رعب في الدولة العبرية من حزب الله / زهير اندراوس
زهير أندراوس ( فلسطين ) الجمعة 30/11/2018 م …
عاصفة بكيان الاحتلال: لأوّل مرّةٍ يُقّر قائد الجبهة الداخليّة بقوّة حزب الله وقُدرته على إصابة كلّ بقعةٍ بإسرائيل بصواريخ ذات دقّةٍ عاليّةٍ وـ1500 صاروخ كلّ يومٍ ويُحذّر “ما كان لن يكون”
يقول المثل العربيّ العاميّ “خذوا أسرارهم من صغارهم”، ولكن يبدون أنّ الخوف والهلع والتوجّس من قوّة وترسانة حزب الله اللبنانيّ، أفقدت المثل العربيّ من معناه ليتحوّل إلى “خذوا أسرارهم من كبارهم”، وهذا ما حدث فعلاً مع قائد الجبهة الداخليّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال تامير يدعي، الذي ألقى خطابًا عن ترسانة حزب الله ودقّة إصابتها وتغطية صواريخ الحزب لكلّ بُقعةٍ في كيان الاحتلال، الأمر الذي أثار عاصفةً سياسيّةً وأمنيّةً في إسرائيل على حدٍّ سواء، الأمر الذي دفع الناطِق بلسان الجيش الإسرائيليّ إلى إصدار بيانٍ رسميٍّ يزعم فيه أنّ الجنرال يدعي لم يقصد ما قاله في المؤتمر أمام الكاميرات والإعلاميين، الذين تواجدوا في القاعة خلال الإدلاء بأقواله، ومن الجدير بالذكر أنّ الجنرال يدعي شارك في مؤتمرٍ لرؤساء السلطات المحليّة في الدولة العبريّة، والذي كان تحت عنوان كيفية التصرّف والتحضير لحالات الطوارئ.
وبحسب وسائل الإعلام العبريّة، الصادِرة اليوم الخميس، فإنّ الجنرال يدعي قال في المؤتمر المذكور إنّه لا يوجد عاقِلان على اختلافٍ بأنّ التهديد على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة في الحرب القادِمة سيكون قاسيًا جدًا ويحمل في طيّاته تحدياتٍ جسامٍ، قال الجنرال يدعي في المؤتمر الذي عُقِد في مدينة عسقلان (أشكلون) جنوب الدولة العبريّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ العام القادِم 2019، سيكون مُعقّدًا ومُركبًّا ويحمل التحدّيات الخطيرة لإسرائيل، مُضيفًا، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّه إلى جانب القدرات التي تعرفها إسرائيل عن العدوّ من الماضي، يوجد اليوم واقعًا جيوـ إستراتيجيًا جديدًا، والذي يضع أمام كيان الاحتلال تحدّياتٍ وتهديداتٍ جديدةٍ، مُشيرًا أيضًا إلى أنّه لا يقصد الأسلحة المعروفة، إنمّا القدرة لدى حزب الله على إطلاقها باتجاه العمق الإسرائيليّ بشكلٍ مُكثّفٍ، مُشدّدًا على أنّ منطقة الشرق الأوسط تغيّرت بشكلٍ كبيرٍ وما كان لم يعُد موجودًا، على حدّ تعبيره.
وحذّر قائد الجبهة الداخليّة في جيش الاحتلال أيضًا من أنّ هناك إمكانيّةً أنْ تضطّر إسرائيل إلى خوض حربٍ في الشمال ضدّ حزب الله، وفي الجنوب ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في آنٍ واحدٍ، كاشفًا النقاب عن أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تملك معلوماتٍ عن تنسيقٍ بين حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في غزّة، طبقًا لأقواله.
وللتدليل على عُمق المأزق الإسرائيليّ كانت الجملة التي أطلقها وأثارت العاصفة في إسرائيل: في الحرب القادِمة، قال الجنرال يدعي، لن يكون وضعًا كما كان في السابِق، في الشمال وفي الجنوب يُحارِبون، وفي منطقة تل أبيب يحتسون القهوة، على حدّ وصفه.
على صلةٍ بما سلف، قال مُراسِل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّه لا يفهم لماذا هذه الضجّة، لقد قال الجنرال الحقيقة، وحاوَل أنْ يُخفّف من القادِم، والقادِم أعظم، على حدّ تعبيره، لافتًا إلى أنّه إذا كانت هناك انتقادات على طريقة الإعلام، فإنّه يجب توجيهها إلى القائد العّام للجيش وإلى وزير الأمن ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لأنّها يمتنِعان عن التحدّث للجمهور الإسرائيليّ وإبلاغه بخطورة الوضع، بحسب تعبيره.
وتابع المُراسِل، المُرتبِط بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، تابع نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في الأجهزة الأمنيّة إنّ تعاظم قوّة حزب الله الكميّة ليست هي المُعضِلة التي تُعاني منها إسرائيل، ولا الحديث عن امتلاك الحزب أكثر من 150 ألف صاروخٍ وقذيفةٍ، وليس عن أنّه في حرب لبنان الثانيّة، التي استمرّت 33 يومً أطلق 4500 قذيفة وصاروخًا باتجاه عمق الدولة العبريّة، أنمّا الخطر يكمن في أنّ الصواريخ التي يملكها حزب الله، والقادِر على إطلاق 1500 صاروخًا وقذيفةً على مدار الأيّام الأربعة الأولى من حرب “لبنان الثالِثة”، وبعد ذلك سيستمّر في إطلاق 1200 قذيفةً وصاروخًا كلّ يومٍ، ولمدّياتٍ مُختلفةٍ، مُشدّدًا وفق المصادر عينها على أنّ كلّ بُقعةٍ في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ حزب الله، إذا قرر الحزب تفعيل كلّ قوّته العسكريّة، أيْ بكلماتٍ أخرى، أضافت المصادر، فإنّ هذه الكمية التي ستُطلَق على العُمق الإسرائيليّ تفوق عدد جميع الصواريخ التي تمّ إطلاقها باتجاه الدولة العبريّة منذ إقامتها في العام 1948، أكّدت المصادر.
وكشفت المصادر ذاتها النقاب عن أنّ الحديث لا يجري عن قذائف تحمل رؤوسًا مُتفجرّةً بزنة 20 كغم، كالتي أطلقتها المٌقاومة الفلسطينيّة على بئر السبع في الـ17 من شهر تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي، بل عن صواريخ تحمل رؤوسًا متفجرّة ومُتطورّةً ومًتقدّمةً بزنة 200 كغم، وحتى 300 كغم، لا بلْ أكثر من ذلك، قالت المصادر الإسرائيليّة، ومُضيفةً أنّه لو عمِلت جميع منظومات الدفاع بشكلٍ ممتازٍ فإنّها لن تتمكّن من صدّ الهجوم الصاروخيّ لحزب الله، على حدّ قولها.
التعليقات مغلقة.