لماذا هذا التهويل عن الانسحاب الامريكي من سورية؟ / كاظم نوري الربيعي

 نتيجة بحث الصور عن انسحاب أمريكا من سورية

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 21/12/2018 م …




المعروف عن الولايات المتحدة انها تتخذ القرارات ومنها قرارها الاخير  سحب    القوات من سورية  بصورة قد تفاجئ البعض حتى الحلفاء  خاصة في عهد رئيس مهووس ب” البوزات” والعنجهيات ” والتخبط السياسي وحتى العسكري  تحيط به شلة من المتشددين بل الحاقدين على البشرية  امثال بولتون  لكنها قرارات خطط لها مسبقا باتفاق مع  انظمة وقادة عملاء لها يتسترون احيانا  بطريقة تشبه ” النعامة” عندما تدس راسها بالرمال ظنا منها ان احدا لم يعد يرى جسمها  المكشوف والبادي للعيان .

 واردوغان واحدا من هؤلاء الحكام فبلاده عضو في حلف عدواني ”  تقوده الولايات المتحدة ” ” ناتو” هذا وحده يكفي ان انقرة تبقى ضالعة بالمؤامرة الامريكية والاستعمارية  ضد سورية فضلا عن احلامها التوسعية  بصرف النظر عن كونها  اعتادت ان تحني راسها للعاصفة اذا تطلب الامر وهناك قواعد عسكرية امريكية على اراضيها و” انجرليك”  واحدة منها لم تمس     رغم  محاولة السلطات التركية الايحاء بان هناك خلافات مع واشنطن ثم نسمع ان اردوغان اتصل ب” ترامب” وكان الحديث ايجابي  واتفقا على كل شيئ.

ترامب نفسه علق على  سحب القوات بالقول: اذا تعرضت داعش للقوات الامريكية” سوف ندمرها مما يعتي ان داعش لم تتحرش يوما بالقوات الامريكية وان  واشنطن هي الاخرى لم تتحرش بها بل استخدمتها ذريعة  ” شماعة” للبقاء طيلة هذه الفترة وقررت الانسحاب بعد ان دربت مخربين وارهابيين في المناطق التي احتلتها لفترات طويلة سوف تستخدمهم كما فعلت في العراق  عندما انسحبت منه عام 2011 لكنها كانت ومن خلال استخباراتها وعملائها الذي قدموا مع الدبابات الامريكية  تثير الفوضى في البلاد حتى جاءت مسرحية داعش لتعود من الشباك  بعد ان خرجت من   الباب العراقية في حينها.

انباء تتردد عن عزم واشنطن سحب قواتها الى ” اربيل” العراقية وهذ ليس  غريبا  على ” بارزاني” الذي عودنا على نيل  صفة العمالة والانبطاح حتى  للموساد الصهيوني  مابالكم اذا كانت ماما امريكا وهو الذي يركع عند اقدام اردوغان؟؟.

لم نسمع حتى في الحملة العسكرية العراقية ضد داعش ان  التحالف الامريكي الذي يطلقون عليه ”  التحالف الدولي قد حقق شيئا على الارض لكن الذي تم توثيقه هو ان طيران هذا  التحالف تسبب في قتل الاف العراقيين في الموصل فضلا عن تدمير البنية التحتية وهو ما تقر به واشنطن وفي سورية حدث الشيئ نفسه تم تدمير الجسور وقصف الابرياء في دير الزور  وغيرها من المناطق . هذا هو الانجاز الي حققه التحالف الامريكي؟؟

روسيا المعنية بالشان السوري كانت واعية ومدركة للخطوة الامريكية حتى ان الرئيس  بوتين نفسه قال” لم نلمس شيئا او مؤشرات عن الانسحاب الامريكي مؤكدا ان لاحاجة لهذا الوجود غير الشرعي اصلا كما علق مسؤول في اللجنة الامتية  في البرلمان الروسي   بالقول ” لاتثقوا ابدا بما يصدر من  اقوال عن مسؤولين امريكيين مالم نلمس ذلك بشكل  واقعي فقد عودنا المسؤولون  الامركيون على التصريحات غير الصحيحة.

فرنسا التي تشارك الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا تتحدث عن  اصرار لليقاء تحت ذريعة وجود داعش كما ان لندن هي الاخرى تشاطر باريس  ذات الاكذوبة.

 اما قادة الكرد الذين صدقوا الوعود الامريكية وبلعوا الطعم  فقد خابت امالهم ولم يتعضوا من دروس التاريخ التي مروا بها .

الانسحاب الامريكي لم يعد اكثر من مسرحية  وان الفصل الاخر لها سوف يكون في ليبيا حيث النفط الغزير والمنافسة الشديدة بين لصوص عواصم  الغرب ولصوص من العرب  ايضا وتركيا فهناك مجموعات ارهابية تنفذ اجندات غربية وتركية و تخدم بعض الانظمة الخليجية .

 وان واشنطن هي الاخرى سوف  تدخل كمنافس لهذه الجماعات وربما يتاثر الوضع في مصر جراء الحدود المشتركة مع ليبيا  اثر التنافس الاجنبي ممثلا  بمجاميع ارهابية تحصل على المال والاسلحة لتنفيذ اجندات اجنبية بعد ان تمكن الجيش الوطني الليبي من احراز نجاحات متقدمة على هذه  المجاميع التي تعبث في البلاد فسادا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.