فرنسا تشهد توتراً أمنياً مجدّداً: إطلاق نار جنوب باريس وانفجار قرب مسجد شرق البلاد

 

 

 

الأردن العربي ( الخميس ) 8/1/2015 م …

 

لم تكد تمضي أربع وعشرون ساعة على تنفيذ الهجوم المسلّح على مقرّ صحيفة “شارلي إبدو” الساخرة في باريس، حتى تمكّنت الشرطة الفرنسية من معرفة هوية المشبته بهما معلنة تعقّبهما، فيما سلّم مشتبه به ثالث نفسه للسلطات.

وقبل أن تستيقظ من صدمة هجوم الأمس، عاشت فرنسا منذ صباح اليوم توتراً أمنياً مع إصابة شخصين بينهما شرطية في حادث إطلاق نار جنوب العاصمة باريس، وفق ما أفاد مصدر أمني فرنسي.

وأطلق رجل يرتدي سترة واقية من الرصاص النار صباح الخميس، على أفراد من شرطة البلدية، مما أدى إلى إصابة شخصين، بينهما شرطية، بجروح خطيرة.

وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن مطلق النار “لاذ بالفرار”.

وبحسب مصدر أمني تحدث إلى “رويترز”، فإنه لا يوجد تأكيد على ارتباط بين إطلاق النار الخميس والهجوم على مقر “شارلي إيبدو”.

كما وقع انفجار صباح اليوم أمام مطعم قريب من مسجد، في فيلفرانش-سور-سون في وسط شرق فرنسا، دون أن يوقع ضحايا، حسبما أفاد مصدر أمني وصف التفجير لوكالة الصحافة الفرنسية كـ”عمل إجرامي”.

وكانت وكالة “اسوشييتيد برس” للانباء قد نقلت عن مسؤولين في الشرطة الفرنسية قولهم إن “الشرطة تعرفت على هويات الذين نفذوا الهجوم، وهم الشقيقان سعيد وشريف كواشي (وهما في الثلاثينات) وحميد مراد 18 عاما”.

في هذا الوقت، قامت شرطة مكافحة الارهاب بغارة في مدينة رايمز شمال شرقي فرنسا لتعقب المهاجمين.

وأصدرت الشرطة أمراً موجهاً الى أفرادها في منطقة باريس ذكرت فيه أسماء المشتبه بهم، وقال مصدر في الشرطة لإنها تعرفت على هوية احد المهاجمين من بطاقته الشخصية التي تركها في السيارة التي هربوا بها من مسرح الجريمة.

وأفيد بحسب وسائل الاعلام الفرنسية أمس أن حميد مراد (18 عاما) سلّم نفسه للشرطة الفرنسية.
ولا يزال المشتبه بهما الآخران فارين، وهما الشقيقان سعيد كواشي (34 عاما) وشريف كواشي (32 عاما)، المولودان في باريس، واللذان يحملان الجنسية الفرنسية.

وقال مصدر قريب من الملف، إنه تم اعتقال العديد من المقربين من الأخوين كواشي ليلة الخميس.

ونشرت الشرطة الفرنسية على موقعها الالكتروني صورتي الشقيقين كواشي، موضحة أن عمليات الملاحقة لهما ما زالت مستمرة، وطلبت ممن يتعرف عليهما إبلاغها.

وحذر مركز الشرطة في باريس، من أن شريف وسعيد “قد يكونان مسلحين وخطرين”، موضحا أن “مذكرتي بحث صدرتا بحقهما”.

وذكرت الشرطة الفرنسية أن أحد المشتبه بهم وهو شريف، أدين عام 2008 بتجنيد مقاتلين وإرسالهم للعراق، حيث قضى في السجن 18 شهراً.

الصحافة الغربية تتشح بالسواد

في غضون ذلك، عكست الصحف الفرنسية والاوروبية اليوم حجم الصدمة التي تركها الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الهزلية فاجمعت على التنديد ب”الوحشية” و”الحرب ضد الحرية” و”الابتزاز المقزز” واتشح بعضها بالسواد حدادا على ضحايا الاعتداء.

