أشمل وأهمّ دراسة تحليلية : “الداعشية” في المناهج والكتب المدرسية الأردنية / د.ذوقان عبيدات

 

د.ذوقان عبيدات ( الأردن ) السبت 4/7/2015 م …

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن عدد من الاتجاهات والقيم الشائعة في المناهج والكتب المدرسية، خلافًا لما خططت له وزارة التربية والتعليم، مثل التعصّب والتحيز لاتجاه ما، وعدم احترام الآخر، أو عدم الاعتراف به.

واستخدمت هذه الدراسة منهج تحليل المحتوى. شملت الدراسة جميع كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية، وكتاب الثقافة العامة للمرحلة الثانوية. وتم التحليل وفق المعايير الآتية:

1- مبادىء نمو الدماغ التسعة وهي: ارتباط المنهج بحاجات الطالب، توفير بيئة غنية المصادر ومتعددتها، الشراكة والعمل ضمن مجتمع مهني وفريق عمل، الحركة الحرة للمتعلم، توفير الوقت الكافي للتعلم، توفير بيئة آمنة خالية من التهديد، حرية الاختيار، الحصول على تغذية راجعة مستمرة ووصول التعلم حد الإتقان.

2 – اشتمال المناهج والكتب المدرسية على حرية التفكير والتفكير الناقد والعاطفة والفن والموسيقى والأغاني.

3 – اشتمال المناهج والكتب المدرسية على أفكار يسهل جدًا استغلالها “داعشيًا”.

أولاً: مبادىء نمو الدماغ

لم يكن من المتوقع أن تراعي المناهج هذه المبادىء، لأسباب، أهمها أنها مبادىء حديثة، ونتيجة للبحوث الحديثة في الدماغ، وعمرها 25 سنة. فالدراسة والتعلم والمنهج يفترض أن تعمل على تنشيط دماغ الطالب، من خلال احترام هذه المبادىء. وسألخص فيما يأتي مدى احترام مناهجنا لها:

1 – مناهجنا لا ترتبط بحاجات الطالب. فهي تقدم له على أساس معلومات محترمة لدى المؤلف، ومحايدة جدًا بالنسبة للطالب. مثال: حين تتحدث المناهج عن شخصية ما، فإنها تقدم معلومات عن تاريخ ولادتها ومكانها ووفاتها، ومن صلى عليها. وأهم ما قام به من أداء، لا من إنجاز. وبذلك يبقى الطالب غير مهتم، فحين يدرس عن سيدنا عمر، لا يقال له:

ما أحب صفة لدى هذه الشخصية؟ من يعرف قريبًا له يمتلك بعض هذه الصفات؟ ماذا لو كان مدير المدرسة أو والدك بهذه الصفات؟ ماذا لو كان أمين العاصمة أو الوزير بهذه الصفات؟ فنحن لا ندمج طلابنا مع الشخصيات، لكي يهتموا بها، حتى في أدنى الحدود.

2 – مناهجنا قد تنصح الطلاب أحيانًا بالرجوع إلى الأنترنت، كمصدر، لكنها تعمل ذلك في الحدود الدنيا، وعلى استحياء. والمطلوب أن يحصل الطالب على المعارف من شخصيات وأسواق ومكتبات وملاحظات وتأملات ومتابعة أحداث…الخ.

3 – الشراكة والمجتمع المهني المتعلم؛ ليس لدينا مجتمعات طلابية تنتج التعلم. فالعمل المدرسي فردي. يقوم الطالب وحده بالنشاط ويدرس وحده ويقدم امتحانا وحده… الخ. علمًا بأن الدماغ ينمو بالتفاعل مع أدمغة أخرى من زملائه.

4 – الحركة: مناهجنا تعترف بالنظام والهدوء. ومنع الحركة، علمًا بأن الحركة ضرورية لنمو الدماغ. والدماغ الجالس هو دماغ كسول بالضرورة.

