ماذا بعد الانسحاب الأمريكي من سورية؟! / حسين سليمان سليمان




براميل النفط تدحرج السياسة الأمريكية بقلم:حسين سليمان

حسين سليمان سليمان ( سورية ) السبت 22/12/2018 م …

بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب المفاجئ والغير متوقع من سورية، جاء ذلك بعد اجتماع مع المسؤولين الأمريكيين يوم الثلاثاء الفائت، واتصال مع الرئيس التركي أردوغان، ماهي الحسابات الجديدة في سورية؟

أمريكا وتركيا تربطهما علاقة استراتيجية وتحالف استراتيجي، حيث تمتلك أمريكا كبرى قواعدها العسكرية في تركيا، وهما القوتان الفاعلتان في حلف الناتو، يا ترى هل نسي حلفاء أمريكا الجدد كل هذه المعلومات.

الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي لعدم موافقة الحكومة السورية له، وماتزال أمريكا موجودة بسورية بصفة المحتل.

اعتدنا على القرارات المفاجئة لترامب، ولكن هل خضع ترامب للضغوطات التركية من أجل الانسحاب، أم إن الاتفاق موجود منذ الوهلة الأولى لاحتلال عفرين العام الماضي، أم موجود منذ اطلاق سراح القس الأمريكي المحتجز في تركيا.

الانسحاب الأمريكي يضع المنطقة في عدة حسابات:

إما تدخل الجيش التركي ليحل محل القوات الأمريكية، ويحارب قوات سورية الديمقراطية ويسعى للقضاء عليها بشكل مباشر، حيث أنقرة تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وتسعى أنقرة للسيطرة على شرق الفرات لمجموعه من الحجج الواهية، أولها اللاجئين السوريين اللذين كانوا ضحية للإرهاب الذي دعمته تركيا واضطرتهم لترك أراضيهم للحفاظ على أرواحهم من الإرهاب، حيث تلعب تركيا بورقة اللاجئين وتستعملهم للضغط على الغرب، وتقنع الغرب بأنه اذا دخلت شرق الفرات ستعيد اللاجئين إليها، متناسين إن الدولة السورية فتحت أبوابها منذ بداية الأحداث لكل سوري يريد العودة إلى البلاد.

والمبرر الثاني حسب رأي الأتراك هو الأمن القومي التركي، ولكن التدخل التركي في شرق الفرات هو المطامع التركية في خيرات جارتها كما ذكرت في مقالتي السابقة.

والحساب الطبيعي والعادي هو بسط الدولة السورية كامل سيطرتها على الأراضي السورية، وهذا مطلب شعبي وجماهيري، وهذا ما أكده أبناء سورة الوطنيين في مدن شرق الفرات وخروجهم في مظاهرات كبيرة، للمطالبة ببسط الجيش السوري سيطرته على كل شبر من الأراضي السورية ورفهم للتدخل التركي.

وفي ختام مقالتي أؤكد لكم بأن الحق سينتصر، وستعود سورية لأبنائها اللذين عانوا من سنوات عجاف، مورست بحقهم جميع أنواع الارهاب، فالشعب السوري الذي صمد وصبر ووقف إلى جانب الدولة السورية، قد نال ثمرة الصبر، وستعود جميع الأراضي الورية إلى حضن الوطن في القريب العاجل.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.