قادم الأيام يخص إسرائيل / محمد فؤاد زيد الكيلاني
محمد فؤاد زيد الكيلاني ( الأردن ) السبت 22/12/2018 م …
عندما قرر ترامب سحب قواته من سورية بقرار غير مسبوق ومفاجئ، العالم بأسره يعيش فترة من التخبط من هذا القرار، وبالأخص إسرائيل التي هي الآن في حالة رعب حقيقية بعد هذا القرار، وأعلن انه سيسحب قواته من أفغانستان بذات الأسبوع، قرارات سريعة ومفاجئة وصاعقة بالنسبة لحلفاء أمريكيا في العالم وكانت الصدمة في الصالونات السياسية الأمريكية، ومن نتائجها بدأت الاستقالات في الإدارة الأمريكية فور الإعلان عن هذه القرارات .
في هذه الفترة سورية خالية من القوات الأمريكية، وحلفاء أمريكيا ستسحب قواتها من سوريا أُسوة بأمريكا ، وهذا الوضع لم يحدث منذ اندلاع الأزمة السورية ، بان غادرت قوات التحالف الأرضي السورية التي كانت تساند التكفيريين في حربهم ضد الجيش العربي السوري ، وإسرائيل أيضاً كان لها دور في هذه الحرب.
انسحاب أمريكا وقوات التحالف من سورية له اثر كبير على إسرائيل ويهدد وجودها، وإسرائيل في حالة فوضى عارمة وتخبط لم يحصل أن كانت في مثل هذا الحالة الهستيرية التي هي عليه الآن، بعدما كانت الدولة القوية أصبحت الآن اضعف مما يمكن أن تكون ، وإذا حاولت إسرائيل ارتكاب أي حماقة من خلال أي عمل عسكري لاسترجاع القوات الأمريكية إلى المنطقة لن تجد أي دعم من أمريكيا، قادم الأيام يحمل في طياته هزائم لإسرائيل وعليها المصالحة مع دول الجوار والانصياع إلى إرادتهم الحرة كعرب أحرار .
الآن الأراضي السورية خالية من قوات التحالف لكن يوجد بعض جيوب المعارضة وهي في نهايتها الآن ، الذي سيحل محل قوات التحالف هو الجيش الإيراني من خلال إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا لملئ الفراغ الذي تركته قوات التحالف، وطبعاً لحزب الله موقع في سوريا من اجل حماية مصالحه في سوريا ولبنان في نفس الوقت، وسيحدث ما تصبوا إليه إيران من أن تكون على مرمى حجر من دولة العدو ، يجب أن نُذَكِر إسرائيل بِلَيّلَةْ الصواريخ التي حصلت في رمضان 2018 عندما أُمْطرت إسرائيل بصواريخ إيرانيه من منطقة قريبة من الجولان ولم تستطع الرد في ذلك الوقت .
إسرائيل إلى الهاوية وهي في الهاوية الآن لان ميزان القوى الآن أصبح لصالح القوات السورية بعد سنوات القتال الدائر بين الجيش والمعارضة ومن يدعمهم . الخلافات الإسرائيلية الداخلية والقوة المحيطة بإسرائيل تمنعها من أن تُقْدِم على أي عمل كان سواء في الداخل الفلسطيني الصلب أو على حدود غزة أو على الجنوب اللبناني أو على سوريا ، الكل لها بالمرصاد .
على الدول العربية إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة من جديد بعد هذا الوضع الجديد الذي آلت إليه الأمور من خلال موازين القوى الجديدة.
روسيا رحبت بهذا الانسحاب وجاري العمل على سد هذا الفراغ بكل الطرق الممكنة ، دولة مثل روسيا تعتبر دولة عظمى سيكون لها نفوذ في المنطقة العربية ووقوفها مع سورية في هذه الحرب يعزز من موقفها في المنطقة.
التعليقات مغلقة.