دلالات التهديد الإسرائيلي بإغتيال السيد نصر الله / احمد عادل

دام برس : دام برس | دلالات التهديد الإسرائيلي بإغتيال السيد نصر الله .. بقلم : احمد عادل



احمد عادل ( الجمعة ) 30/11/2018 م …
طالب مسئول عسكري إسرائيلي يكتب في مجلة تابعة للجيش الاسرائيلي بإغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، ليس عبر عملية جوية كما اغتالت اسرائيل السيد عباس الموسوي ، بل عبر وحدة كوماندوز اسرائيلية خاصة ، تقتحم مقر اقامة السيد نصر الله و تصفيه ، الكلام الاسرائيلي هذا يحمل في ظاهره تهديدا لكنه في باطنه يحمل اشياء اخري تدل علي بعض الامور التي ينبغي ذكرها
اسرائيل تعمل ليلا نهارا منذ هزيمتها في حرب تموز ٢٠٠٦ علي اغتيال السيد نصر الله ، هي تراه قائد صلب ، كاريزماتي ، هاديء ، بارد الاعصاب و يستطيع ان يلعب علي نقاط ضعف اسرائيل جيشا و مجتمعا ، لذلك هي تعمل علي تصفيته سواء اعلنت عن رغبتها في ذلك او لم تعلن ، هي تهدد بتصفيته كحرب نفسية ضد شخصه ، لانه ليس من المنطقي ان تكون اسرائيل تعمل كل يوم منذ عام ٢٠٠٦ علي اغتيال السيد نصر الله و فجأة تقول انه يجب اغتياله ، هي قالت يجب اغتياله عام ٢٠١٨ ، فهل هذا يعني انها لم تكن تريد اغتياله قبل ذلك ؟ بالطبع لا فهي تسعي لإغتياله كل يوم منذ عام ٢٠٠٦ ، لذلك من السذاجة ان نصدق التسريبات الاسرائيلية و نعتقد انها وضعت خطة لاغتيال نصر الله اخيرا ، هذا كلام غير دقيق لان خطة اغتياله موضوعة بالفعل منذ عام ٢٠٠٦ حتي لو لم تقل اسرائيل ذلك ، فهذا شيء بديهي ، انها تسعي للتخلص من زعيم الحزب الذي هزمها عام ٢٠٠٠ و دحرها عام ٢٠٠٦ ، و ساهم مع الدولة السورية في احباط المشروع الاسرائيلي الساعي لتقسيم سورية الذي بدأ عام ٢٠١١ لكن تم دحره
افيخاي درعي المتحدث الرسمي بإسم الجيش الاسرائيلي قال ان السيد نصر الله يهدد اسرائيل و هو مختبيء في سرداب ، كان هدف افيخاي درعي من هذا التصريح ، استفزاز السيد نصر الله ، لجعله يندفع و يخرج كثيرا في اماكن عامة ليثبت لاسرائيل انه ليس في سرداب ، فتقوم اسرائيل بتصفيته بسهولة ، لكن السيد يتمتع بهدوء و برودة اعصاب ، لم ينجح الكلام الاسرائيلي في استفزازه ، و رد عليه بأمرين ، الامر الاول قال في خطاب له انه لا يعيش في سرداب ، و الاسرائيليين يصدقون السيد حسن لأنه لم يعد بفعل شيء الا و فعله ، و الأمر الثاني و هو يدل علي تمرس حزب الله في الحرب النفسية ، تصوير نصر الله صورا كثيرة و هو يمارس حياته الطبيعية ، مرة و هو يحتضن حفيده ، مرة و هو يدون خطابه ، مرة و هو جالس في منزله باسما و مرة و هو يجتمع بجبران باسيل ، فحزب الله رد علي ادعاءات اسرائيل بشكل ذكي ، فقال علي لسان السيد انه لا يعيش في سرداب و اسرائيل تعلم انه صادق ، و نشر صور للسيد و هو يمارس حياته الطبيعية ، و الصور كانت تلقائية و ليست مفتعلة و هو ما اوصل رسالة حزب الله النفسية لإسرائيل بشكل فعال
لذلك فحزب الله هزم اسرائيل نفسيا و دعائيا في المعركة الحاصلة حول شخص الأمين العام السيد نصر الله ، اسرائيل فشلت في اجباره علي الظهور في اماكن عامة حتي تصفيه بسهولة ، و في نفس الوقت فشلت في تصوير شخصية السيد للمجتمع الإسرائيلي علي انه شخص جبان و مختبيء في سرداب ، فهم يعرفوا انه شجاع و اذا وعد بشيء فعله ، و لكن حزب الله قرر توجيه الضربة القاضية لإسرائيل في المعركة الدائرة بينهما حول شخص الامين العام ، عبر نشر صور كثيره له و هو يمارس حياته الطبيعية ، مما يدحض ادعاءات اسرائيل بانه مختبيء في سرداب ، و نتيجة لهزيمة اسرائيل في تلك الحرب النفسية امام حزب الله ، سادت حالة يأس في الاوساط الاسرائيلية نتيجة رسائل حزب الله النفسية الفعالة لهم فسربوا مقالات بضوء اخضر حكومي بلا شك ، تدعو لإغتيال نصر الله و كأن اسرائيل لم تكن راغبة في اغتياله و بدأت للتو تخطط لإغتياله ، و هي مناورة اعلامية اسرائيلية هدفها التقليل من خسارة اسرائيل الحرب النفسية امام حزب الله
فالخلاصة ان اسرائيل شنت حرب نفسية علي شخص الامين العام لحزب الله ، فشلت تلك الحرب بسبب برودة اعصاب قيادة الحزب و قدرتها علي توجيه رسائل نفسية فعالة للمجتمع الاسرائيلي ، تجعله يدرك كذب قيادته السياسية و العسكرية ، فارادت اسرائيل الخروج اعلاميا من هذا المأزق عبر الدعوة لفعل شيء و كأنه شيء جديد و هو اغتيال السيد نصر الله رغم انها تعمل علي ذلك ليلا نهارا منذ عام ٢٠٠٦ !

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.