وتتوالى تباعاً فضائح الإعلام العاهر/ زيد عمر النابلسي




زيد عمر النابلسي ( الأردن ) الأحد 23/12/2018 م …

وتتوالى تباعاً فضائح الإعلام العاهر الذي لم يوفر جهداً في تلفيق الأكاذيب من أجل استعطاف التدخل العسكري الغربي المباشر لإسقاط الدولة السورية…

فقبل يومين اعترفت على غلافها مجلة دير شبيغل الألمانية الأشهر عالمياً بفضيحة مدوية هزت عالم الصحافة في ألمانيا حول أفضل مراسل ومحرر يعمل لديها والحائز على عدة جوائز صحفية، المدعو “كلاس ريلوتيوس”، حيث اكتشفت أنه كان يؤلف القصص والتقارير حول سوريا وينسجها كلياً من مخيلته في السبع سنوات الأخيرة، آخرها قصة اخترعها هذا الشهر عن طفل من أطفال درعا كان يكتب الشعارات على الجدران، اختلق قصته بأكملها من العدم…

تذكرنا هذه الفضيحة بقصة الطفل عمران قنديش، ذلك الملاك البريء الذي أجلسته القنوات الإخبارية المنحطة والمتواطئة مع الثورة الوهابية في صيف 2016 في حلب داخل سيارة إسعاف فاخرة من بركات دويلة قطر، وقامت بتغطيته بالرمال والدماء الكاذبة لتصوره وتتاجر به بدلاً من أن تعيده إلى أهله وإلى بيته…

انتشرت يومها صورة عمران في كل أنحاء العالم، ولم يبق إبليس من الأبالسة الذين أرسلوا التكفيريين لقتل الشعب السوري وأمدوهم بالمال والسلاح إلا وذرف دموع التماسيح على تلك الصورة، والتي كان مخططاً لها أن تأتي بالتدخل العسكري في سوريا لإقامة دولة الإخوان المسلمين، ليعود عمران إلى حياته الطبيعية سليماً معافى بعد تحرير حلب على أيدي أبطال الجيش السوري وحلفائهم واندحار وحوش الصحراء في الباصات الخضر إلى إدلب…

وقبل ذلك لعلكم سمعتم عن المسرحية التراجيدية حول المدعو إبراهيم القاشوش، الرجل الذي قالت لنا وسائل الإعلام المساندة لمجرمي تنظيم القاعِدة بأنه “مُنشِد الثورة”، والذي زعمت هذه الأبواق المأجورة بأن النظام السوري قتله في تموز 2011 بقطع حلقه لأنه تجرأ وهتف نشيد “يللا إرحل يا بشار”…

إلا أنه وفي تحقيق استقصائي في مجلة GQ في ديسمبر 2016، توصل الصحفي “جيمز هاركين” إلى الحقيقة، وهي أن الشخص الذي أنشد تلك الأغاني التي انتشرت على اليوتيوب وقتها بأنها لإبراهيم القاشوش، هي في الحقيقة أناشيد ألّفها وألقاها شخص آخر اسمه “عبد الرحمن الفرهود”، وهو حي يرزق اليوم ويعيش في الغرب، ولم يقتله أحد ولا ما يحزنون…

وأفصح “هاركين” أن نتيجة تحقيقه أثبتت أن الرجل المذبوح الذي رأينا صوره والدماء تنزف من رقبته في 2011 والمدعو إبراهيم القاشوش، كان حارساً بسيطاً لمخفر دفاع مدني في حماة، ولم يكتب أو ينشد أغنية في حياته، جز عنقه “الثوار” لأنه بنظرهم يعمل مع “النظام”، ثم ادَّعوا بعد ذلك أنه كان تشي غيفارا الأغنية الثورية للربيع السوري، واتَّهموا النظام بذبحه لاستجلاب النقمة والحقد على الدولة السورية…

مثل رواية القاشوش، سمعنا أيضاً عن أظافر حمزة الخطيب في درعا، وعن مجزرة الحولة، وعن الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية، وعن العديد من المذابح الأخرى الغامضة، والتي كانت تحدث دائماً في كل مرة كتوقيت الساعة السويسرية – سبحان من لا يسهو – عشية زيارة وفد دولي للوقوف على أحداث العنف في سوريا…

كنت دائماً أقول أن التاريخ البشري لم يعرف أحقر من حمام الدم وكرنفال قطع الرؤوس المسمى بـ”الثورة السورية”، ومع كل يوم يأتي الإثبات القاطع ليؤكد أن هؤلاء المخلوقات الوهابية لا قاع لانحطاطهم ولا مثيل لسقوطهم ولا رادع لسفالتهم، وأن من لا يزال يدعمهم رغم كل هذه الحقائق هو مثلهم ولا يختلف عنهم، ويستحق نفس مصيرهم…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.