فجر الثامن من تموز في العام 1949 لم يكن فجرا عاديا / النائب الأردني القومي الاجتماعي طارق خوري

 

 النائب الأردني طارق خوري ( الأردن ) الخميس 9/7/2015 م …

فجر الثامن من تموز في العام 1949 لم يكن فجرا عاديا

فذاك الفجر كان الفجر اﻷخير من حياة مفكر و فيلسوف و مؤسس حزب

ذاك الفجر لم يكن اﻹغتيال للزعيم انطون سعادة فقط بل كان اغتيالا عالميا للقانون و بشكل ” قانوني”

ففي ذاك الفجر كان أسرع تنفيذ لحكم أعدام ﻷسرع محاكمة بالتاريخ

و كانت جريمة الزعيم سعادة أنه آمن بأمته و حاول ايقاظ الروح  السورية القومية في نفوس كل السوريين و أينما كانوا

كانت جريمته الثانية أنه آمن بأننا كلنا مسلمون لله و ﻻ عدو لنا إﻻ اليهود

جريمته الثالثة أنه آمن أن عدونا اليهودي يسعى لتحقيق حلمه بما يسمى (اسرائيل ) و حدود هذا الكيان برأي تلموده من النيل إلى الفرات أي سوريا الطبيعية أو الكبرى

فلا شيئ يقضي على الحلم الصهيوني إﻻ وحدة اﻷمة السورية

و ﻷن انطون سعادة يفعل ما يقول كانت لحظات ما قبل إغتياله  وقفات عز متتالية

استقبل الكاهن بكل لطف و هدوء و قال له لم أؤذي أحدا و لم أسرق

و لم أقتل لذا ليس لدي ما أعترف به أو أخاف منه

و رفضت  المحكمة أن تحضر له زوجته و بناته رغم الحاحه على هذا الطلب كي يودعهم و كذلك رفضت تحقيق رغبته الثانية اذ طلب قلما و ورقة ليكتب شيئا ما

هنا بدأ الزعيم بالكلام غير آبها بكل من في تلك المحكمة

قال: ﻻ يهمني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت

و قال : “لا أعد السنين التي عشتها بل اﻷعمال التي قدمتها

هذه الليلة سيعدموني أما أبناء عقيدتي سينتصرون و سيجيئ انتصارهم انتقاما لموتي

كلنا نموت لكن قليل منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة”

لم يرتجف و شرب فنجان قهوة و اخذوه مقيدا إلى مكان بعيد لينفذوا حكم اﻹعدام

هو أراد أن ينزعوا العصابة عن عينيه و قال أنه يريد أن يرى رصاص بلاده يخترق جسده فقال أحدهم النظام يفرض ذلك

فقال لهم “اني احترم النظام”

و ﻷنه زعيم حقيقي ظل ﻵخر لحظة بكامل وعيه لدرجة أنه شعر ببحصة تحت ركبته و طلب أن يزيلوها و فعل أحدهم ذلك و شكره الزعيم

فكان عنوان لمقالة الرفيق سعيد تقي الدين “عجبت لمن قال لجلاده شكرا”

اغتالوا الزعيم انطون سعادة ﻷنهم خافوا منه ، خافوا من تأثيره اﻹيجابي الكبير خافوا من فكره النهضوي و خافوا من اكتشاف هذا الحزب لمخططات الصهيونية ﻷمتنا بمساعدة الصهاينة العرب

يا زعيمنا فكرك باق ﻷنه كما قلت قد جاء ﻷجيال لم تولد بعد و أبطال الحزب يروون التراب بدماء هي وديعة اﻷمة فينا

كل سوري قومي حزين ﻹغتيالك  فخور باستشهادك و كل يوم نصبح أكثر تمسكا بهذا الفكر فكل ما حذرت منه و تكلمت عنه نراه بأم العين فالتركي ما زال عدونا و الأصولية الدينية السياسية ما زالت خصمنا و الصهيوني ما زال يحتل فلسطين و يدمر تراثنا و يلعب بمقدرات أمتنا و بات هو الصديق لبعض أخوتنا

لكن النصر قادم و ستنتصر أمتنا على تنين الشر ﻷنها صارعت و غلبت أكثر من تنين

و أنت من قلت:

‘إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت مجرى التاريخ”

و ها هم أبطال فلسطين يعلموهم و أبطال لبنان يرعبوهم و أبطال الشام و العراق يلقنون ذيولهم دروسا كبيرة

و من اﻷردن أبطال بعضهم أسرى لدى الصهاينة لكن الصهاينة بشعرون أمام صبرهم أنهم هم اﻷسرى

يا زعيمنا جسدك مات منذ زمن لكن حزبك باق ،باق،باق

تحيا أمتنا و يحيا فكرك.

طارق سامي خوري.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.