دروس مع الأطباء / ذوقان عبيدات

ذوقان عبيدات ( الأردن ) الأربعاء 5/12/2018 م …



في اجتماع حاشد دعا له د. صلاح الطويل في مزرعته، ضم عدداً كبيراً من الأطباء، ممنّ تعلموا في المدرسة من معلمْين حاضرْين، ويهمني أن أكتب انطباعاتي عن هذا اللقاء:
1- يشعر الأطباء بامتنان إلى معلميهم في المدرسة، فالمعلم ما زال صاحب مكانة ويحظى باحترام.
2- عبّر الأطباء عن إعجابهم بالمعلم- حين يعلمهم الكرامة وحرية الفكر، وحين يوظف مادته لتطوير مهارات التفكير والمهارات الحياتية، هذا ما وصفوا به معلمهم أحمد جردات قبل خمسين عاماً!!!
فالمعلم لا يحظى بالتقدير لأنه معلم، بل لتأثيره على شخصية المتعلم، ومن حرصه على استخلاص إبداعاته ومناهج تفكيره.
3- الأطباء- وهذا ما فاجأني- لم يتحدثوا بالسياسة، ولم يتحدثوا بالطب إطلاقاً، بل ناقشوا قضايا مهمة، مثل المسؤولية الاجتماعية لصاحب المهنة، ومحاربة الفقر، وتطوير الحياة الإنسانية، وتراوحت أحاديثهم بين اللغة العربية ومدلول ألفاظها، وبين مناهج التعليم، وأهمية العناية بها وتطويرها، وعن دور الفلاح وأهمية الحقوق.
4- استمتع الحضور ببعض شعر غزلي مما يعكس اهتمام الطبيب بالجمال والذوق والأدب.
5- لم تأخذ الذكريات حيزاً واسعاً لدى الأطباء ومعلميهم، بل سرعان ما انتقلوا إلى الحاضر والمستقبل، ولم يبق معهم من الماضي إلاّ شخصية المعلم وفكره وتأثيره، والتمنيات بإعادة دعم المعلمين.
هذه انطباعاتي عن هذا اللقاء –الذي كان ممتعاً لي-، كنت أعتقد أن الأطباء تطبيقيون، بمعنى أنهم يطبقون المعرفة العلمية التي درسوها في الجامعة، وهذا ما أكده المفكر حسن حنفي في مؤتمر قادته جمعية النهضة العربية قبل شهرين، رداً على سؤالي: لماذا تنتشر الداعشية بين صفوف الأطباء؟ أجاب:
الأطباء تطبيقيون لا مبدعون! وحينها فسرّت الأمر على النحو الآتي:
الأطباء هم طلبة متفوقون كرسوا كل وقتهم للدراسة والكتاب، وحين تخرجوا كرسوا وقتهم لتطبيق ما تعلموا !! وبذلك لم يتح لهم وقت للثقافة والتحدث بغير الطب!! وهكذا تم استهواؤهم داعشياً لأنهم غير مثقفين وغير قادرين على التفكير خارج الطب!!.
جلسة د. صلاح الطويل كانت بالنسبة لي جلسة تعلم من طلابي شكراً د. صلاح !! كنت مميزاً! فتفسيري للأطباء لم يكن دقيقاً.

نعم! من اجتمعت معهم أمس كانوا مثقفين!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.