الحكومة التركية ورصاصة الرحمة السورية / ميّ حميدوش
ميّ حميدوش ( سورية ) الخميس 9/7/2015 م …
لم يعد العالم اليوم بحاجة إلى أدلة وبراهين عن مدى التورط التركي بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة على مختلف مسمياتها وما يجرى اليوم من استعراضات عسكرية على امتداد الحدود التركية – السورية يثبت حقيقة ما تحدثت عنه القيادة السورية حول التدخلات الإقليمية على الساحة السورية.
لم يكن الحلم الاردوغاني بإنشاء إمبراطورية عثمانية إخوانية ليتحقق دون سقوط سورية ولأن سورية صامدة سقط حلم أردوغان كما سيسقط هو قريبا.
لقد زج اردوغان بنفسه وحكومته في حرب لا ناقة له وفيها ولا جمل فقد اعتقد نفسه سلطان حاكما بأمره في بلاد المشرق محاولا استعادة أمجاد من سبقوه في عهد الخلافة العثمانية وكأنه نسي أو تناسى أن سورية وبلاد الشام كانت سبب انهيار السلطنة العثمانية وانكفائها وأفول نجمها علما أن تلك السلطنة كانت مثالا للتخلف والجهل.
ونعود لنذكر بأن تورط اردوغان في سفك الدم السوري واضحا ولا يحتاج على أدلة واليوم بات هذا المجرم الدولي معزول حتى ضمن الحدود التركية والنتائج الانتخابية الأخيرة تثبت حقيقة ما نقول.
لقد تحولت سياسة اردوغان في المنطقة إلى سياسة داعمة للمنظمات المتطرفة وتحولت الأراضي التركية إلى قواعد ومعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة ومن ثم إرسالها إلى دول الجوار بهدف إسقاط تلك الدول وإخضاعها للنفوذ الإخواني.
مصادر مطلعة في تركيا أكدت بأن اردوغان يحاول الضغط على خصومه السياسيين من المعارضة التركية عبر زج الجيش التركي بمواجهة خاسرة على الحدود السورية وتحت شعار إقامة منطقة آمنة أو عازلة لضمان أمن تركيا وعله يغطي على فضائح دعمه لمختلف المجموعات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” الأمر الذي يفسر امتناعه عن المشاركة بما سمي التحالف الدولي ضد الإرهاب.
نصف القوة البرية التركية تم استنفارها وحشدها على الحدود السورية يأتي ذلك بالتزامن مع تقدم الجيش العربي السوري في الحسكة واقتراب الحسم في حلب وادلب وعلى الرغم من ذلك إلا أننا ننتظر موقفاً حاسماً من المعارضة التركية يصب في مصلحة المنطقة والحفاظ على أمنها فنار الإرهاب لا تقف عند حدود معينة وهنا لابد لنا من التذكير بالدعوة الروسية لإنشاء تحالف حقيقي ضد الإرهاب الدولي المنظم كما لابد لنا من القول بأن اردوغان يحاول إطلاق رصاصته الأخيرة قبل سقوطه عن عرشه.
هذا غيض من فيض تآمر الحكومة التركية على الشعب السوري وهنا لابد لنا من أن نقول بأن سورية اليوم هي من تتحكم بمصائر كل من تآمر وخطط واستهدف السوريين شعبا وقيادة وجيشا، وإن غداً لناظره قريب.
التعليقات مغلقة.