وكرمت الصحف الفرنسية في اطر سوداء ورسوم كاريكاتورية القتلى ال12 ضحايا الاعتداء الذي استهدف الصحيفة الاسبوعية الاربعاء في باريس وبينهم اربعة رسامين شهيرين.

وعنونت صحيفة ليبراسيون اليسارية “جميعنا شارلي” مكتوبة بالابيض على خلفية سوداء وقد رفع العديد من المتظاهرين لافتة تحمل هذا المربع الاسود خلال التجمعات التي جرت مساء الاربعاء كما نقلته الكثير من الصحف على صفحاتها الاولى.

وكتبت صحيفة لو فيغارو المحافظة “الحرية قتيلة” ونشرت صور ستة من الضحايا هم الرسامون كابو وشارب واونوريه وتينيوس وولينسكي وخبير الاقتصاد والصحافي برنار ماريس.

وفي افتتاحية بعنوان “الحرب” حذر مدير الصحيفة من “حرب حقيقية، لا يشنها قتلة في الظل بل سفاحون يتحركون بمنهجية وتنظيم ويظهرون عن وحشية هادئة تثير الرعب”.

ودعت صحيفة “لي زيكو” الى “مواجهة الوحشية” موردة اخر رسم كاريكاتوري لشارب.

وحملت الصحيفة في افتتاحيتها على “حقيرين ملثمين اعلنوا الحرب على فرنسا، على ديموقراطيتنا، على قيمنا”.

كما تتصدر كلمة “الوحشية” على خلفية سوداء صحيفة “فان مينوت” المجانية.

وفي بلجيكا اوردت صحيفة “ليكو” الاقتصادية “كلنا شارلي” على خلفية سوداء في صدر صحفتها الاولى ونقلت 17 من اشهر الصفحات الاولى لشارلي ايبدو، فيما صدرت توأمها الناطقة بالهولندية “دي تيد” بصفحة اولى سوداء بالكامل تقريبا وعليها بالابيض بالفرنسية “انا شارلي”.

واحتل رسم كامل الصفحة الاولى لصحيفة دي مورغن الناطقة بالهولندية يصور بالاحمر على خلفية بيضاء ارهابيا يشهر رشاش كلاشنيكوف ويصيح “انهم مسلحون!” في مواجهة شخص خارج الصورة يظهر منه فقط قلم يحمله.

وراى كاتب افتتاحية صحيفة “لا ليبر بلجيك” فرانسيس فان دو وستين ان “هذا الهجوم هو من حيث وقعه وعنفه باهمية الهجوم الذي ضرب نيويورك في 11 ايلول/سبتمبر 2001. غدا، بعد ثمانية ايام، بعد شهر، سيضرب ارهابيون اخرون. باسم اله، او نبي يشوهون رسالته”.

وفي بريطانيا، عنونت صحيفتا “دايلي ميل” و”دايلي تلغراف” “الحرب على الحرية” مع صورة من مشاهد الاعتداء يظهر فيها المهاجمان يصوبون سلاحهما على شرطي مطروح ارضا.

كما عنونت صحيفة تايمز “هجوم على الحرية” والغارديان “انقضاض على الديموقراطية”.

واشارت الغارديان في افتتاحيتها الى ان صحافيي شارلي ايبدو الذين هزئوا على الدوام بالمسيحية “لم يروا يوما اي مبرر خاص لاظهار المزيد من الاعتبار لباقي الاديان”.


وكتبت صحيفة “فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ” الالمانية المحافظة على موقعها على الانترنت ان “الهجوم على صحافيي شارلي ايبدو يستهدف قلب الديموقراطية، حرية الصحافة” مؤكدة انه في التصدي للارهاب “يجب عدم التراجع”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.