تقرير … نصف أطفال اللاجئين السوريين في الأردن يعيلون أسرهم / نادين النمري
نادين النمري ( الجمعة ) 3/7/2015 م …
عمان- كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ومنظمة “إنقاذ الطفل” أن “نحو نصف أطفال اللاجئين السوريين في الأردن يعتبرون المعيل الرئيسي للأسرة”.
واعتبر التقرير الذي أعلن عنه أمس، وحمل عنوان “فريسة الاستغلال في سوق العمل”، أن النزاع والأزمة الإنسانية في سورية يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل، وبالتالي فهناك حاجة للكثير من العمل للحد من هذه الظاهرة.
كما بيّن مسح أجري في الأردن أن نصف أطفال اللاجئين السوريين يعتبرون هم المُعيل الرئيسي في العائلة، أو أنهم يساهمون في إعالتها بشكل أساسي، بحسب بيان صحفي صادر عن “اليونيسيف” الذي أشار إلى أن الأطفال داخل سورية يساهمون في دخل عائلاتهم في أكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات.
وقال التقرير إن أكثر الأطفال هشاشةً وتعرضاً للمخاطر هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة مثل التسول المُنظم والاتجار بالأطفال.
من جهتها، قالت المدير الإقليمي لمنظمة “إنقاذ الطفل” في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا روجر هيرن إن “الأزمة السورية تسببت في الحد بشكل كبير من فرص كسب العائلات لرزقها في المنطقة، كما دفعت الأزمة الملايين إلى الفقر مما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل إلى مستويات خطيرة”.
وأفاد التقرير بأن أعداداً متزايدة من الأطفال تعمل في ظروف عمل خطرة، مما يعرض صحتهم الجسدية والنفسية الى ضرر حقيقي.
وفي هذا الصدد، قال المدير الإقليمي لـ”اليونيسيف” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بيتر سلامة “يوقف العمل في سن مبكرة نمو الطفل وتطوره، في الوقت الذي يكد فيه لساعات عمل طويلة لقاء أجر ضئيل، خاصة أنهم كثيرا ما يعملون في ظروف تكون في غاية الخطورة أو في بيئة غير صحية”.
وبحسب التقرير، أفاد ثلاثة من بين كل أربعة أطفال عاملين، من الذين شملهم مسح أجري في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، بأنهم يعانون من مشاكل صحية، بينما تعرض 22 % من الأطفال الذين يعملون في القطاع الزراعي في المفرق ووادي الأردن لإصابات خلال العمل.
ووجد التقرير الذي نشر أمس في عمان أن “4 من كل 5 أطفال سوريين يعانون الفقر” بينما يقبع “2,7 مليون طفل سوري خارج المدارس.
ودعت “اليونيسيف” ومنظمة إنقاذ الطفل الشركاء وأبطال مبادرة “لا لضياع الجيل” والمجتمع الدولي الأوسع والحكومات المضيفة والمجتمع المدني لاتخاذ إجراءات جادة للتصدي لقضية عمالة الأطفال في سورية والدول المتأثرة بالأزمة الإنسانية، وتحسين قدرة الحصول على سبل العيش من خلال توفير المزيد من التمويل للمبادرات المُدرّة للدخل.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن “الأطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة، وسجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات العام 2014”.
وأضاف أنه “في 77 % من تلك الحالات تم تسليح الأطفال واستخدامهم في القتال أو تسجيل المعارك أو أغراض دعائية”. ويخلص التقرير إلى أن “أطفال سورية يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع”
فيما يقدر أن 2 مليون طفل يعيشون الآن خارج سورية كلاجئين.
التعليقات مغلقة.