أهم الأحداث والتطورات في سورية لهذا اليوم الجمعة 3/7/2015 م

 

الأردن العربي – دام برس ( الجمعة ) 3/7/2015 م …

نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية لهذا اليوم الجمعة 3 – 7 – 2015  م…

  الحسكة : وحدة من الجيش والقوات المسلحة تدمر أوكاراً وآليات لإرهابيي داعش في الليلية ‫بالحسكة وتقضي على عدد منهم.

مدينة حلب : تتعرض لهجوم واسع تقوده جبهة النصرة، وحدود سوريا الشمالية تشهد حشودا تركية غير مسبوقة، فيما تنفي أنقرة وجود خطط فورية لتدخل عسكري.

    تركيا تحشد وأوغلو يطمئن

قتل وجرح العشرات في سقوط أكثر من 400 قذيفة الخميس 2 يوليو/تموز على أحياء في مدينة حلب السورية في هجوم واسع شنته جبهة النصرة وفصائل أخرى بهدف السيطرة الكاملة على المدينة.

وأفاد نشطاء المعارضة السورية بتواصل القتال العنيف بين مسلحي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وفصائل أخرى متحالفة معها من جهة، وقوات الجيش السوري من جهة أخرى في حي جمعية الزهراء ومحاور الليرمون وشيحان ومحور القلعة في حلب القديمة، ومحور البحوث العلمية في حلب الجديدة.

وأشار النشطاء إلى مشاركة السلاح الجوي السوري في العمليات العسكرية في المنطقة، وإلى وقوع المزيد من الخسائر البشرية من الجانبين.

وأعلنت الفصائل المشاركة في الهجوم والمعروفة بتشددها في بيان أنها تسعى إلى “تحرير مدينة حلب” وضمان خضوعها لحكم الشريعة.

ويسيطر مسلحو المعارضة السورية على المناطق الشرقية من مدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، تقابلها قوات الجيش في المناطق الغربية من المدينة، وكانت دارت أولى المواجهات بين الطرفين حول المدينة صيف عام 2012.

وكان الجيش السوري قد صد في نهاية الشهر الماضي هجوما واسعا أطلق عليه اسم “عاصفة الجنوب” شنته جبهة النصرة وفصائل أخرى للسيطرة على مدينة درعا جنوب البلاد وتمكن من القضاء على كثيرين من قيادات المعارضة في تلك المنطقة.

حشود تركية غير مسبوقة على الحدود مع سوريا

وتزامن هجوم جبهة النصرة وحلفائها على مدينة حلب مع مواصلة تركيا بصورة غير مسبوقة حشد قواتها على الحدود مع سوريا، وتصريح رئيس حكومتها أحمد داود أوغلو بعدم وجود خطط فورية للتدخل العسكري في الجارة الجنوبية.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية ومسؤولين أتراك أن أنقرة نشرت قوات إضافية بينها قوات خاصة وعتاد على امتداد قسم من حدودها مع سوريا.

وصرّح داود أوغلو للقناة السابعة التركية الخميس 2 يوليو/تموز قائلا: “صحيح أننا اتخذنا إجراءات لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك اذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي”، مستدركا “يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدا أو في المستقبل القريب”.

وأضاف داود أوغلو “إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل أحادي الجانب في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر”، وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن خطط جارية لعملية عسكرية وشيكة عبر الحدود.

واتهم رئيس الوزراء التركي الأسد بالتعاون مع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مهاجمة المعارضة المعتدلة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن المواطنين السوريين لن يحصلوا على إمدادات من الطعام والدواء إذا تسبب القتال في تقسيم المدينة، محذرا من أن القتال هناك سيؤدي إلى تدفق جماعي للاجئين إلى بلاده.

الأكراد يستعيدون مناطق في تل ابيض وكوباني

وفي الجانب الآخر من الحدود التركية، تمكنت وحدات الحماية الكردية من استعادة قريتين في ريف تل أبيض من تنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما قتل 10 من مسلحي هذا التنظيم المتطرف في اشتباكات دارت بين الطرفين في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب “كوباني”، حسب نشطاء المعارضة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت مؤخرا أن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة لإقامة منطقة عازلة في سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن “البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي، لا ترى ضرورة لفرض منطقة آمنة في سوريا حاليا”، مضيفا أن “هناك صعوبات كبيرة في فرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة”.

