مشروع قطار إسرائيلي للسلام مع الدول الخليجية
الأحد 16/12/2018 م …
الأردن العربي – نشر موقع “عرب 48” مشروع قطار سكك حديد إسرائيلي يربط إسرائيل بالدول العربية. ويهدف المشروع إلى أن يكون الأردن مركزاً إقليمياً للنقل البري، والذي سيتم ربطه بنظام سكك حديد إقليمي إلى إسرائيل والبحر الأبيض المتوسّط وأوروبا في الغرب، كما سيتمّ ربط الأردن بالسعودية ودول الخليج والعراق في الجنوب الشرقي والشرق، والبحر الأحمر عبر العقبة وإيلات في الجنوب. ولقد ظهر في الفترة الأخيرة أن التطبيع العربي الإسرائيلي أصبح على المكشوف.
وأوضح الموقع تطلّع إسرائيل إلى توسيع دائرة التطبيع لتشمل دول الخليج بالإعلان عن مشروع “قطار السلام” الذي يرمي إلى ربط دول الخليج بإسرائيل مروراً بالأردن، ويأتي ذلك بعد نشاط مكثّف خلال الأسابيع القليلة الماضية من زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان، ثم وزيرة الثقافة والرياضة ووزير المواصلات للإمارات في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأفصحت إسرائيل عن خطّتها لإنشاء خطوط سكك حديدية بطول 1600 كم مرحلة أولى بدعوى الفوائد الاقتصادية الكبرى التي سوف تعود على دول المنطقة، إسرائيل وفلسطين والأردن والسعودية والإمارات وسلطنة عُمان ومستقبلاً الكويت والعراق وسوريا.
من الناحية الجيولوجية وطبيعة سطح الأرض لا توجد مشاكل كبرى تمنع تنفيذ مشروع قطار السلام. ومن قبل كان حلم إسرائيل هو ربط البحر الأحمر بالمتوسّط عبر أراضيها مروراً بالبحر الميت لضرب قناة السويس، سواء عن طريق قناة أو خط أنابيب لتحلية المياه وإمداد البحر الميت بالمياه بعد انخفاض منسوبه، ولأسبابٍ طبيعية حالت من دون تنفيذ ذلك الربط من فرق منسوب البحر الميت وطبيعة سطح الأرض والمناطق الجبلية بين البحر الميت وحيفا والتكلفة الباهظة لمحطات رفع المياه من خليج العقبة، وأسباب أخرى كثيرة. ولذا لجأت إسرائيل إلى حيَل أخرى للنقل البري وذلك لعدّة أهداف سياسية واقتصادية منها:
1- فرض التطبيع العربي الإسرائيلي على دول الشرق الأوسط.
2- التأثير السلبي على قناة السويس عن طريق تحويل جزء كبير من تجارة الخليج وأوروبا عن طريق الأراضى الإسرائيلية.
3- غزو السوق العربية بالمُنتجات الإسرائيلية والترويج لها.
4- تسهيل حركة نقل البضائع والركاب في المنطقة.
5- تعزيز نشاط ميناء “جبل علي” في الإمارات وربطه بأنشطة شركة “موانئ دبي” الإماراتية، وهي سابع شركة موانئ على مستوى العالم والتي تدير (78) ميناء فى 40 دولة في مختلف قارات العالم منها ميناء العين السخنة في مصر.
6- الادّعاء بتفادي المخاطر الإيرانية في مضيق هرمز والإرهاب والقرصنة في مضيق باب المندب.
مشروع “قطار السلام” رغم أن فيه العديد من الفوائد على دول الخليج إلا أن وراءه العديد من الأهداف الإسرائيلية الخبيثة أهمّها ضرب حركة النقل عن طريق قناة السويس والتأثير على المشروعات المقترحة على محور القناة. طرح مشروع قطار السلام في هذا الوقت يجعلنا نتساءل عن مشروع “جسر الملك عبد الله” البري الذي يربط مصر بالسعودية عن طريق جزيرتيّ تيران وصنافير والذي يشمل طريقاً برياً وخط سكة حديد لربط أفريقيا بأسيا برّياً. هل سيتم تنفيذه أم لا؟
وذكرت شركة الأخبار الإسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اتّفق مع وزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيل كاتس، على التسريع لمبادرتهما المشتركة “قطار السلام”، الذي سيربط بين القارات ويعتمد بمساره على سكة حديد الحجاز القديمة.
وحسب وزير المواصلات، كاتس، فإن “قطار المرج” سوف يستخدم مستقبلاً كممر مواصلات إقليمي لحركة البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط و”يشكّل ربطاً للبحر المتوسّط وجسراً للسلام، ويعزّز ربط البحر المتوسّط بالأردن، ومن هناك إلى الخليج العربي، ويستخدم ممراً مكملاً لمسار الحركة البحرية حول الجزيرة العربية”. وأضاف إن رؤيته هي “ربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر المتوسّط، الأمر الذي يجعل من إسرائيل مركزاً إقليمياً للنقل البحري بما يعزّز الاقتصاد الإسرائيلي، هذه رؤية واقعية ندفع بها بالتعاون مع الإدارة الأميركية وجهات أخرى دولية”. على حد تعبيره.
لكن حتى اللحظة لم تبدأ إسرائيل في تنفيذ هذا القطار فهو مشروع وضعته إسرائيل . ويُبقي عدّة تساؤلات. هل ستنجح إسرائيل في تنفيذ هذا المشروع؟ هل تقبل الغزّة الأبيّة والمقاومة الفلسطينية بذلك؟ هل تقبل الشعوب العربية بالتطبيع الشامل وتنفيذ هذا المشروع؟
التعليقات مغلقة.