5 – توفير الوقت الكافي: يحتاج الدماغ وقتا كافيا لعمليات تحليل المعلومات وحفظها وتنظيمها واستخدامها ثانية. ومناهجنا وفق بحوث عديدة طويلة جدًا، لا يمتلك المعلمون وقتًا لمناقشتها مع طلابهم. كما انها كثيرة العدد، كبيرة الحجم. وتشير دراسات عديدة الى أن ما يدرسه الطالب من منهج في تسعة شهور يحتاج ستة عشر شهرا.

6 – توفير البيئة الخالية من التهديد، إن حياة طلابنا مليئة بالتهديدات فهناك المهددات الآتية: صراخ المدير والمعلمين والأهالي، الممنوعات العديدة في المدرسة، مجلس التأديب والضبط، طول مادة التعلم وجمودها والامتحانات بأشكالها.

7 – حرية الاختيار: ليس هناك مجال للاختيار. فكل الأمور معدة مسبقا، على طريقة المعلم، الذي قال: كتب عليكم كما كتب على اللذين…

والمطلوب لنمو دماغ الطالب: حرية اختيار المدرسة، حرية اختيار التخصص، حرية اختيار شكل الامتحان ونوعه وتوقيته، وحرية اختيار شكل الواجب المدرسي ونوعه.

8 – الحصول على تغذية راجعة مستمرة. إن مناهجنا لا توفر هذه التغذية. ولا تقوم بتقديم تعديلات لمسار الطالب. وتفاجئه في نهاية العام بالنتيجة وفق مستواه.

إن الدماغ يحتاج إلى تغذية راجعة مستمرة لكي يضع آليات تصحيح مساره.

9 – الإتقان: يقصد بالإتقان تحويل المعلومات إلى معارف بحيث يكون الطالب قادرًا على: استخدامها وتوظيفها في أي وقت، استخدام مصطلحاتها ومفهوماتها، تطبيقها في مجالات جديدة ونقلها إلى الآخرين. ومناهجنا لا تهتم بالمعارف، بل بمعلومات لن تبقى.

إن المربيين يعرفّون التعلم بأنه ما يبقى مع الطالب بعد أن يترك المدرسة أو الجامعة. وليس ما حفظه الطالب ليلة امتحان التوجيهي!!

المناهج وحرية التفكير وعملية التفكير

إذا كانت المناهج سردية، والامتحانات تقيس المعلومات، فمن الطبيعي أن نتوقع ماذا يحدث في مدارسنا. معلم يفسر ويشرح، وطالب يدرس ويحفظ ووزارة تمتحن فتنجح أو ترسب.

إن قانون التربية والتعليم الأردني، رقم 3 لعام 1994، يذكر أهمية التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، ولكن ترجمة ذلك إلى عمليات داخل الكتب لم تتم، وذلك لسببين: نقص مهارات المعلم و تركيز الامتحانات وخاصة الوزارية على الحفظ دون التفكير.

ولعلنا نذكر ما حدث لمدرسة اليوبيل، حين علمت طلابها في الثمانينات التفكير، كيف تخلف طلابها في التوجيهي، مما اضطرها أن تركز على الحفظ ثانية.

الثقافة الدينية في المناهج واحتمالات “الداعشية”

كشفت هذه الدراسة أن الثقافة الدينية واسعة الانتشار في الكتب، غير ذات الصلة بالتربية الإسلامية، مثل كتب العربي والتربية الوطنية والثقافة العامة.

ففي كتاب الثقافة العامة، تم حشد أكثر من 85 آية قرآنية، وعشرات الأحاديث النبوية، في وحدة دراسية واحدة، لا علاقة لها بالموضوع، حيث كانت الوحدة في الفلسفة والمعرفة.