يُذكر أن تحالفا دوليا تشارك فيه دول عربية وتقوده الولايات المتحدة يشن منذ العام الماضي ضربات جوية ضد مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.

الزبداني: غارات عنيفة من الطيران الحربي و المروحي في الساعات الأولى من ‫‏معركة تحرير الزبداني ضمن التمهيد الناري للمعركة و قد أفيد عن 22 غارة بالطيران المروحي تم بموجبها ضرب أكثر من 50 قنبلة FAB على تحصينات و مواقع الإرهابيين كمان شن الطيران الحربي 10 غارات أدت إلى تدمير العديد مراكز الإتصالات و التحكم إضافة إلى مخزن سلاح كبير.

لا صحة للأنباء التي تبثها صفحات و مواقع معارضة عن سيطرة مسلحيها على حاجز الشلاح شرق مدينة الزبداني و الاشتباكات مستمرة منذ ساعات.

عرف من بين قتلى المجموعات المسلحة حتى الساعة :

– محمد عبد الجليل خيطو

– حسن عوكر أبو عبدالله

– حسن محمود عواد شمو

حمص:وحدات من قواتنا المسلحة تقضي على العشرات من الإرهابيين وتدمر عدة آليات لهم في مدينة تدمر والمشيرفة القبلية والمشيرفة الشمالية والرستن وهبرة الغربية.

ترحيل 1.5 مليون م3 من الأنقاض في مدينة حمص

بدأ العمل على ترحيل الأنقاض من الوسط التجاري لمدينة حمص منذ العشرين من أيار الماضي وبشكل خاص من الأسواق المتضررة مثل الناعورة، الجندي والأسواق الأثرية، بالتنسيق والتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

وغرفة التجارة بحمص ومجلس المدينة ودائرة الآثار وبعض الجمعيات الأهلية بالمدينة كما يتضمن المشروع إجراء الصيانة الأولية لـ 650 محلاً تجارياً ضمن هذه الأسواق هذا ما ذكره مدير التعاون الدولي في محافظة حمص عدنان الناعسة.

وفي الجانب المقابل سبق لمجلس مدينة حمص خلال العام الماضي إبرام عقود لمدة مئة يوم مع بعض الشركات الإنشائية لترحيل 200 ألف م3 من أنقاض أحياء مركز المدينة حيث تقدر هذه الأنقاض بأكثر من مليون ونصف المليون م3 كما وأبرم المجلس خلال العام الحالي ملاحق عقود مع هذه الشركات لترحيل 150 ألف م3 من الأنقاض وقد وصلت نسبة الترحيل حالياً إلى 60% ومن جهة أخرى أقامت غرفة تجارة حمص مهرجاناً للتسوق تحت شعار (رمضان كريم والعيد يجمعنا) يستمر لما بعد عيد الفطر كما تم إقامة 61 ركناً تجارياً في سوق الدبلان بهدف تفعيل العجلة الاقتصادية في أسواق مركز المدينة.

درعا : وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على أعداد من الارهابيين وتدمر أسلحة وعتادا كان بحوزتهم في درعا البلد وعتمان وطفس.

حلب : وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على أكثر من مئة ارهابي وتدمر لهم أربع عشرة آلية في حليصة والجبول وعين الحنش ودير حافر ومسكنة وطريق الكاستيلو وتل علم وتل التركس ومستودع ذخيرة في البريج .

إدلب : سلاح الجو يقضي على عشرات الارهابيين ويدمر العديد من آلياتهم في عدة ضربات جوية على أوكارهم وتجمعاتهم في أبو الضهور ومحيطها والحميدية والمجاص واحسم.

حلب: مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة خلال عملية دقيقة ضد أوكارهم في أحياء صلاح الدين والسكري والصالحين وباب الحديد.

