لماذا ينسحب ترامب / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 20/12/2018 م …
في جلسة الأستماع للجنة الخدمات العسكرية بالكونجرس الأميركي بتاريخ ٢٧/١٠/٢٠١٥ ، والكونجرس  احد اركان الحكم الرئيسية في اميركا  حول استراتيجية الحكومة الأميركية في سورية حضرها وزيرالدفاع الأميركي آشتون كارتر واعلى رتبة عسكرية في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد سال السيناتور ليندسي غراهام وهو نائب وعقيد بحري سابق وعضو مجلس الشيوخ  الجنرال دانفورد :



هل نوفر غطاء” جويا” لهؤلاء الذين ندربهم لقتال داعش :
دانفورد : نعم سنقوم بذلك
غراهام : هل سيقوم المقاتلين الذين ندربهم باسقاط الأسد ؟
انفورد : المقاتلين الذين ندربهم الآن يركزون على داعش
غراهام  بحدة :  هل عندهم هدف اسقاط الأسد ؟
دانفورد : لا اعرف ..
غراهام وبلهجة محتدة :  مالذي تعنيه بانك لا تعرف
هل يقاتل الروس والأيرانيون وحزب الله الى جانب الاسد  ؟
دانفورد مرتبكاً   : نعم ؟
غراهام  : والجيش الأميركي لا يقاتل الأسد ؟
دانفورد : نعم لا يقاتل الاسد .
غراهام  موجها السؤال لكارتر : هل هذا صحيح ؟
كارتر المرتبة والمحرج  :  ممممم  نعم ؟
غراهام : اليس هذا يوما سعيدا للأسد ان يعلم ان الجيش الأميركي لا ينوي قتاله ؟ ساخبركم شيئا ايها السادة :
 ( انتم والرئيس اوباما سلمتم سورية لروسيا وايران هذا يوم حزين لأميركا) . هذا ما كانت تريدة الأستابلشمنت الأميركية من الوجود العسكري الأميركي بسورية :
عدم ترك سورية لأيران وروسيا .
 والاطاحة بالاسد وتدمير سورية .
توفير الامن والتفوق للعدو والصهيوني.
ضمان مواصلة الهيمنة ونهب الثروات العربية .
قطع الطريق على النفوذ  والتمدد الايراني وحزب الله والمقاومة الفلسطينية والعراقية.
 وهو الذي جرى توبيخ رئيس الأركان ووزير الدفاع واوباما بسببه فمالذي حصل حتى يغامر ترامب ويتخذ قرارا بسحب القوات الأميركية من سورية ؟
لجأت اميركا لكل الوسائل والأدوات لأسقاط الأسد ولم تدخر جهدا وطريقا” واسلوبا” من اي نوع الا وسلكته ,  فقد لوحت باستخدام حاملات الطائرات وأعيدت من المتوسط بعد اتفاق تخلص  سورية من الاسلحة الكيماوية ، ثم استخدمت صواريخ  ارض ارض كالتوماهوك  ، والعدوان بالطائرات  ، وتدخل العدو الصهيوني عشرات المرات وتقديمه الدعم للأرهبيين  .
 ودربت  وزجت بما يناهز 350 الف ارهابي من 85 دولة من دول العالم وانفقت مئات المليارات  ، ثم لوحت باستخدام النووي واغلاق هرمز ،  وخفضت سعر برميل النفط لأسقاط اقتصاد ايران ، وروسيا ،  وخلقت بؤر توتر في اوكرانيا ، ونشرت القبة الصاروخية وقواتها البرية في اوروربا الشرقية ،  واقامت القواعد في التنف
وقد انسحبت من  جنوب سورية وتخلت بشكل معلن عن الارهابيين وسبق ان انسحبت من العراق تحت ضربات المقاومة بعد ان بلغ عديد قواتها ١٧٠ الف مقاتل
لقد أقامت قواعد شرق  الفرات وشكلت تحالف من بريطانيا وفرنسا اطلقت عليه اسم التحالف  الدولي قام بقصف المدنيين واوقع مئات الشهداء ودمرت الرقة وتدمر  تدميرا كاملا” , لكن النتيجة كانت سيطرة سورية على ما يفوق ال 85% من سورية وتحرير حلب والغوطة والقلمون وجنوب سورية وشرق السويداء بتلول الصفا ومحيطها  وسقوط دولة الخلافة داعش وتمركز الأرهابيين بادلب التي تنتظر معركة حاسمة .
حاولت اميرركا استخدام ورقة الأكراد ودعمت قسد لكنها لم تكن على استعداد لخووض اي معركة نيابة عنهم او عن اي احد ولم تكن على استعداد لأن تضع نفسها بمواجهة مع تركيا التي حشدت قوة كبيرة لخوض المعركة ضد الأكراد .
  ان انخراط تركيا في سوشي ودورها في ادلب ثم حشودها لخوض معركة ضد قسد الاداة الاميركية المشروع الاخير المتبقي لترامب للمساومة قد سدد ضربة قاضية لنوايا خلق كيان كردي مرفوض من الجميع .
ومن البديهي انه بعد معركة ادلب سيكون واجب الجيش السوري  تطهير باقي التراب السوري اي الدخول بمواجهة مباشرة مع قوات الغزو الاميركية او ان تواجه هذه القوات حرب تحرير شعبية لا طاقة لترامب بها وهو  الذي واجه صفعة مهينة له من الكونجرس مؤخرا بسبب  دعمه لمحمد بن سلمان ومنع تزويد السعودية بالاسلحة لمواصلة عدوانها على اليمن هزته وأضعفت موقفه
كانت القوات الاميركية تسعى لخلق كيان كردي ومنطقة عازلة  وهي مسألة مستحيلة بسبب موقف جميع دول الأقليم المناهض لهذا المشروع ,   وخلق منطقة عازلة ممتدة من الشمال للسويداء  للجولان وهذه المسألة حسمت بعد معركة تحرير جنوب سورية وشرق السويداء ومحيط تلول الصفا
ومنع طريق بغداد دمشق من الانسياب وهذا ايضا سيُصبِح غير ممكنا بعد معركة ادلب وشرق الفرات وتحرير جنوب سورية .
منيت  كافة  خطط وادوات ترامب في المنطقة بالهزيمة  إبتداءً من السعودية لقطر للعدو الصهيوني للارهابيين وحتى الاتراك الذين اتخذوا وجهة جديدة  لم يعودوا بالجيبة
بالتالي فقد كان  قرار الانسحاب اصوب القرارات  واقلها  ضررا” وايلاما” وبنفس الوقت يمكن خلط  الأوراق ووضع الاتراك بمواجهة روسيا وايران وسورية والأكراد ومنع الحل السياسي
وبذا يصبح  الاكراد  امام خيار مصيري بعد الصفعة الاميركية وهوالعودة للدولة السورية  وخوضهم معركة انهاء داعش تحت رايتها
 كما سيعمل الروس الى منح تركيا ضمانات حول الاكراد بمشاركة الإيرانيين والسوريين
تبقى ام المعارك ادلب فحسمها ينهي كل الملفات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.