وفي كتب اللغة العربية والتربية الوطنية المطوّرة والمعدّة حديثا جدًا، بعد إصلاحات وزير التربية، تم رصد عشرين درسًا في اللغة العربية، من أصل 46 درسًا، معززة بثقافة إسلامية، تعزز الفكر الديني، مثل ضرورة اهتمام المسلم بمساعدة المسلمين، دون الإشارة إلى مكونات المجتمع الأردني المختلفة. صحيح أن الوزارة تهتم بتحسين المناهج.

ولكن جهودها تصطدم بالمسلمات الآتية:

1 – تنفـّذ أعمال التطوير، بنفس الآليات السابقة، وبنفس الثقافة السابقة، وبنفس الأشخاص السابقين، فمن الطبيعي أن نحصل على كتب مماثلة أو أقل جودة.

2 – تخضع المناهج إلى ثقافة دينية مستمدة من قانون التربية، حيث أن أربعة من خمسة أسس فلسفية هي أسس دينية.

3 – غياب الرقابة الحقيقية على المؤلفين، وخاصة من قبل مسؤولي المناهج أو من مجلس التربية. والاّ كيف نفسّر وجود نصوص موغلة في الجهل والتحفيز، في كثير من كتب اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الإسلامية.

4 – إن مجلس التربية –وهو المنوط به مراقبة ما في داخل الكتب وبشكل حرفي– ليس في وضع يمكنه من مراقبة محتواها. فأعضاؤه وزراء أو شخصيات تمثيلية غير مهتمة، ولم يختاروا بأسلوب مهني.

5 – هناك ثقافة غير صريحة، بأن يكون العاملون في المناهج والمؤلفون من ذوي اتجاهات دينية معينة.

6- ما تضعه الوزارة من مناهج، لا يصل إلى الطلاب. فالمؤلفون يهملون جزءا. والمعلمون يهملون جزءًا. فيصل الطالب جزءًا بسيطًا من المنهج، مع كميات ضخمة من مناهج خفية، يزرعها المعلمون في غياب الرقابة أو استنادًا إلى شرعية ما

ثغـرات في بناء المناهج

1 – تعد الوزارة المناهج بأسلوب عكسي، فهي تضع النتاجات المطلوبة من الطالب أولاً. وهذا أسلوب سليم يسمى المنهج العكسي في التفكير، لكن المؤلفين لم يعتادوا ترجمة كل المهارات والمفهومات في الكتاب. وبذلك يحدث تباين كلي أو جزئي بين المنهج والكتاب.

2 – يتم اختيار المؤلفين وفق صلات شخصية مع مسؤولي المناهج. ولا تعطى لهم تعليمات حول فلسفة الوزارة في التغيير، أو فلسفة الكتاب المطلوب.

3 – يؤلف الكتاب بمعزل عن كتاب الصف، الذي يسبقه أو يليه، فلا يطلع مؤلف كتاب على الصورة الكاملة للمنهج، مما يعرض الكتب إلى تكرار، وهناك آية كريمة تكررت أكثر من خمس مرات.

4 – يختار المؤلف المختص في المادة، دون وجود أفق تربوي بالضرورة لكيفية تنظيم المادة أو حاجات الأطفال، أو علاقة المادة بغيرها.

5 – لا وجود لمختص تربوي في لجان التأليف. مما يجعل الكتاب قد يحوي ملخصًا لمادة قديمة كتبها المؤلف.

6 – ينحاز المؤلفون إلى إدخال التربية الإسلامية في كتبهم، فاللغة العربية والتربية الوطنية والثقافة العامة لا تكاد تتميز عن قضايا دينية محددة.

السلوك “الداعشي” في المناهج

يعرف الكاتب السلوك “الداعشي”، بأنه: كل تغييب للفكر الناقد والإبداعي، وغياب الجمال والحق والخير والتأمل، وغياب العاطفة والحب والشعر والموسيقى والغناء. وهذا هو الجزء السلبي في الفكر الداعشي. أما الداعشية الإيجابية، فهي وجود نصوص يمكن للمعلم نقلها بتفسيرات متطرفة أو متحيزة أو جاهلة.

