” أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. ” / غالب راشد
غالب راشد ( الأردن ) الجمعة 10/7/2015 م …
يقال أن رجلاً من العرب أغير على إبله فأخذت، فلما تواروا صعد أكمة وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله فقال: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. قال الشاعر: وصرت كراعي الإبل حين تقسمت … فأودى بها غيري وأوسعتهم سبّا ما أغربنا نحن العرب ! ما أمة في الأرض كأمتنا ، أمة ليس كمثلها أمّة لا تتقن سوى الشتم واللعن والسبِّ ، أمة ليس على عدوها منها ضرر أكثر من الوعيد والكلام . أمة إن فتّشتَ في تاريخها تجده أسود كجنح الليل يفيض بالقتل والذبح والدم . سود وقائعنا حمرُ مواضينا . نحن أحفاد البسوس وأحفاد داعس والغبراء . أعزّنا الله بدينه ووحّدنا بعد فرقة وألانَ قلوبنا ، لكننا بقينا أشداء على بعضنا رحماء على أعدائنا . وأبينا إلاّ الفرقة والتناحر فاختلفنا على 37 شعبة كلّ واحدة منها تدّعي الإيمان وأنها الفرقة الناجية وخلافها في الضلال ومصيرها النار . أمّة ما رفعت يوما سيفها لتطبيق قاعدة شرعية وما سلّت حسامها غيرة على مقدّساتها . أمة عشقت الذّل والهوان فهانت على نفسها وصغرت في عيون أعدائها كيف لا ؟ وكل من امتلكَ زمام أمرها اتّخذ من نفسه الهً ، وصاح في الرعية : أنا ربكم الأعلى . هو فريد زمانه ، المعز والمعطي والمنتقم والمانع ، هو الحاكم بأمر الله نرى الحق والباطل ما يراه . بيده مقاليد الحكم ، هو الملهم والقائد الفذّ والباني ، هو المعلم والطبيب الأول والقلب الحاني ! دوما يخاطبنا : ونعْم الخطاب : ” وما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد ” ، فـ ” استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين .” أولسنا نحن أحفاد الحجّاج ” إنّي أرى رؤوسنا قد أينعت وحان قطافها ، وأحفاد أبي العباس السفّاح القائل : ” .الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة ، وشرفه وعظمه ، واختاره لنا ، وأيده بنا ، وجعلنا أهله وكهفه وحصنه ، والقوام به والذابين عنه .. . أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم ، وبصرهم بعد جهالتهم ، وأنقذهم بعد هلكتهم ، وأظهر بنا الحق ، ودحض بنا الباطل ، وأصلح بنا منهم ما كان فاسداً ، ورفع بنا الخسيسة والدنيئة ، وتم بنا النقيصة وجمع الفرقة ” أوليس نحن أبناء أمة أتقنت قطع الرؤوس والتنكيل بالجثث والموتى ؟ كالريح نميل الى جانب الأقوى ولنا في حفيد رسول الله مثالا صارخا ، كانت قلوب القوم معه ، لكن سيوفهم كانت عليه . أمة ما عرفت في تاريخا الطويل إلا الخيانة والغدر ، أليس منا ” أبو رغال و العلقمي ؟ وأليس منا أبناء هارون الأمين والمأمون وأبو عبد الله الصغير ، وأبناء الملك العادل ؟ أمة حباها الله كل الخيرات وأعطاها كل مقومات العزة والمنعة ، لكنها تعشق أن تأكل مما يصنع الآخرين وتتظلّم عند ظالميها ! ولا يتجيد الا التفريط بحقوقها وسب ووعيد جلاّديها وسارقي خيراتها ! في تاريخنا الطويل كم مرة حكم العرب أنفسهم واستغنوا عن الأغيار في حكمهم ؟ أمتنا ، أمة إن ظهر فيها سيّد وكابر يريد لهاالسؤدد والسيادة ويطلب لها الاستقلال لا التبعية بنينا في وجهه السدود ووضعنا في دربه العقبات ، ولا بأس إن اتّحدنا مع عدونا ضدّ أحلامه الموبوءة وآماله المجنونه . كم من محاولة للوحدة وأدناها في مهدها ! ؟ جعلنا الله أمة ” اقرأ ” لكننا لا نحسن القراءة ، وإن قرأنا لا نفهم ما نقرأ ، نرى بأمّ أعيننا ما يفعل بنا الأعداء وما يخططون له لتدميرنا ،قسّمونا ، فلعنّا الحدود غير أننا قدّسناها ونحن اليوم نتبارى في زيادة التشرذم والتقسيم . لكلِّ أمة قلب واحد ينبض وراية واحدة تجمعها إلا نحن أمة العرب ، لنا 22 قلبا و22راية ,و .. و 22 ملهما ومعلّما وقائدا .
التعليقات مغلقة.