الحسكة : هدوء يسود المدينة بعد اشتباكات استمرت لمدة نصف ساعة . أثناء تصدي قواتنا المسلحة لمجموعة من إرهابيي “داعش” حاولت التسلل إلى محيط النشوة الشرقية وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل أكثر من 5 إرهابيين وإصابة آخرين وهروب من تبقى منهم.

حلب مساء أمس : 78 جريح و 8 شهداء من المدنيين بينهم أطفال جراء استهداف الإرهابيين الأحياء السكنية في مدينة حلب.

الشرطة الأندونيسية : مقتل ضابط شرطة أندونيسي أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية مؤكدة اختفاءه من مقر عمله منذ شباط الماضي.

ريف إدلب : وجه سلاح الجو في الجيش العربي السوري ضربات على تجمعات الإرهابيين في تل اللوز أسفرت عن القضاء على أعداد منهم وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم.

‏ وزارة الدفاع الأمريكية : مقتل القيادي التونسي في تنظيم داعش الإرهابي طارق بن الطهار العوني الحرزي في غارة لطيران التحالف في منطقة الشدادي في سورية .

وزارة الدفاع الأمريكية : الإرهابي  طارق بن الطهار هو المسؤول عن تسهيل مهمة انتقال المقاتلين الأجانب والمواد إلى سورية والعراق .. حيث قام الحرزي بشحن الأسلحة من ليبيا إلى داعش في سورية وتسهيل استخدام الهجمات الانتحارية والمتفجرات الخاصة بتفخيخ العربات والعبوات في الهجمات التي يشنها التنظيم.

بعد أن طبلوا وزمروا لـ ” فتح إدلب ” .. هذه حالهم اليوم

أكثر من ثلاثة أشهر مرّت على “تحرير” مدينة إدلب. المدينة التي عاشت 3 سنوات من الأمان، خلال الحرب المندلعة في سوريا، كان لها نصيبها، كغيرها من المدن السورية، من “الثورة” التي يتصدرها “جهاديون” يصعب على غالبيتهم، حتّى التحدّث باللغة العربية.

“المعارضون” ممن حملوا “حس الثورة”، كعادتهم، طبّلوا وزمّروا مع دخول “الفاتحين” إلى مدينتهم، كما طبّل وزمّر غيرهم مع دخول “الثورة” إلى مدنه .

ذات “المعارضين” الذين هللوا لقدوم “الجهاديين” تحت مسميات “الحرية والكرامة”، يتداولون اليوم بعضاً من ويلات تلك “الحرية”، التي وفدتهم بدعمٍ تركيٍّ سعوديٍّ مباشر.

لم يشهد التاريخ “ثورةً” ناصعة البياض، فدائماً هناك نقاطٌ سوداء وممارساتٌ خاطئة، تلوّث بياض تلك الثورة، إلّا أن “الثورة” التي شهدها أبناء إدلب، لم يكن لها مثيلٌ في سوادها، هذا ما تضمّنته طيّات أحاديث تناقلها “ناشطون معارضون” في معرض ذكرهم لبعض المنجزات، التي جرت خلال 3 أشهر.

“حربٌ ممنهجةٌ على مدينة إدلب لتدميرها من كل جوانب الحياة”، هذا ما وصفه بعض “الناشطين” لما تشهده المدينة، “حاضنات الأطفال من المشفى الوطني سُرقت، كذلك أجهزة خراطة المعادن وبعض أجهزة التعليم في الثانوية الصناعية ” يقول ناشطون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

وتابعوا ” نُقل جهاز التصوير الطبقي المحوري من المشفى الوطني لبيعه، وسرقت أجهزة تحليل زيت الزيتون من مكتب الزيتون ..”

وأضاف “الناشطون”: “آخر ما حرر كان إتخاذ قرار ببيع معمل الغزل بادلب وهو أكبر منشأة صناعية في المدينة يعمل به أكثر من 5000 عامل بمعنى أنه يقتات منه 70000 انسان في المدينة أصبحوا بلا دخل وبلا مأوى”، بحسب “الناشطين”.