وفيما يلي توضيح للفكر الداعشي، المنتشر بشكل واسع في كتب التربية الوطنية واللغة العربية والتربية الإسلامية.

1 – في كتب التربية الوطنية والثقافة العامة:

هناك مادة “داعشية” في الكتاب المقررّ، غير موجودة في المنهج، قدمها المؤلف – ربما ملخصًا لرسالة دكتوراه- وفي هذه المادة: يهاجم العلم الحديث أو العلوم، وأنها تبعد الناس عن الدين والإيمان والشرف, وتدمر البيئة. وسأورد النص، الحرفي في نهاية هذه الورقة. تصف كتب التربية الوطنية الأحزاب الإسلامية بأنها تستند إلى القرآن الكريم والسنة وتطبيق الشريعة ….الخ. تكرر موضوع حقوق الإنسان في الإسلام، وهو موضوع مغطى بالكامل في جميع كتب التربية الإسلامية.

• تهاجم المنطق والفلسفة، وتسفّه آراء فلاسفة الكبار أمثال كانت وديكارت.

تتحدث عن الرؤيا والاستخارة وعلم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، ويقين اليقين. ونرى أن الاستخارة منهج دقيق للمعرفة اليقينية، وبالمناسبة هي مادة ليست مطلوبة من المنهج.

2 – في كتب اللغة العربية: تقدم صورة المرأة المحجبة فيه 90% من الصور والرسوم، حتى لو كانت تجلس مع أسرتها داخل المنزل. يبدأ كل كتاب في آيات قرآنية كريمة، وأحاديث نبوية شريفة، على حساب نصوص أدبية أو شعرية، فالنصوص الدينية تملأ كل كتب التربية الإسلامية. تمتلىء تمرينات اللغة العربية، وأنشطتها ، وإعرابها، وقواعدها بعبارات دينية واضحة.

وتغيب أشعار إنسانية كأشعار عرار وأشعار عمر بن الفارض، أو ابن عربي أو أبي العلاء المعري وغيرهم. تغيب النصوص الأدبية المثيرة، والنوادر والطرائف ذات التأثير في بناء اتجاهات أخلاقية وإنسانية. تغيب أشعار عاطفية كأشعار نزار وحتى عنترة وعبلة وأشعار قيس بن الملوح، وحتى روائع عمر بن أبي ربيعة. تقدم نصوصًا جامدة، لا صلة لها بحاجات الطالب.

3 – في كتب التربية الإسلامية: إن طبيعة المادة، وثقافة من يدرسونها يمكن أن تعكسان مواقف عديدة، قد تنقل إلى الطلاب بطريقة سلبية أو داعشية، ومن أمثلة ذلك:

الجهاد، فرض عين، ولا يتأخر أحد عن الجهاد، إلا بعذر حقيقي، والله يضمن المجاهد بالجنة أو العودة إلى منزله. وتمتد دروس الجهاد في جميع سنوات الدراسة. والجهاد في سبيل الله، يتضمن هداية العالم بأجمعه، وإزالة أية عقبات أمام انتشار الدعوة الإسلامية.

مشاهد اليوم الآخر: يسهب المنهج في وصف مشاهد اليوم الآخر، وقيام الساعة، وعودة المسيح ليحكم بالقرآن، وقتل الأعور الدجال وظهور الدابة…الخ.

عذاب القبر: يطلب من الطلاب إحضار أدلة يقينية على عذاب القبر. ويحدد المنهج سبب الموت بسبب واحد فقط هو انتهاء الأجل، دون إشارة لأية أسباب مرضية أو غيرها.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: انه واجب على كل مسلم، ولا يجوز أن يكتفي المسلم بهداية نفسه، بل واجبهه أن يأمر وينهي الآخرين.

