باريس مشتعلة ودمشق آمنة / حسين سليمان
حسين سليمان ( سورية ) الأحد 2/12/2018 م …
قام ما يسمى بأصحاب السترات الصفراء بالتظاهر في باريس وكان أمام أعينهم:
1- أن يلتقوا بالرئيس الفرنسي ماكرون.
2- أن يأخذوا منه وعدا لتفهم مشاعرهم والظروف التي يعيشونها.
3- أن يتعهد حل المشاكل التي يعانون بها.
حسين سليمان
ولكنهم لم يجدوا من يسمعهم أو يجتمع بهم، فخرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بأبسط الحقوق، وهي التراجع عن قرار رفع الوقود.
واستمرت المظاهرات اسبوعا كاملا وما زالت مستمرة وحدثت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الفرنسي، حيث أطلقت الأخيرة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، واعتقلت عدد من المتظاهرين أصحاب السترات الصفراء، ووصل عددهم إلى / 152/ معتقل.
كما حدثت إصابات نتيجة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الفرنسية.
ماكرون موجود بالأرجنتين لاستكمال أعمال قمة العشرين ضاربا بعرض الحائط المطالب الشعبية التي تقترب من الشانزليزيه في باريس.
حيث وصفت الحكومة الفرنسية المتظاهرين السلميين بأنهم مندسون ومخربون، ولم يصفوا من حمل السلاح لزعزعة استقرار سوريا وضرب وحدتها بالمندسين أو المخربين بل وصفوهم بالثوار، أي وصفوا الدواعش وجبهة النصرة الإرهابية وغيرهم من المجموعات الإرهابية بالسلميين، ولم يكتفوا بالوصف بل دعموهم ماديا وعسكريا.
وصدق المثل القائل انقلب السحر على الساحر فهذه عي باريس تشتعل ودمشق آمنة، تستطيع أن تذهب لأي مكان بدمشق وبأي وقت تريد بدون أي قلق أو خوف، وهذه هي باريس مشتعلة بالنيران نتيجة تعامل الحكومة الفرنسية مع المحتجين السلميين.
هذه هي فرنسا دولة القانون المزعومة، ودولة الحريات وحقوق الانسان المسلوبة، انظروا كيف تتعامل الحكومة الفرنسية بعنف مع المحتجين، وتظهر وجهها الحقيقي الدموي الذي كانت تمارسه أيام الاستعمار للدول العربية.
يجب على الحكومة الفرنسية أن تتصالح مع شعبها، وأن تركز على الداخل الفرنسي أكثر من الخارج، يجب أن تساهم بزيادة دخل مواطنيها ، خير لها من أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى، والمبالغ الطائلة التي تنفق لإحداث الفوضى في الدول الأخرى هي من حق المواطن الفرنسي.
وفي ختام مقالتي أقول للحكومة الفرنسية أن يستمعوا لمطالب شعبهم، وأن يكون المواطن الفرنسي الأولية للحكومة، وأهم نصيحة هي التخلي عن النظرة الاستعمارية والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
التعليقات مغلقة.