البشير يكسر الحاجز الذي وضعوه حول سوية / حسين سليمان
حسين سليمان ( سورية ) الإثنين 17/12/2018 م …
قام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزيارة مفاجئة لدمشق وكان في مقدمة مستقبليه الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أجرى لقاء مع الأسد وتناول العلاقات الثنائية بين البلدين.
بعد حصار جائر على سورية من اندلاع الأحداث في سورية 2011م، فقد قاطعت معظم الدول العربية دمشق، وتم ابعادها عن جامعة الدول العربية، تنفيذا لمخططات الدول الاستعمارية لتفتيت سورية وجعلها دولة ضعيفة ، وكل هذا لمصلحة إسرائيل وإضعاف لمحور المقاومة والممانعة، ولكن وبفضل عدة عوامل ومنها:
- صمود سورية في وجه المؤامرة الكونية.
- الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري.
- انتصار سورية الذي غير النظام العالمي كما ذكرت في مقالة سابقة.
- وعي الشعب السوري لما يحاك ضده ووقوفه جنبا إلى جنب مع قيادته.
كل هذه العوامل شجعت دول المنطقة وبالأخص الدول العربية لإعادة علاقاتها على كل الأصعد مع سورية.
لكن السؤال ماهو هدف الزيارة القصيرة والمفاجئة للرئيس السوداني، هل كان البشير حاملا لرسالة مهمة للأسد، واذا كان حاملا لرسالة للأسد ماهي طبيعة هذه الرسالة، من نظرتي التحليلية للزيارة فإن انتصار سورية على الإرهاب وداعميه، وصمود سورية شعبا وحكومة، وانتهاء حرب اليمن بخسارة محور التحالف السعودي، والمشاكل التي تمر بها الدول العربية ، كل هذه الأمور يستوجب إعادة سورية لجامعة الدول العربية أو بالأحرى إعادة جامعة الدول العربية لسورية، فدمشق هي قلب العروبة النابض، ولابد من إحياء التضامن العربي، وهذا ما أكد عليه الأسد بقوله للبشير: إن ما يحصل في المنطقة وخاصة في الدول العربية يؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف في وجه مايتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.
ومن وجه نظر ثانية : فالسودان يتمتع بعلاقات جيدة مع الخليج وأيضا مع تركيا، فهل زيارة البشير تمهد لزيارة لاحقة لمسؤولين خليجيين وإعادة فتح السفارات، هل ستكون الإمارات أول من يفتح سفارته في دمشق، وتصريح وزير الخارجية التركي أوغلو عن إعادة العلاقات مع سورية، ربما تكون بدايتها هي زيارة البشير، ولكن الشرط الأول للشعب السوري هي تخلي هذه الدول عن دعم الإرهاب، والاعتذار للشعب السوري.
حيث زيارة البشير تأتي في وقت تتعافى فيه المنطقة من الحروب، بينما تشتعل الثورات في القارة العجوز، في فرنسا ومايقوم به أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة في باريس وأيضا في بلجيكيا.
أهلا وسهلا بكل قائد عربي في دمشق، أهلا بالبشير أهلا بالأشقاء، نحن السوريون دائما كنا ومازلنا ندافع عن القضايا العربية، نحن قلب العروبة النابض، وقضية العرب الأولى وهي فلسطين ستبقى قضيتنا الأولى، وستسقط سورية صفقة القرن بكل وجوهها.
وفي الختام لا يصح إلا الصحيح وبعد سنوات من الحرب الكونية على سورية العروبة، ها هي دمشق تعود من جديد وتستقبل الأشقاء العرب، ومن راهن على سقوط سورية نقول له خرجت سورية أقوى بكثير.
حسين سليمان – كاتب سوري
صورة الكاتب المرافقة للمقال ليست هي صورة كاتب المقال الحقيقي، لأن هذه الصورة هي للأديب الروائي والناقد السوري حسين سليمان الذي يعيش في أمريكا وهو يكتب باسلوب قوي مميز مختلف عن الاسلوب السطحي الركيك لهذا المقال.