تصوروا كيف يمكن لمعلم أن يفسر: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، أو بلسانه، أو بقلبه؟؟ وكيف يمكن لمراهق أن يطبق هذه الأفكار؟؟

تقييم الناس: يطلب المنهج أن يقيم الطالب الآخرين، بمدى التزامهم بأحكام الشريعة الإسلامية، دون أي إشارة للمسؤوليات القانونية أو الأخلاقية للأفراد.

الالتزام باللباس الإسلامي: يركز المنهج على شكل المسلم ولباسه. ويطلب من الطلاب الاعنزاز باللباس الإسلامي، دون تمييز بين لباس الذكور والإناث.

المرأة: يقدم صورة مهزوزة للمرأة المسلمة، من مثل ان من واجبها الطاعة، ومن حق الرجل عليها الطاعة، وحقها النفقة، ولا يجوز أن تخرج من بيتها، دون إذن، إلاّ في حالات الحريق، ودون عطور وبملابس إسلامية، ويحق لزوجها زجرها وتأنيبها.

بعض النصوص من الكتب المدرسية

فيما يأتي نصوص، تم أخذها من عدد من كتب الثقافة العامة، والتربية الاسلامية واللغة العربية، يجدر تأملها ومعرفة مدى ذمتها العلمية، ومدى تحيز المؤلفين لثقافتهم.

أولاً: كتاب الثقافة العامة: مستوى أول وثاني.

1 – إن أعظم معرفة هي التي تأتي مع الوحي، لأنها من خارج الإنسان- ص 17.

2 – استمر ضعف الفلاسفة في عدم إمكان الحصول على معرفة روحية إلى يومنا هذا- ص20.

3 – احذروا فراسة المؤمن، فانه ينظر بعين الله. (حديث ص 21).

تعليق: ما الذي يميز المؤمن حتى يعرف الطالب أنه ينظر بعين الله؟ وماذا إذا ادعى معلم انه صاحب فراسة؟ هل سيستغنى عن أدوات المعرفة الأخرى؟!

4 – الرؤيا تاتي من الله، والحلم من الشيطان (حديث ص 21). (تعليم ماذا عن التفسير العلمي للأحلام؟).

5 – العلوم الحديثة (ص38) لها فوائد في الزراعة وغيرها، ولكنها أشغلت الناس بالاضطرابات ودمّرت الحضارات، ونشرت العلمانية والمادية، وشكلت مدنا ضخمة.

أبعدت البشر عن العبادة والدين والعائلة والطبيعة والشرف والحب والصداقة. زادت الطلاق والمخدرات دمرت البيئة.

ليس هناك وضوح في كفتي ميزان العلم (الفوائد والاضرار)، لكن ما هو واضح لدى المؤلف: إن اكتساب العلم الحديث، وإن لم يكن في الأصل جيدًا. فهو ضرورة للبقاء.

-إن الوحدة الأولى في كتاب الثقافة العامة، موجودة في الكتاب، ولكنها ليست موجودة في المنهج، وهذا مؤكد. إذن، ماذا لو اشتكى طلاب التوجيهي في المحكمة على وزارة التربية، وعلى مدارسهم، بتهمة تدريس مواد غير منهجية. وفحصهم فيها؟ من المؤكد أن المحكمة ستلغي امتحان التوجيهي في هذه المادة.

– ورد في منهج الوزارة “التربية الوطنية والمدنية”، وهو يشمل كتاب الثقافة العامة المذكور في الفقرة السابقة: الوحدات الآتية:

1 – الدولة الأردنية ومؤسساتها (المنهج ص 42).

2- الإدارة والتنمية البشرية (المنهج ص 43).

3- المواطنة والديمقراطية والقومية والإعلام (المنهج ص44).

4- التحديات والمنظمات الإقليمية والعالمية (المنهج ص45).

