شرق الفرات… وأطماع أردوغان / حسين سليمان سليمان

نتيجة بحث الصور عن شرق الفرات

حسين سليمان سليمان ( سورية ) الأربعاء 19/12/2018 م …




أعلن رئيس النظام التركي أردوغان إن بلاده ستقوم بعملية عسكرية شرقي نهر الفرات في سورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. حيث قال رئيس النظام التركي: (قلنا ولا نزال نقول إننا سنقوم بعملية عسكرية لتطهير منطقة شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية – حزب العمال- خلال الأيام المقبلة). وقال أيضا هدفنا ليس القوات الأمريكية وقال أيضا بأن ترامب مؤيد للتدخل التركي شرق الفرات، لكن التساؤل الذي يفرض نفسه هناما هو هدف أردوغان من التدخل في شرق الفرات؟

من الوجهة الأولى: ربما أردوغان وضع أمام عينيه المصلحة القومية العليا للدولة التركية وذلك لمنع أي كيان يهدد القومية التركية، أو تكوين قومية ثانية كبرى تنافس القومية التركية، ضاربا بعرض الحائط  ومتجاهلا ومحارب الدول التي تحارب من أجل أمنها القومي (سورية)، وذلك من خلال المساهمة الفعالة في تقسيم سورية ودعمها للجماعات الإرهابية المسلحة في إدلب رافضا كل المساعي الدولية لإيجاد تسوية سلمية على غرار الغوطة ودرعا وريف حمص وإعادة أبناء الوطن لحضن الوطن.

أما وجهة النظر الثانية: وهي طمع تركيا في ثروات جارتها (سورية)، فمنذ أن انطلقت الأحداث في سوية عام 2011م، سعت مخابرات النظام التركي إلى نشر الفوضى  في سورية وخاصة المناطق الحدودية القريبة من تركيا، حيث قامت مخابرات النظام التركي بسرقة المصانع من مدينة حلب الصناعية، وقاموا بنقل هذه المصانع إلى الداخل التركي، ولم يكتفوا بنقل المصانع فقط بل نقلوا الخبرات البشرية معها.

ولكن التصميم التركي لاحتلال شرق الفرات تكمن ورائه أطماع وتصورات لهذه المنطقة النفطية والزراعية، حيث تتميز الجزيرة السورية التي تمتد بين نهري دجلة والفرات، بالسهول الممتدة والأراضي الخصبة، ويعتبر من أخصب المناطق الزراعية في العالم، ويتميز بزراعة معظم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن وغيرها.

وتمتاز الجزيرة بوجود العديد من حقول النفط ومنها حقل العمر وحقول الجبسة و رميلان وتل عدس وغيرها، هذا النفط الذي أعمى بصيرة الأتراك، وأصبحوا لا يرون إلا الدماء لاحتلا شرق الفرات.

ولكن على أردوغان أن يتذكرالتاريخ  جيدا وأن يجيد قراءته جيدا، فأجدادهاحتلوا ارضنا لمدة أربعة قرون من الزمن، ولكن الحق لا بد أن ينتصر مهما طال الظلم، وأن تعود الحقوق لأصحابها، وأوكد لك يا أردوغان إن أطماعك ستهزم سواء في الوقت القصيرأو مهما طال الاحتلال.

اختم مقالتي، سورية ستبقى واحدة موحدة رغم كل محاولات الاستعمار الحديث والخبيث للنيل من سورية وشعبها، وأنا كسوري عربي ومتابع للوضع منذ اندلاع الأزمة في سورية، أؤكد بأن سورية ستعود إلى سابق عهدها وتعود كقوة إقليمية وعالمية، لها تأثيرها في موازين القوى العالمية.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.