تدريس العدوان!! احمد الشاوش

 

 

أحمد الشاوش ( اليمن ) الخميس 9/7/2015 م …

– ما يتعرض له الشعب اليمني من إبادة جماعية وحصار خانق من قبل دول التحالف العربي بقلم/ احمد عبدالله الشاوش –

ما يتعرض له الشعب اليمني من إبادة جماعية وحصار خانق من قبل دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية وأمريكا وإسرائيل ، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وعلى محمل الجد من قبل السلطة الحالية في اليمن أو القادمة مهما كانت الاتفاقات والإغراءات والصفقات ، ولابد أن يسارع العلماء وقادة العمل السياسي ودكاترة الجامعات والمثقفون ورجال الصحافة والإعلام والشخصيات والوجاهات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية اليمنية الرافضة للعدوان البربري السعودي, إلى سرعة التنسيق والمطالبة بإصدار “قرار” تاريخي من أعلى مستوى في الدولة اليمنية بتشكيل لجنة وطنية عليا متخصصة للتنسيق مع قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم لإقرار مادة ثقافية تحت اسم “العدوان على اليمن” ,تسلط فيها الضوء على ما تعرضت له اليمن أرضاً وإنساناً من إبادة جماعية ومشاهد مروعة ودماء ودمار وشلل لكافة نواحي الحياة في كافة محافظات ومدن وقرى الجمهورية اليمنية بالصور والأرقام والوثائق الحقيقية ، وأن يتم إخراجها إلى حيز الوجود بصورة سلسة ومبسطة مركزة على أسباب العدوان ومسبباته وأهدافه ومخاطره وكشف من تآمر وأيد وتواطأ من الداخل والخارج سواء كان في قمة هرم السلطة أو أدناها .

وأن تكون المادة المقرة نقطة ضوء في حب الوطن وتماسك النسيج الاجتماعي ومورداً لنهل المعرفة ومحاربة الطغيان واستلهام الدروس ، بعيداً عن روح الانتقام وبما يساهم في توجيه الأجيال القادمة نحو التعايش والسلام .

كما أن تخصيص يوم في الأسبوع لمشاهدة أفلام وثائقية في كافة مدارس الجمهورية اليمنية هو خطوة عملية لقطع الشك باليقين عن ما ارتكبه العدوان السعودي وحلفاؤه ومؤتمرات وندوات دورية للتذكير ، وإن تخصص فصول أخرى توثق أيضاً للاستعمار البرتغالي والبريطاني والعثماني في اليمن .

ونتمنى أن تكون اللجنة الوطنية المختصة بوضع مادة “العدوان على اليمن” مستقلة بكل ما تعنيه الكلمة وبعيدة كل البعد عن سيطرة أي حزب أو جماعة أو فئة أو سلطة أمنية وألا تخضع لأي ضغوط إقليمية أو دولية ، وأن تضع فقط في اعتبارها الثوابت الوطنية العليا لليمن وتؤمن بأن إقرار مثل هذه المادة الإنسانية وكل كلمة صادقة فيها هي أسمى وأشرف الأعمال ، ورسالة سامية توثق للتاريخ والأجيال اليمنية القادمة والإنسانية جمعاء ، مدى بشاعة الإنسان والأنظمة والدول المنحرفة ، المتجردة من المبادئ النبيلة والأخلاقيات السامية والمضللة لشعوبها والخارقة لدساتيرها مما حولها إلى وحوش كاسرة مدمرة للحضارات وخطر على السلم والأمن الدوليين.

كلنا أمل أن يأتي اليوم الذي ينجز فيه هذا العمل الوطني الشريف والخطوة الإنسانية العظيمة التي تغرد في صفحاته الناصعة فصولاً عن استهداف العدوان الغاشم للمدن التاريخية الجميلة ، وعجلة الاقتصاد ، والبيوت الاستثمارية والمستشفيات والمرضى الذين فارقوا الحياة بسبب الحصار وانعدام العلاج والعالقين ومساكن المدنيين ودور العبادة ، والمراكز الثقافية ، والمنشآت ، والبنى التحتية العسكرية والمدنية ، والعاطلين عن العمل وأعداد القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والحيوانات وفق إحصائيات دقيقة .

فهل نحن فاعلون باعتبار هذه الخطوة تنويراً للأجيال القادمة بسلبياتها وإيجابياتها واعتبار ذلك العمل العظيم أمانة وانتصاراً للحقيقة ضد التسلط والظلم ووجهاً آخر للصمود؟

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.