الإنسان موقف و الحياة وقفة عز … من القلب للقلب لكل مغترب / دنيز نجم

 

دنيز نجم*  ( سورية ) الخميس 9/7/2015 م …  

*إعلامية سورية

كل مغترب عن وطنه يذوق طعم المر مرتين مرة لغربته عن وطنه الأم و مرة أخرى من العذاب الذي يتذوقه في كل يوم ببلاد الغربة و لكن الأمر و الأصعب من ذلك كله هو  أنه يقف مكتوف اليدين و هو يرى الكون يحارب وطنه الأم دون أن يشارك بالدفاع عنه و لو كان بكلمة خوفاً من لفت أنظار السلطات في الدولة التي يقيم بها .

و على سبيل المثال سئل مواطن إيطالي حين كان يتقدم لإمتحان الجنسية في بلد ما : في حال نشأت حرب بين دولتنا و إيطاليا فمع أي دولة ستحارب و كان جوابه باللاشعور مع بلدي إيطاليا .. و بكل أسف تسبب جوابه هذا في حرمانه من جنسية البلد التي يقيم بها .

و هذه القصة حقيقية حدثت بالواقع و لكني أمتنع عن ذكر اسم البلد التي كان يقيم بها و لو طرحنا السؤال على كل مغترب بالتالي سيكون الجواب نفسه باللاشعور و سيقف مع وطنه و لكن الغالبية منهم يفكرون قبل إجابتهم حرصاً منهم على مصالحهم في الدولة التي يقيمون فيها .

لقد سردت لكم هذه القصة لأنها تمقل نقطة ضعف لكل مغترب هو حريص على عائلته و على عمله فيبتعد عن السياسية و دهاليزها كي يرحم نفسه من أية ضغوط قد يتعرض لها في المستقبل و لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لسورية لأن الحرب عليها لم تكن من بلد واحد بل كانت حرب كونية شاركت بها بعض الدول الغربية و بعض الدول العربية و سورية تستحق من كل مواطن سوري شريف مغترب بأن يدافع عنها لأنها موطنه الأم و موطن أجداده و من نكر أصله فلا أصل له و بدلاً من تنظيرهم على الشعب السوري في الداخل أو على الجيش من خلال مواقع التواصل الإجتماعية كالفيسبوك و التويتر فليقفوا إلى جانب شعبهم و جيشهم و يساندوه و يقولوا فيهم كلمة حق في زمن الباطل لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس و الإنسان موقف و الحياة وقفة عز .

أيها المغتربون ليس مطلوب منكم أن تحاربوا الدول التي تقيمون فيها و ليس مطلوب منكم أن تقاتلوا من أجل وطنكم الأم بل كل ما هو مطلوب منكم هو أن لا تقفوا مكتفين الأيادي لتتفرجوا على سورية و زنانير الغدر و النار تلفها من كل جنب بل حاولوا أن تكونوا مع أوطناكم و لو بكلمة أو دعاء و قفوا مع شعبكم الأصيل الذي صمد صمود الأنبياء لأجل عزة نفسه و كرامته و لا تكونوا من المتفرجين على مذابح الدم بل عبروا عن آرائكم بحرية الديمقراطية التي أتحفتنا بها دول الغرب و هذا من أصغر حقوكم و لا يمنعكم عن هذا الحق سوى أنفسكم حين تقبلون بالأمر بالواقع الأليم و ترضخون له دون أن تحركوا ساكنة .

كل مغترب في قلبه نبضة خاصة لموطنه لا يشعر بها إلا عند عذاب ضميره حين يسمع اسم بلده و يتلوع قلبه و لكنه بكل أسف يفضل الصمت الأعجمي على الكلام خوفاً من أن يلفت الأنظار من حوله في مجتمعه الذي يقيم به …  و لكن إلى متى …… !!! ؟؟؟ .

لقد تعب الصمت منكم و جفت الحناجر من ندائنا لكم فموطنكم يناديكم و خدمة العلم واجب علينا و على كل مغترب فالصديق عند الضيق و سورية في ضيق و هي تحتاجكم جميعاً إلى جانبها بكل أطيافكم لأن لعبة الحرية التي قاموا بتمثيلها عليكم قد انكشفت و كشرت الذئاب عن أنيابها و بدأت تنهش لحم أبنائنا بمخالبها السامة و هاهي اليوم تنهش لحم كل البشر و من كل الأطياف فأين ذهبت شعارات الحرية التي سمعتم بها و أين هي ثورة الحرية التي أغرقوها بالمال حتى انقلبت كل الموازين و هل الثوار الذين تؤمنون بهم هم من جماعة المتطرفين دينياً كداعش يقتلون و يذبحون في صمت عربي أخرس و أنتم في الخارج على مدارج المسرح تجلسون متألقون تتفرجون على مسابح الدم و كأنها مبارة لكرة القدم و عندما ينتهي العرض تكملون يومكم و كأن شيئاً لم حتى نخوتكم باتت رماد .

صحوة ضمير مغترب واحد يشبك يده في أيادي أبناء وطنه سترفع من معنوياتهم و ستكون بداية للم شمل المغتربين من جديد فعلى محبة الوطن سنجتمع لنلملم ما بقي من قلوبنا المتعبة في غربتنا لنكون في الوطن مع كل شرفاء العالم من الداخل و الخارج لنكون يداً واحدة و صوت واحد … أيها المغتربين بكم نكون و معكم يكبر الأمل و يحلو النصر كونوا حريصين و لكن لا تخافوا من أي شيء فمن كان الله معهم فلا غالب لهم .

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.