انسحاب أمريكي ورقي واعتداء صهيوني فاشل ونصر سوري مؤزر / د. ميّ حميدوش
د. ميّ حميدوش ( سورية ) الأربعاء 26/12/2018 م …
لم يكن مستغرباً أن يقوم كيان الاحتلال الصهيوني بمحاولة اعتداء على السيادة السورية عبر الأجواء اللبنانية فإعادة خلط الأوراق في المنطقة باتت مسألة اعتيادية.
منذ أيام غرد ترامب معلناً قراره بسحب قواته المعادية من الأراضي السورية بذريعة انتهاء الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي وكأن التحالف المزعوم كان يستهدف ذلك التنظيم فيما أثبتت العديد من المصادر بأن تحالف واشنطن كان يؤمن الحماية لذلك التنظيم وفي كثير من المناطق وأنه نفذ العديد من العمليات لحماية التنظيم الإرهابي أبرزها نقل إرهابيي داعش من جبهة دير الزور خلال تحريرها من قبل الجيش العربي السوري ناهيك عن استهدافه لوحدات الجيش العربي السوري في جبل الثردة.
من يقرأ التاريخ الأمريكي يعلم بأن واشنطن كانت وستبقى تبحث عن أمن كيان الاحتلال الصهيوني وقرار الانسحاب الورقي جاء بهدف إعادة خلط الأوراق في المنطقة وتصريح ترامب الأخير الموجه للنظام التركي جاء كنتيجة حتمية لاستمرار الحرب الإرهابية في سورية.
على رغم اختلاف مصالح واشنطن وأنقرة وتحديداً في مسألة التواجد الكردي وتحديداً ما تسمى بميليشيات (قسد) إلا أن الهدف هو ترك جبهة شرق الفرات ومعها ادلب مفتوحة لاستنزاف العمليات العسكرية مع محور المقاومة مجتمعاً وبالتالي ابعاد خطر المحور عن الكيان الصهيوني.
ما جرى يوم أمس هو محاولة استعراض من قبل العدو الصهيوني ورسالة إلى الفصائل الإرهابية بأن كيان الاحتلال مازال داعم لها حتى بعد قرار الانسحاب الأمريكي.
اعتداء صاروخي من فوق الأراضي اللبنانية يحمل في مضمونه رسالة إلى محور المقاومة بأن العدو الصهيوني مازال قادر على اختراق الأجواء اللبنانية والتي تعتبر حتى الآن خاصرة رخوة في المواجهة العسكرية إضافة لإعلان رئيس حكومة العدو بأن عملية درع الشمال اقتربت من النهاية وبالتالي الهدف أولا التغطية على فشل العملية والتي أثبتت المقاومة فشلها عبر نشر عدد من الصور لجنود الاحلال التقطت عن قرب ومن الخلف ناهيك عن حادثة فقدان الرشاشات الخاصة بالجنود الصهاينة.
ثانياً جس نبض الدفاعات الجوية السورية ولن ننسى محاولة القرصنة الالكترونية في محيط مطار دمشق الدولي وتمكن الدفاعات الجوية السورية من اسقاط ثمانية صواريخ إسرائيلية من أصل عشرة هو نتيجة مبهرة عندما نعلم بأن السلاح المستخدم هو ذاته الذي أسقط الطائرة الصهيونية منذ مدة.
المرحلة القادمة هي مرحلة حاسمة فالأمن والاستقرار عاد إلى معظم أراضي الجمهورية العربية السورية بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والحلفاء وبوصلة محور المقاومة ستبقى موجهة نحو فلسطين المحتلة.
التعليقات مغلقة.