ماذا يفعلُ محمد العريفي في الأردن ؟ / باسل الرفايعة
باسل الرفايعة ( الأردن ) السبت 4/7/2015 م …
ماذا يفعلُ محمد العريفي في الأردن، وَمَنْ الذي دعاهُ، وفتحَ له الملعبَ البلديّ في مدينة إربد، ليتدافعَ نحوه جمهورٌ زادَ عن 20 ألفاً، لُوحظَ فيه حضورٌ لافتٌ للسوريين المقيمين في الأردن؟
ألسنا كدولةٍ أردنية منخرطة في الحرب على الارهاب والمحرضين عليه، أَمْ أننا في نفاقٍ سياسيٍّ مبين؟. أينَ عقلُ الدولة؟ ما الجدوى من دعوة رجلٍ حريصٍ على نشر الجهل، والدعوة إليه.
العريفي الحاضر بقوة على موقع اليوتيوب، يدعو الى غزو الغرب المسيحيّ، وإجباره على الاسلام، أو دفع الجزية.
الداعية الفذّ أيضاً لا يعتبر تنظيم القاعدة تكفيرياً، ويترحّمُ على إسامة بن لادن، وأبي مصعب الزرقاوي، الذي قتل الاردنيين والعراقيين وكثيرا من العرب. وهو من أبرز الداعين الى ضرب الزوجات، ولكنْ برفقٍ، يشبه الرفقَ مع الدابة عند ضربها، غير أنّ الانصافَ يقتضي الإشارة الى أنّ العريفي متخصصٌ في الغدد الصماء، وله نظريةٌ تُدرَّس في كليات الطب العالمية.
تقولُ نظرية العريفي الذي دعوناه الى إربد أن دماغَ المرأة يخلو من غُدّة (لا يعرفُ اسمها) ووظيفتها التذكّر والكلام معا، ولذلك فإنّ شهادة الرجل تعدلُ شهادة امرأتين، فدماغ الرجل فقط يحتوي على تلك الغُدّة.
نَحْنُ في الأردن متقدمون في الطب. ولدينا طبيبان من أبرز أطباء الغدد الصمّاء في العالم، هما الدكتوران كامل العجلوني وَعَبَد الكريم الخوالدة. من المخجل ألا يعترض مثلهما، وأساتذة الطب في الجامعات الأردنية على دعوة شخصٍ، يكذبُ على العلم والطب، ويبثُّ خرافاته على العوام!
جهالات محمد العريفي تسجلها ذاكرة “يوتيوب” لمن أرادَ الاستزادة في كيفية ضرب الزوجات، وفي الغدد الصمّاء.
أعودُ بكم الى الملعب البلديّ في إربد، للتعليق على مباراة العريفي مع الغدد التي في أدمغة أكثر من عشرين ألفاً. فقد تزاحمتْ الآلآف، وأضاعتْ فرصةً علميّة كبيرة في الاستماع. لم يستطعْ الرجل ان يتحدث اكثر من نصف ساعة، بسبب صيحات الجمهور وحماسته. فاضطر لممازحتهم، قائلا: “كل من يجلس له زوجة” فيما المئات من رجال الشرطة يحاولون عبثاً السيطرة على المشهد، ما اضطرَّ المنظمين الى التلويح باستخدام القوّة.
هذا يحدثُ في بلادنا. كلّ هذه السوريالية، أنفقت عليها الدولة الأردنية مالاً وجهداً من أجل تنمية الجهل والخسارة. ثم يسألونك عن داعش.. والدواعش.
التعليقات مغلقة.