشرقية وحلب الجنوبية الغربية ،تحوي على الأقل مئة الف مسلح سوري وغير سوري بين إرهابي “ومعتدل “حسب التصنيف – الأمريكي – التركي “وتشير إلى أنّ هناك ومن أصل المئة الف ما بين 11 و15 ألف إرهابي عابر للقارات موجودون في ادلب “داعش” و”النصرة”، أو في صفوف ما يُسمّى تركياً بـ “قوات المعارضة السورية”، وتفيد المعلومات عينها، بأنّ هناك حوالي 40 ألف مسلح سوري كانوا يقاتلون الجيش العربي السوري في مناطق سورية عدة ،ورفضوا مشاريع المصالحات وقرروا الذهاب لادلب ، وهؤلاء عبارة عن أدوات في أيدي أجهزة استخبارات الدول الشريكة في المؤامرة على سورية، وهنا يعلم الكثير من المتابعين أن هناك حوالي 12 جهاز استخباراتي غربي وعربي وإقليمي يعمل اليوم داخل “ادلب “.
 
 
 
وهنا ، نقرأ بوضوح مدى ارتباط المجاميع المسلحة “الإرهابية ” في ادلب ومحيطها مع الجانب التركي الذي أصبح ممراً ومقراً لهذه المجاميع، وهذا ما يظهر في شكل واضح أرتباط الأجندات التركية بالمنطقة مع أجندات هذه المنظمات المسلحة  المدعومة هي الأخرى من دول وكيانات ومنظمات هدفها الأول والأخير هو ضرب وحدة سورية الجغرافية والديمغرافية خدمة للمشروع المستقبلي الصهيو- اميركي بالمنطقة، وهو ما يظهر حقيقة التفاهم المشترك لكل هذه المنظمات وبين هذه الدول والكيانات لرؤية كل طرف منها للواقع المستقبلي لسورية ، وبالأخص للحرب «الغامضة» التي تدعي أميركا وبعض حلفائها بالمنطقة أنهم يقومون بها لضرب تمدد الفكر الإرهابي في العالم والمنطقة العربية على الخصوص .
 
 
 
 
ختاماً ،وهنا بالتحديد يعلم اغلب المطلعين على خفايا مادار ومازال يدور ويخطط لادلب،بأنّ المعركة المقبلة للجيش العربي السوري في ادلب ،لن تكون فقط معركة مع مجموعات إرهابية عابرة للقارات، بقدر ما ستكون ، معركة مع نظام عالمي جديد يُرسم للمنطقة، وينسج خيوط مؤامرته في سورية ليعلن عن قيامه بقيادة قوى الإمبريالية العالمية والماسونية اليهودية الصهيونية، وهذه المؤامرة تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكلّ ما يجري في سورية، وهي الأهداف المرسومة التي تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود، إلا أنّ الجيش العربي السوري وذهابه نحو الصدام المباشر مع هذا المشروع ، كسر كلّ الرهانات الغربية والإقليمية والعربية، فالجيش العربي السوري حقق إنجازات كبيرة وهائلة في الميدان أذهلت العالم وغيّرت سياسات ورسمت معادلات جديدة، لا يستطيع أحد القفز فوقها، والأهمّ من ذلك كله هو تلاحم الشعب والجيش والقيادة السياسية في معركة ضارية قادتها وموّلتها ورعتها تسعون دولة في العالم، لكنّ إرادة الشعب السوري المتمسّك بأرضه والمؤمن بقضيته والمتفهّم حقيقة وطبيعة المؤامرة، أبعاداً وخلفيات، أفشل خطط الأعداء وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام.
 
 
 
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.