وجميع هذه المحاور ليست موجودة في الكتاب. مع أن مجلس التربية أقر المنهج العام 2013، والكتاب مقر منذ بداية التسعينات. اذن مجلس التربية مغيب بالتأكيد، ومديرية المناهج مغيبة بالتاكيد، ولكن مؤلف الكتاب الرئيسي سعيد بالتأكيد، لأن أحدًا لم يجرؤ على إلغاء كتابه!

وبالمناسبة، فإن الكتاب الحالي، وهو كتاب مليء بالمغالطات وبتعقيدات صوفية لا لزوم لها حتى في الجامعة، لا يحوي إطلاقًا، على أي محور من محاور المنهج، فهل من حل لدى الوزارة؟

كيف تقبل ذلك؟ أين القانون؟ أين المساواة بين المواطنين؟ أين شعار لا أحد فوق القانون؟

-هناك ثلاث درجات رئيسية لليقين هي: علم اليقين، وعين اليقين وحق اليقين، واليقين المطلق.

إن علم اليقين أن تعرف شيئًا حقيقيا بيقين! ولكن بيقين النفس وليس بيقين القلب. وعين اليقين عندما تبدأ النفس بالنظر بعينها الثالثة، وحق اليقين عندما يكون المرء مغمورًا باليقين.( ص 28- الثقافة العامة).

ما هذا الكلام؟ من يعلمّه؟ كيف يحفظه الطالب؟

هل تعرفون أن أسئلة التوجيهي ركزت عليه مرارًا!؟

التربية الوطنية (الصف العاشر): الأحزاب الدينية في الأردن: تعتمد جميعها على تطبيق أحكام الشريعة في مناحي الحياة كافة، وترجع في ذلك إلى القرآن، وتنادي بقيام دولة إسلامية: دستورها القرآن والسنة. وقد شاركت في الحياة السياسية بشكل فاعل. (ص 63).

اللغة العربية: تشترك جميعها في أنها تبدأ بنصوص دينية، وتركز كثيرًا في أنشطتها على عبارات وكلمات وتمرينات وإعرابات مرتبطة بجمل دينية. فإذا درّست عن المثنّى مثلاً، قدمت اية أطول من سطر، وطلبت من الطالب البحث عن المثنى في الآية.

أمثلة: – في اللغة العربية: احفظ أحاديث أو آيات (الصف الثاني – الجزء 1- ص 20 و 52 \ والصف الثالث: ص 24، 44، 64).

– وفي تمرينات اللغة: آيات وأحاديث. (صف رابع- ج1- ص 12-18). اجمع الأحاديث واقرأها لزملائك (ص 18). احفظ يا حبذا الجنة …. (ص 19). هات أية تشير إلى بركة الزيتون (ص 45)، اختر من: قدم النشاط خمس جمل دينية ( ص55). تمرين الكتابة للتاء المربوطة: اكتب مستخدمًا كلمات: الصخرة المشرفة، ليلة مباركة، مكة المكرمة، الآيات والسماوات (ص60).

لاحظ لم تستخدم أية كلمة مثل: مدينة جميلة. عملية ناجحة…الخ.

– وبشكل عام، اتسمت النصوص الأدبية بالسمة الإعلامية، دون إثارة او دهشة. وغابت أشعار جميلة لشعراء عرب وأردنين مشهورين. ولا وجود لعرار ومحمود درويش ونزار وغيرهم، ربما لأن القائمين على المناهج، لا يحبون أشعارهم.

– قصيدة الشاب المسلم. (ص 71 من كتاب الرابع). – تحليل نصوص دينية. (ص 9-13 الصف الرابع). – اكتب وصية الرسول الكريم، وأرسلها بالنت: (ص 15- الصف الرابع). – احفظ أية (ص 33 الصف الرابع).

التربية الإسلامية: اتسمت كتب التربية الإسلامية بالتركيز على تقديم معلومات ونصوص دينية بطريقة سردية، من حيث التعريف بالآيات والأحاديث والشخصيات الدينية.

