سعد الحريري في وضع حرج: التطبيع مع سورية أولوية / علاء خوري

علاء خوري ( لبنان ) الجمعة 21/12/2018 م …
لم تجر رياح التغيير الآتية من الخارج كما تشتهي سفن الرئيس سعد الحريري الذي يتحضر لترؤس حكومة للمرة الثالثة على التوالي، فالمتغيرات الاقليمية والدولية وضعت الرجل في موقف لا يُحسد عليه، وهو الذي رفع شعار المرحلة لا علاقة مع ” النظام المجرم! ” في سورية، متحصنا بموقف عربي وتحديدا خليجي رافضا أي وجود للرئيس السوري بشار الاسد في المعادلة الجديدة.
فجأة وفيما يتحضر الرجل للدخول الى السراي من جديد، تلقى أول صفعة أميركية من صديقه الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اعطى توجيهاته ببدء الانسحاب الاميركي من سورية، في خطوة وضعت الجميع حول العالم بموقف محرج يُعد انتصارا للنظام السوري على حساب حلفاء ترامب في المنطقة، الامر الذي ينعكس بشكل كبير على الاداء الحكومي في المرحلة المقبلة.




وتظهر التشكيلة الجديدة أن الحريري حرص على اختيار اسماء من تياره غير مستفزة لقيادة المرحلة المقبلة، التي تتطلب تماسكا حكوميا لمواجهة التحديات المرتقبة وتكون على قدر المسؤولية للبدء بتنفيذ المشاريع الموعودة. واختارالحريري اسماء وزرائه لتكون غير مستفزة لا سيما اؤلئك الذين يتولون حقائب مهمة كالداخلية والاتصالات، على خلاف الوزراء السابقين الذين يعدون “صقورا” في تياره..
في المقابل فان الزيارات المتبادلة بين سورية ولبنان ستتكثف في المرحلة المقبلة، وربما نشاهد وزراء سوريين في لبنان يستقبلهم نظراؤهم للبحث في سبل التعاون بين البلدين في أكثر من محطة.
وبحسب مصادر سورية فان مقتضيات المرحلة المقبلة تفرض على الجميع التعاون مع دمشق وما كان محرما قبل سنوات سيكون معمولا به في القريب العاجل، مع عودة العلاقات الخليجية السورية وعودة السفارات الى العاصمة دمشق وهذا ما سيلمسه الحريري بنفسه عندما يأتي الضوء الاخضر السعودي.
ولم ينتظر رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تطورات النهار المتسارعة ليعلن موقفه، فاستعان بالكاتب السوري محمد الماغوط ليغرد قائلا ” حسنًا أيها العصر لقد هزمتني لكنني لا أجد في كل هذا الشرق مكانًا عاليًا أرفع عليه راية استسلامي”.
جنبلاط القارئ والمتابع جيدا لمسار الامور أعلن بتغريدته هزيمته السياسية أمام المشروع الذي ناهضه ووقف بوجهه لسنوات.. جنبلاط نفسه أيضا أهدى “صديقه” الرئيس الحريري قبل اسبوع نصيحة بالذهاب قدما نحو التسوية ولقاء النواب الستة السنة لأن المشروع الروسي الايراني انتصر في المنطقة والنظام السوري سيبقى وبدعم خليجي.
ربما ستستعين حكومة الحريري الثالثة بوزارة الاشغال، للبدء بورشة توسيع وتعبيد طريق بيروت الشام بصورة تتلاءم للمشاريع المتبادلة بين الوزرات السورية واللبنانية، وربما لن يتأخر الحريري برفع الراية البيضاء وعلى طريقته معلنا أن الوطن أكبر من الجميع والتضحية في سبيله من البديهيات حتى ولو كانت بحجم الاعتراف ببشار الاسد رئيسا لسورية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.