حلم أردوغان ضد الأكراد مؤجل حتى إرضاء واشنطن في سوريا!
إيفين دوبا ( الخميس ) 9/7/2015 م …
الحلم العثماني مات، ومعه مات “سلطانه”؛ حيث حلم رجب طيب أردوغان بمملكة جديدة على أرض سوريا خلال السنوات الأربع الماضية، ولكن كل المشاريع والخطط والبرامج الإرهابية، فشلت على أرضها، على الرغم من أنها فتحت حدودها أمام الآلاف من المجاهدين والمسلحين من أنحاء العالم كافة لدخول سوريا والانضمام إلى “داعش” و”النصرة” وغيرهما من الجماعات الإرهابية المسلحة فيها.
اليوم، ومع موت الحلم العثماني وفشله في تحقيق غاياته، تحجج أردوغان يتذرع هذه المرة بأن هذه الجماعات باتت تشكل خطراً على الأمن القومي لتركيا، ولكن المشكلة التي يقصدها أردوغان هنا، ليست المجموعات الإرهابية، كـ”داعش” أو النصرة” على سبيل المثال فكما هو معلوم حجم التعاون بين تركيا والمجموعات المسلحة في سوريا ومنها المذكورة أعلاه ولكن ما يهم أنقرة وعلى رأسها الحالم أرودغان ينحصر في الهم الكردي، حيث قال منذ أحداث تل أبيض إنه لن يسمح بقيام كيان كردي مستقل في الشمال السوري، بمعنى آخر، من المؤكد أنه لا يريد أن يستعدي “داعش”، فهو يرغب في استخدامها كورقة ضد الأكراد في سوريا وهو ما تبين في مرات سابقة خلال أحداث عين العرب في سوريا، وبالتالي سيستمر أردوغان في مساندة “داعش” ما دام لم يحسم موضوع الأكراد شمال سوريا، ومن بعدها باقي تفاصيل الأزمة السورية.
صحيح أن أردوغان خسر في الانتخابات التركية، إلا أن المعلومات المنتشرة في وسائل الإعلام، تقول إن أردوغان، سيكون له دور فاعل في الحكومة التركية القادمة، وإن كان خارجها وطبعاً السبب الرئيس في ذلك أنه سيستمر في إدارة أوامر الإدارة الأمريكية، وفي الوقت نفسه، كسب الود الأميركي في حال إقناع واشنطن بأن الجيش التركي سيدخل سوريا للقتال ضد “داعش”، وبالتالي كسب المزيد من الرأي العام العالمي في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ومناطق مختلفة من العالم، ولكن ستشترط واشنطن تأجيل الأحلام التركية ضد الأكراد لحين إحداث فارق في الأزمة السورية، وبالتالي سيتم التعويل خلال الفترة القليلة القادمة على مزيد من الدور التركي في المعادلات الإقليمية، ومنها في سوريا، وعليه سيكون من الضروري أن يعمل أردوغان على عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة خلال مدتها الدستورية، أي ٤٥ يوماً، وهذه المدة ستكون كافية لإلهاء الرأي العام التركي حتى الإعلان عن انتخابات مبكرة بعد ثلاثة أشهر، سيعمل خلالها على استغلال هذه الفترة من أجل إعادة كسب تأييد الشارع التركي بانتصارات وهمية يظن أنه سيحققها ضد الأكراد و”داعش” على السواء، وحتى إحداث فارق ما على سبيل الأزمة السورية، وبالتالي سينجح في كسب رضا الشارع التركي والحكومة الأمريكية على السواء، ولكن في حال اشتعلت “داعش” الموجودة على الأراضي التركية فماذا بأحلامه أردوغان فاعل؟!!
التعليقات مغلقة.