ويمكن إبراز النقاط الآتية:

1- المرأة: -إذا لم تطع زوجها يحق له أن يؤدبها ويزجرها (صف ثامن ص 176 ج1). – للمرأة حق العمل، ما دام لا يخالف الشريعة (صف سابع ص 109). – القوامة للرجل تكليف، ولا بدّ من قائد للأسرة. (صف سابع ص 110).

– حقوق المرأة: المهر، حسن المعاشرة والنفقة. (صف ثامن ص 175 ج1). – حقوق الرجل: القوامة، الطاعة، عدم خروج زوجته دون إذنه. (صف ثامن ص185 ج1). – تعدد الزوجات: شرط العدل، القدرة، والقيام بواجب الزوجة.

– للمرأة أن تخرج دون إذن في حالات الحريق، دون عطور، وان تمشي بأدب ووقار. (صف ثامن ص 188 ج1).

2 – الجهاد: – على الطالب أن يبيّن مبادىء الجهاد. (صف عاشر- ص 161). – الجهاد فرض كفاية عين (ثقافة إسلامية- مستوى 3- ص 165). – يضمن الله المجاهدين في الجنة. (صف سابع- ج1- ص 24). – لا يتخلف أحد عن الجهاد، إلاّ بعذر حقيقي. (صف سادس- ج2 – ص 12). – المؤمن القوي هو الأكثر إقدامًا في الجهاد. (صف رابع- ج1- ص 82). – أي العمل أفضل؟ بر الوالدين ثم الجهاد. (صف عاشر- ج1- ص57). – أسباب الجهاد: تامين حرية الدعوة، ونصرة المظلومين. (صف عاشر- ج2- ص 163).

– مفهوم الجهاد: بذل الجهد والمال والطاقة والنفس واللسان، وغير ذلك، دفاعا عن ديار الإسلام، وإزالة موانع تبليغ الدعوة للناس كافة، وحماية المستضعفين في الأرض. (صف ثامن- ج2 – ص 152). – المسلمون مأمورون بتبليغ الإسلام للناس جميعًا. (صف ثامن- ج2 – ص 160).

3 – التفكير: لم يلحظ أية مواقف تفكيرية. فالمادة معروضة سرديًا، والتقويم في نهاية الدرس كله: اذكر!…. وفي إحدى المرات طلب رأي الطالب في قضايا دينية واضحة، لا رأي فيها!

– هناك مواقف لا اجتهاد فيها مثل حد السرقة. (صف عاشر- ج1). – مواقف يمكن الاجتهاد فيها: مثل المسح على الرأس في الوضوء وإعادة صلاة المتيممّ ، اذا وجد ماءً بعد فترة.

مثال على الاجتهاد: صلى رجلان تيمّمًا. وبعد فترة وجدا ماءً، هل تجب إعادة الصلاة؟ (صف عاشر- ج1- ص140).

4 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

– من رأى منكم منكرًا فليغيره.. الخ. (صف ثامن- ج2). – يعاقب ترك الأمر بالمعروف بإنزال العقوبة على الأمة، وعدم قبول دعائها. (ثقافة اسلامية- مستوى 1 – ص54). – يحذّر من الخطأ بأن يكتفي المسلم بصلاح نفسه، عليه أن يصلح الناس. (مستوى 1 – ص8).

5 – قريش: لم تذكر إلاّ مسبوقة بكفار قريش في جميع الكتب.

هذه أمثلة لما هو موجود، تم اختيارها من مناهجنا وكتبنا، من تحليل قام به الكاتب، وبالرجوع إلى بعض الدراسات، مثل دراسات حسني عايش، والباحثة دلال سلامة. نضعها أمام وزارة التربية، وأمام المواطنين. وقد حاول الباحث إيصال جزء من هذه الرسالة إلى معالي وزير التربية، ومديرة عام المناهج، عل وعسى، مؤكدًا عدم ضرورة وجود كتب مدرسية مخالفة كلية للمنهج إكرامًا لمؤلفيها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.