وأوضح “الناشطون”، “بعد “تحرير” مدينة إدلب، شُكلت وبسرعة اللجنة الامنية ومن ثم لجنة الغنائم، ولتواكب سرعة التطورات. تم تشكيل لجنة الغنائم ايضا حيث بدأت تحصي الأموال العامة في كل من البنك المركزي والبنك التجاري والزراعي والصناعي وتوفير البريد والتسليف الشعبي والعقاري والبنوك الخاصة”.

وتابعوا، “اعتبرت الاموال العامة غنائم، ووزعت بين الفصائل، بفتاوٍ من مشايخ جاؤونا من خلف الحدود السورية ( مهاجرين ).. كانوا يجلسون دائما في غرف داخلية معزولة، بعيدا عن مرأى العامة، في رابطة المحاربين القدماء حيث لجنة الغنائم”.

يذكر أن يوم 28 آذار الماضي شهد دخول “الجهاديين” إلى مدينة إدلب، بعد معارك ضارية استمرت 4 أيام. فصائل عديدة، دخلت المدينة تحت مسمّى “جيش الفتح”، ذبحت ونكّلت بأهل المدينة، ورفعت الراية السوداء، لتعلن أن إدلب باتت “إمارةً” مرتقبةً ضمن أراضي سيطرة “القاعدة” في سوريا.

الخبر

…………………….

*المراهنون على معركة دمشق: إبليس لن يدخل الجنة

أحمد زين الدين

فجأة اندفعت في وقت واحد أخبار ومعلومات وتحليلات عن اندلاع معركة دمشق، وأنها صارت قاب قوسين أو أدنى.

مصدر هذه المعلومات والأخبار في لبنان كان إعلام “14 آذار”، الذي أخذ يضخ المعلومات في كل اتجاه، سواء في الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع التابع لهم، أو عبر ما يسمى مراسلون أو مخبرون إعلاميون من هذه الفصيلة.

أما السياسيون من هذه الجماعات فباشروا يُعدّون العدة لنتائج “الفتح المبين”، وتوزعوا على الشاشات والاجتماعات للتحضير لليوم الموعود، بينما الرسميون من هؤلاء من وزراء ونواب اعتبروا نتائج المعركة محسومة سلفاً، وبالتالي لا بد من مواجهة تداعياتها واحتمالاتها، وكان أبرزها عندهم أن نتائج “المعركة الموعودة” ستكون نزوحاً سورياً كثيفاً نحو لبنان، قد يتجاوز مليون ونصف مليون سوري، على حد تعبير أحد المخبرين الإعلاميين في جماعة “14 آذار”، الذي يوزع الأخبار والمعلومات على عدد من وسائل الإعلام المحلية والخليجية.

فيما وزراء ونواب من جماعة “14 آذار” واللقاء الجنبلاطي راحوا عميقاً في تحليلاتهم “النفيسة” عن ضرورة مواجهة النزوح السوري الكبير، وكان لافتاً أن أحد المبشرين بذلك هو الوزير وائل وهبي ابو فاعور، الذي صار الضمير المتكلم لأبي تيمور جنبلاط..

تعددت أشكال التحليلات وسرد الوقائع لأضغاث أحلام، ليذهب بعضها إلى تأكيد أن الدعوة المستعجلة لانعقاد جلسة المجلس الوزراء، بعد طول انقطاع، من أسبابها التداعيات المحتمَلة لمعركة دمشق، وأن الحكومة اللبنانية تلقّت نصائح من عدة جهات عربية ودولية بضرورة الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة.

ومن هذه التفسيرات والتحليلات أن “المجتمع الدولي اتخذ قراراً بالضغط على إيران ومحور الممانعة” (التعبير ورد بالحرف في جريدة المستقبل) “من خلال تسهيل فتح معركة دمشق، بعد أن كانت العاصمة من الخطوط الحمر الدولية”، وحسب رأي “المستقبل” أن مؤشرات فتح معركة دمشق “تظهر في الدعم العربي للمعارضة المعتدلة في الجبهة الجنوبية لتحرير ما تبقى من محافظتي درعا والقنيطرة، وللزحف باتجاه دمشق”.

