إلى الرجل الشجاع منذر العزة / محمد الصبيحي
أدمى السيد منذر العزة قلوبنا في حديثه الموجع على فضائية المملكة .
بداية أحيي السيد العزة على شجاعته ورباطة جأشه في مواجهة مصيبة فقده ابنتيه في فاجعة البحر الميت وما أظنه كان سيتحدث عبر الشاشة لولا الألم الذي سببه حديث وزير الصحة عبر نفس المحطة موجها اللوم إلى الأهالي الذين لم يتمكنوا من التعرف على جثث ابنائهم الغرقى.
السيد العزة كشف ما لم نكن نعرف عن مدى الإهمال والارتباك الذي أصاب الكوادر الصحية في ذلك اليوم وما تلاه من ايام وأدعو الجميع إلى مشاهدة تسجيل حديثه للتعرف على الواقع المؤلم الذي يفتح عيوننا على رعب اي كارثة زلزالية أو من أي نوع قد تتسبب بمئات الضحايا في وقت واحد.
اثار السيد العزة حزننا وغضبنا من طريقة التعامل مع جثث اطفالنا التي كانت مكدسة على الأرض وغارقة بالوحل في مستشفى البشير وغياب اي مسؤول طبي لاستقبال أولياء أمور الشهداء ومرافقتهم للتعرف على جثثهم أو على الأقل إزالة الوحل عن وجوههم ليسهل التعرف عليهم .
السيد الوزير الذي يلزم الآباء لعدم التعرف على جثث ابنائهم لم يشاهد حالة الشهداء الذين هشمت صخور السيل الجارف أجسادهم التي بقيت غارقة بالوحل في المستشفى .
كما أثار احزاننا في وصف رحلة الالم التي مر بها وهو يبحث عن ابنتيه من مستشفى النديم الى مستشفى الشونة الى مستشفى السلط الى المدينة الطبية واخير الى البشير ، فتصوروا الحالة النفسية التي كانت وأسرته عليها ، حيث لا يوجد أي جهة تنسيق واستعلامات لا من الصحة ولا من الشرطة أو الدفاع المدني للتعامل مع الأهالي وتوثيق الحالات اولا بأول وتنظيم وتسجيل حالات النقل من مستشفى الى مستشفى وإعلام الناس بها أو على الاقل توفير عناء البحث والتنقل عليهم بأن يكون هناك فريق طوارىء يقوم بالاتصال والبحث وابلاغ أهالي المصابين بالتفاصيل .
باختصار كانت فزعة لدرجة أن وزير الصحة علم بالحادث بعد ساعات عبر وسائل الإعلام .
السيد منذر العزة تعازينا مجددا ونرجو الا يطوي العفو العام الجريمة ولنعمل جميعا على ألا تمر الفاجعة دون دروس وعبر تضاف إلى عبرات سخية انهمرت من مآقينا ولا حول ولا قوة الا بالله
التعليقات مغلقة.