كن فلسطينيا مع اليمن المقاوم.. أو لا تكون / فيدا وردة
فيدا وردة ( فلسطين ) الخميس 9/7/2015 م …
مع أول “دزينة” شهداء ارتقت نتيجة العدوان السعودي الامريكي العرباني الجائر على اليمن.. تفوه “المأجور” القابع في رام الله المصافح والمعانق لقاتلي أطفال فلسطين فقال “أنا مع الشرعية”.. وقفت حينها “دقيقة صمت”, ليس حدادا على أرواح الأبرياء, بل تأملاً.. عن أي شرعية يتكلم هذا؟!! عن أي حقوق لمملكة الرمال يدافع هذا؟؟!! من أنت يا هذا؟؟!! من أعطاك الشرعية لتتحدث بإسمي؟؟
مع ثاني “دزينة” شهداء ارتقت في اليمن.. بينها أطفال يشبهون بملامحهم, وسمرة وجوههم والغبار المغطي أجسادهم الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة.. أطفال غزة هاشم, تفوه “القيادي” الساكن قصور قطر… فقال “أنا مع الشرعية في اليمن”, حينها, وفي “دقيقة الصمت” مرّ في ذهني ذاكرة ليست ببعيدة لآلاف, بل مئات آلاف اليمنيين في صعدة وتعز وصنعاء يرفعون صور أطفال غزه, وأعلام فلسطين, يهتفون, الموت لإسرائيل الموت لأمريكا, بالروح بالدم نفديك يا فلسطين, لم تدم كثيرا “دقيقة الصمت” حتى صرخ كل ما في وجداني كفلسطينية, كعربية, كمسلمة, كإنسان… “يـــــــــــــــا مجرم”..
لن أطيل بالشرح والتفاصيل بخصوص المأجور والمجرم, فمعظمنا “الحر” بات على يقين أن لا خير فيهما, فالقابع في رام الله “قبض الثمن” وساكن قصور قطر وقف مع محاصر شعبه ضد معينه. وقفت, وترقبت, وتأملت “غداً شعبي سينتصر لليمن, غداً شعبي سينظم تظاهرات ويحمل صور أطفال اليمن الشهداء في شوارع فيينا ولندن ونيويورك و و و ورام الله وغزة, غداً سوف ينتفض شعبي, ويهتف الموت لإسرائيل الموت لأمريكا الموت لآل سعود اللعنة على القاتل”. مرت مئة وسبعة أيام منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي العرباني الإجرامي على اليمن المقاوم, ولم ينتفض “معظم” شعبي, لم يتظاهروا, لم ينددوا, حتى ولو “فيسبوكياً” لم يقوموا بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي تندد بالعدوان كما فعل اليمنيون, لم يغيروا صور بروفايلاتهم تضامناً لصورة “اليمن تحت النار” كما فعل اليمنيون وكل احرار العالم حين أحرقت غزة.
اليوم, في الذكرى الأولى لحرب رمضان على غزة, اليمن يحترق, وغزة تتجهز للعيد. اليمن يُباد شعبه وتدمر أرضه وتذبح أطفاله, وفي غزة, “النسوان عند الكوافير” وفي الأسواق يتبضعون لملابس العيد. اليوم في اليمن تدمر المساجد فوق رؤوس المصلين وغداً وفي آخر جمعة من شهر رمضان الفضيل يتظاهر اليمنيون من أجل القدس في كل المحافظات رغم الاعتداء الوحشي المستمر, وفي القدس, لا دعاء لأهل اليمن…. قد يعتبر كلامي هذا تحريضاً مضافاً على عدة تحريضات ضد غزة هاشم الأبية المقاومة الحبيبية, قد يعتبر وقد يعتبر وقد يعتبر, ولكني لم أعد أعتبر لما قد يُعتبر.. فالساكت عن الحق شيطان أخرس, ولن أختبئ بعد اليوم وراء إصبعي لأنه “قد يُعتبر”.
فاعتبروا كيف شئتم, وفسروا كما أردتم, وقولوا ما اعتدتم قوله من اتهامات, فلا آبه, ولن آبه.. إحتفلوا بالعيد فهو حق, ولكن لا تنسوا من بكى في عيده من أجلكم.. أو أنكم نسيتم.. “عيد شهيد”.. لن أدخل بمهاترات “طائفية” “مذهبية” ولن أذكر تفاصيل من أين كانت وما زالت تأتي أموال المقاومة في فلسطين وعلى كتف من حمّلت الصواريخ التي صنعت للفلسطينيين نصرا.. فإن شعب اليمن لطالما وقف إلى جانبك أيها الفلسطيني الحر, أيها الفلسطيني المقاوم, أفلا ترد الجميل فتتحدى الظلم؟؟!! ألست أنت من كسر حاجز الخوف؟!! ألست أنت من وقف بوجه المحتل المُشبّع بالقنابل لا تملك سوى حجرا؟؟!!
يابن جلدتي يا أيها المستضعف في الأرض… إختر أن تكون.. أو لا تكون… أن تكون مع المستضعفين كما كانوا.. وما زالوا.. وسيبقون إلى يوم القيامة معك.. إختر أن تكون مع الحق, وتقول كلمة الحق.. فإن صمتك يقتلنا, ويقتل أجمل ما فينا كفلسطينيين….. الجهر بوجه الظلم….
فكن فلسطينياً مع اليمن المقاوم.. أو لا تكون..
التعليقات مغلقة.