ثمة ملاحظة هنا، هي أن هذا الإصرار على ما يسمى “معركة دمشق” جاء بعد التطورات الميدانية التي حصلت في الجنوب السوري، وفيها حطّم الجيش العربي السوري “عاصفة الجنوب” التي تحدّث عنها حلف أعداء دمشق مطوّلاً.

واقع الحال أن هذه المعزوفة تتكرر منذ بدء الحرب الكونية على سورية، حيث حددت في كل مرة منذ نحو اثنين وخمسين شهراً مواعيد لنهاية الدولة الوطنية السوري، في رمضان ثم في الأضحى أو في الصيف من كل عام.

رهانات أتباع حلف العدوان على سورية، سواء لبنان ، أو في أي مكان، تلازمت مع ضجيج العدوان السعودي – الأميركي – الصهيوني على اليمن، الذي تبيّن حتى الآن أنه غير قادر على إحداث التغيير المنشود سعودياً في بلاد منبت العروبة، وها هي صواريخ سكود اليمنية تدق أبواب الرياض، وتجعل السعودية محشورة بشرّ أعمالها.

بأي حال، فالأسبوعان الأخيران شهدا تطورات ميدانية كبيرة على مختلف محاور القتال، تجلّت بشكل واضح في تحطّم “عاصفة الجنوب” في سورية، ووقوع مئات القتلى والجرحى من المجموعات الإرهابية، ودكّ تحصيناتهم ومواقعهم، رغم أن الهجمات الإرهابية حظيت بتنسيق واسع ومنظّم من حلف العدوان على سورية،

كما أن قطر والسعودية أغدقتا الأموال المذهلة؛ في محاولة لتعديل التوازنات الميدانية، ففاجأ الجيش السوري الجميع في تكتيكاته واستراتجياته العسكرية الجديدة، التي جعلت المجموعات الإرهابية أمام الهزائم التي لحقت بها تتبادل الاتهامات بالخيانات.

ومن الواضح أن الحديث عن معركة دمشق ترافق مع جملة وقائع سياسية حاول أعداء سورية توظيفها مع “أضغاث أحلامهم”، منها زيارة ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان إلى موسكو ثم إلى باريس، وعقده صفقات بمئات مليارات الدولارات، وتصويرهم أن صفقة سعودية – روسية تمّت على حساب دمشق، لكن سرعان ما دحض فلاديمير بوتين هذه التكهنات بإعلان تأييده ودعمه الحازم للرئيس بشار الأسد، فيما الزيارة الباريسية ليست إلا رشاوٍ سعودية لفرنسا، وهو ما صار عليه نمط الحكم في “بلاد مئة نوع من الجبنة” منذ أيام جاك شيراك، حيث الرؤساء يحبّون “الهدايا” والرشاوى وأشياء أخرى.

الفشل القاتل الذي أصاب حلف أعداء دمشق في الجنوب أصابهم في الشمال، من خلال الصمود والمواجهة الأسطوريين في الحسكة وعين العرب، وتحرير تل أبيض، بحيث كانت الصفعة الموجهة إلى تركيا أكبر من أن يحتملها رجب طيب أردوغان، الذي صار همّه توريط جيشه في الحرب ضد سورية، محاولاً استغلال فرصة وجود حكومة الألعوبة أحمد داود أوغلو في تصريف الأعمال، ليضع المعارضة التي تمتلك الأكثرية البرلمانية أمام الأمر الواقع، لكن على ما يبدو فإن الجيش التركي حتى الآن ما زال يرفض مغامرة “السلطان الجديد”.

كل ذلك، دون أن ننسى غرب سورية، وتحديداً منطقة القلمون، حيث يذهب الجيش السوري والمقاومة اللبنانية لتنظيفها نهائياً من بؤر الإرهاب.

هل يستوعب المراهنون والمنظرون لمعركة دمشق العبر والدروس؟

لا نعتقد ذلك، خصوصاً عندنا في لبنان، فوثائق وكيلكس أكّدت مرة جديدة أن المال والمال فقط هو من يحدد مواقف سياسيين وإعلاميين في بلاد الأرز، والسعودية، مع الأسف الشديد، ما زالت قادرة على شراء الذمم والضمائر والمبادئ والمواقف.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.