تقرير حول زيارة وزير الخارجية السعودية الجبير للأردن
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الجمعة ) 10/7/2015 م …
*الزيارة هي الأولى بعد توليه مهام منصبه
*تأتي بالتزامن مع وفاة الوزير السابق سعود الفيصل وبعد زيارة البحاح
*وصف الحديث عن وجود توتر في العلاقات الأردنية السعودية محض خيال
*مراقبون أكدوا وجود اخلافات حول ملفات المنطقة الرئيسة .. وتوجه سعودي ربما لإيجاد “تسوية ” مع الأردن بشأنها…
نقل نائب الملك الأردني، الأمير فيصل بن الحسين، خلال استقباله مساء امس؛ الخميس، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، تعازي الملك الأردني عبدالله الثاني لـ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ، ، بوفاة لأمير سعود الفيصل، وزير الدولة المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية في السعودية، وزير الخارجية السابق ؛ الذي أعلن عن وفاته أمس الخميس.
وبحسب مصدر أردني بحث الطرفان في اللقاء،الذي جرى في قصر الحسينية، علاقات البلدين، والتأكيد على متانتها وعمقهما في مختلف المجالات، واستعراض آخر المستجدات الراهنة في المنطقة، وسبل التعامل معها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق والتشاور الدائم بين البلدين حيال مختلف القضايا، والحرص المشترك على إدامته.
ونقل وزير الخارجية السعودي تحيات تحيات الملك السعودي سلمان إلى الملك الأردني عبدالله الثاني، مشيداً بمواقف الأردن تجاه بلاده وقضاياها.
حضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير السعودي في عمان.
كما بحث رئيس الوزراء الأردني د. عبدالله النسور خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الجبير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتمتينها وتوسيع آفاقها.
واشاد رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده بمتانة العلاقات المتميزة والتاريخية القائمة بين البلدين وحرص قيادتيهما المستمر على تطويرها والارتقاء بها.
وثمن النسور مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة دوما ووقوفها الدائم الى جانب الاردن.
من جانبه اكد وزير الخارجية السعودي حرص بلاده على دعم الاردن، مشيرا الى توجيه القطاعات الاقتصادية السعودية للاستثمار في الاردن.
واعترت وسائل إعلام اردنية ، ان زيارة وزير الخارجية السعودي، الجبير، إلى عمان، (وضعت حداً نهائياً لجدل طويل، حول وجود توتر وتغير في المواقف والأولويات بين الأردن والسعودية )، حيث رفض الجبير أي حديث عن وجود مثل هذا التوتر، مؤكداً عمق العلاقات بينهما، وسعيهما الدائم إلى جعلها أشد متانة وتميزاً وأن الحديث عن وجود توثر عو أبعد ما يكون عن الواقع وهو محض خيال !؟
وأكد وزيرا الخارجية السعودي والأردني خلال مؤتمر صحافي عقداه في مبنى وزارة الخارجية بعمان، ( تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال مختلف القضايا ) كما أكدا الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال القضايا التي تمر بها المنطقة على كافة المستويات، مشيرَين إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال مختلف القضايا.
وقالا أنهما استعرضا تطورات الأوضاع على الساحات السورية واليمنية والعراقية والليبية، وأهمية تغليب لغة الحوار، وإيجاد حلول سياسية لجميع التطورات التي تشهدها هذه الدول، بما يضمن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
وشدد الجبير ـ الذي يزور الأردن للمرة الأولى منذ تعيينه قبل شهرين وزيراً للخارجية السعودية، بالتزامن مع وفاة وزير خارجية السعودية السابق ، سعود الفيصل ؛ الذي بقي في منصبه هذا نحو 4 عقود ـ على أن “الأردن حليف للسعودية، وشريك في دعم ما أسماه الشرعية في اليمن، وشريك وحليف في مكافحة الإرهاب وفي دعم عملية السلام”، مشدداً على أن أمن الأردن واستقراره الاقتصادي “أمر مهم جداً، ولدينا استثمارات سعودية في الأردن وسيتم زيادتها”.
وغمز الجبير من قناة إيران وعصابة داعش معتبراً أن الأخيرة تقوم بأعمال إرهابية ضد العرب فيما لم ترتكب أي شيء ضد إيران، وتحاول إشعال الفتنة الطائفية.
من جهته قال وزير الصناعة والتجارة الأردني الأسبق،حمدي الطباع، أن حجم التجارة المتبادلة بين البلدين في ازدياد مطَّرد، ولديهم استثمارات سعودية مهمة في الأردن، ويمثل السياح السعوديون النسبة الكبرى من السياحة العلاجية في الأردن .
يذكر أنه ساد أعتقاد لدى أروقة السياسة الأردنية ، بأنه مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد السلطة في السعودية، بأن الملك الجديد لا يميل كثيراً للأردن، وهو ما ظهر جلياً من خلال التباين في وجهات النظر بين الأردن والسعودية فيما يتعلق بملفات الإقليم الاستراتيجية، والأكثر حساسية؛ كالأزمة في سورية، وسبل معالجتها، والعلاقة مع العراق، والموقف من الحرب على داعش كأولوية تتقدم على الحرب على الحوثيين في اليمن.
ولاحظ مراقبون أن زيارة الجبير للأردن أتتت مباشرة بعد زيارة البحاح رئيس الحكومة اليمنية المؤقتة للأردن ، الموالية للسعودية .
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد أوفد قبل نحو شهرين رئيس الديوان الملكي الهاشمي الأسبق ؛ نائب رئيس الوزراء الأسبق رئيس الفريق الإقتصادي الأسبق ، د. بسام عوض الله ، الى السعودية حيث حمل رسالة من الملك الأردني إلى نظيره السعودي ، وقيل في حينه أن الزيارة لم تحقق أهدافها رغم علاقات د. عوض الله الطيبة بالسعودية .
ويذكر أن الراية القرمزية التي قام الملك عبد الله الثاني بتسليمها إلى رئيس الأركان الأردني ، تعود جذورها إلى وجود الهاشميين في الحجاز ، وتحمل معانيها الى جانب ارتداء الكوفية مقلوبة معاني إعلان حرب وأخذ ثأر .
وكان النظامان السياسيان الأردني والسعودي قد أرسيا آليات دعم مستقرة ومؤسسية، من الرياض لعمّان ، من بينها برنامج دعم المشاريع التنموية من مخصصات المنحة الخليجية، والدعم الموجه للقوات المسلحة الأردنية، ولجان التنسيق الأمني بين الأجهزة المختصة من الطرفين لضبط الحدود، ولمحاربة عمليات تهريب السلاح والمخدرات، وتسلل “الإرهابيين”.
التعليقات مغلقة.